الاستراتجية المعتمدة قلصت المرضى المحولين للخارج بـ 90٪
تسعى وزارة العمل والضمان الاجتماعي، ووزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى وضع مخطط وطني التكفل بزراعة الكبد للأطفال، بعد تسجيل عجز في تلبية الطلب، ودعا وزيرا القطاعين إلى ضرورة نقل التكنولوجيا من الخارج بدل الإعتماد الكلي على عمليات الزرع في المستشفيات الدولية.
أكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي حسان تيجاني هدام، أن الحكومة وضعت نصب عينيها تطوير قطاع زرع الأعضاء بعد النتائج المحققة في السنوات الأخيرة، لكن ذلك يبقى غير كاف بالنظر إلى إرتفاع الطلب الذي لم يحدد بعد من طرف الوكالة الوطنية لزراعة الأعضاء، موضحا أن الرؤية الإستراتيجية للقطاع تستند إلى مقاربة شاملة.
وأشاد حسان تيجاني في كلمة له بالملتقى الوطني الثاني حول زراعة الكبد عند الأطفال بالمركز العائلي للضمان الاجتماعي بالعاصمة، أول أمس، بدور وزارة الدفاع الوطني وعلى رأسها الفريق أحمد ڤايد صالح وذلك نظير التسهيلات والمرافق التي تقدمها للضمان الإجتماعي للتكفل بمرضى الكبد على مستوى المستشفى العسكري قسنطينة.
ومع نجاح عمليات الزرع على المستوى الوطني تقلص عدد المرضى المحولين إلى الخارج بنسبة 90٪ خلال السنوات العشر الأخيرة، وهو ما يشير حسب هدام إلى نجاح الإستراتيجية الوطنية المتبعة.
من جهته، أشاد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، محمد ميراوي، بدور المؤسسة العسكرية في الجانب الصحي خاصة في مجال الزرع الكبدي عند الأطفال، بالمستشفي العسكري لولاية قسنطينة، قائلا: «تحية إكبار وإجلال للمؤسسة العسكرية ولجيشنا الوطني الشعبي وقيادته، على هذا الإنفتاح والمقاربة الجديدة التي جعلت مستشفياتنا المدنية والعسكرية تعمل سويا لهدف واحد وهو التكفل بصحة المواطن الجزائري.
وأوضح ميراوي أن المستشفى العسكري لقسنطينة استطاع بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء إنجاز سبع عمليات في ذات التخصص منذ بداية السنة، داعيا الوكالة إلى الإسراع في إقامة منظومة معلوماتية بخصوص نشاط نزع وزرع الأعضاء والأنسجة والخلايا في البلاد، التي تمكن حسبه من صياغة استراتيجية محكمة وعادلة وشفافة للتكفل الفعلي بالمرضى في هذا المجال.
كما شدد المسؤول الأول عن قطاع الصحة على ضرورة الإستفادة من الشراكة التي تبرمها الجزائر مع دولة بلجيكا في هذا المجال من أجل تطوير النشاط وتلقين الكفاءات الطبية الجزائرية للتحكم في هذا الاختصاص العالي المستوى، مشيرا إلى أن إستراتجية التكفل بالمرضى سمحت بتقليص المحولين للخارج من أجل العلاج بنسبة 90٪.
إدخال إصلاحات على منظومة التقاعد أمر غير وارد
نفى وزير العمل والتشغيل والضمان الإجتماعي، تيجاني حسان هدام، أول أمس، بشكل قاطع الأخبار المتداولة في بعض وسائل الإعلام الوطنية، والمتعلقة بالإصلاحات التي سيتم إدخالها على منظومة التقاعد، وأكد إطلاق مشاورات لدراسة الوضع بشكل عام.
أوضح تيجاني هدام أن المنظومة الوطنية للتقاعد تعرف منذ سنوات صعوبات مالية صعبة للغاية، ويتم صب المعاشات منذ 2017 بفضل الدعم المالي الحكومي، موضحا أن هذه الوضعية تستوجب بالتأكيد إصلاحات على المديين المتوسط والبعيد، لحماية التوازنات المالية لهذه المنظومة واستمرار أداءاتها لفائدة الأجيال القادمة.
ولمواجهة العجز المالي أشار وزير العمل الى إطلاق مصالحه منذ أشهر مشاورات وورشات تفكير مع الخبراء ومختلف الشركاء، والمتدخلين المعنيين بهذا الموضوع، لإيجاد الحلول المناسبة.
وأعلن أنه سيتم برمجة جلسات وطنية حول الضمان الاجتماعي تحت إشراف الوزير الأول خلال شهر نوفمبر القادم، لتوسيع النقاش مع مختلف القطاعات والهيئات المعنية والشركاء الإجتماعيين والإقتصاديين، وممثلي المجتمع المدني، بمرافقة ومشاركة خبراء من داخل وخارج الوطن.
وأكد الوزير أن هذه المشاورات هي مجرد مقترحات ستقدم للحكومة وللسلطات العليا، ثم تعرض بطبيعة الحال على نقاش عام، من أجل تحقيق إجماع وطني حول الحلول الممكنة، موضحا أن هذه الإصلاحات لن تكون على المدى القريب لكن ستكون في السنوات القادمة.
