في رسالة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للصحافة

بن صالح: نعم لتكريس ثقافة العرفان لمهنيي القطاع

 مستلزمات الذهاب إلى انتخابات رئاسية يوم 12 ديسمبر متوفـــرة
 لا مصلحـــــة لشعبنـــا في إطالــــة عمـــر الأوضـــاع الحــــالية
 الدولة ستتصدى لكل أشكال الإخلال بسريان المسار الانتخابي  

أيتها السيدات، أيها السادة،
تحيي الأسرة الإعلامية في بلادنا في الثاني والعشرين من أكتوبر من كل سنة اليوم الوطني للصحافة...يوم لاستحضار سجل الإعلام الجزائري الحافل، ومناسبة يكرس الصحافيون وعمال القطاع بإحيائها ثقافة العرفان لما قدمه مهنيو القطاع في مراحل متعاقبة دفاعًا عن حرية الكلمة.. وتمكينا لحق المواطن في اعلام موضوعي ونزيه.
لقد اقترن تاريخ مهنة الصحافة بالالتزام تجاه القضايا الوطنية الكبرى... والمحطات المصيرية الحاسمة في حياة الأمة،فطيلة تاريخها الذي لم يَخْلُ من المشاق والمتاعب والتضحيات...وكان وفاءُ الإعلاميين للمهنة مقرونا بوفائهم للوطن الذي يلتف حوله، على الدوام الجزائريات والجزائريون من كل الأطياف والقطاعات والمشارب ويعرفون في الأوقات الصعبة كيف يتصدون للهزات التي اتَّسمت في مراحل معينة عاشتها بلادنا بخطورة بالغة.
الإعلام الوطني يعبر عن نبض المجتمع
ومما يستوجب العرفان أن الإعلام الوطني كان في كل المراحل مُعبّرا عن نبض المجتمع،مُضطلعا بدور رائد وها هو جيل اليوم من الإعلاميين يستمر في ترقيته بعد المساهمات المتتالية التي قدمها السابقون منذ حرب التحرير المباركة، وغداة الاستقلال وأسست للمشهد الإعلامي الحالي بما يميزه في عصرنا هذا من زخم، وبما يطبعه من طفرات التطور التقني.
فلا أحد ينكر اليوم الإضافات الهامة للإعلاميين من مختلف وسائل الاعلام الوطنية المكتوبة والسمعية البصرية والالكترونية:
- سواء تعلق الأمر بمواكبة جهود السلطات العمومية، والتي ما فتئت تُسخِّر القدرات والإمكانيات المتاحة في هذه المرحلة الصعبة استجابةً لانشغالات المجتمع، وترجمةً لسياسة الدولة في الواقع المعيش خاصة عبر التدابير والإجراءات ذات البعد الاجتماعي الموجَّه لتحسين ظروف المعيشة، والعناية بفئة الشباب، وتعبئة المزيد من الإمكانيات لفائدة مناطق الجنوب والهضاب العليا.
أو تعلق الأمر بالعمل على ترقية وتوسيع مجال الحوار السياسي من خلال حلقات النقاش والبرامج والحوارات وغيرها من أشكال العمل الصحفي المتفاعلة مع ما تشهده الساحة الوطنية في هذا الظرف الحساس.

تهيئة ظروف العبور بالبلاد إلى العهد الجديد بإرادة الشعب
ومن خلال -كذلك- المواظبة المهنية على إبراز ما تقوم به المؤسسات والهيئات الوطنية بإرادة قوية من أجل تهيئة ظروف العبور بالبلاد إلى العهد الجديد وانطلاق الجزائر بإرادة الشعب في استكمال مسار تجسيد تطلعاته ومطالبه في أجواء الثقة.
الجزء الاكبر لمطالب
الشعب التي عبر عنها تحقق
أيتها السيّدات، أيّها السادة،
أتوجه إليكم في هذه المناسبة، وبلادنا تعيش مرحلة دقيقة أنتم لستم فقط شهودًا عليها، بل معنيين -بوعيكم الوطني – بحاضر ومستقبل البلاد، فالجزائر اليوم أمام امتحان عسير، ولكن الحلول ممكنة بما توفر من مستلزمات الذهاب إلى انتخابات رئاسية يوم 12 ديسمبر القادم، بعد أن تحقق الجزء الأكبر من مطالب شعبنا التي عبر عنها في حراكه السلمي الحضاري، بفضل استجابة مؤسسات الدولة، ومرافقة الجيش الوطني الشعبي، الذي لم يأْلُ جهدا في أداء مهامه الدستورية بتبصر واقتدار،وأود وبلادنا تتقدم بخطوات ثابتة تُباركها أغلبيةُ شعبنا الكريم نحو الاستحقاق الرئاسي أن أُجدد الامتنان له، ولقيادته خاصةً، التي حرصتْ على النأي بالبلاد عن كل المغامرات، وعملت على مرافقة الشعب الجزائري... وأن أحي جهود كافة المخلصين ممن يؤمنون بجزائر قوية وسيدة، ويكدحون بصدق وثبات لإخراجها من الأوضاع الحالية والحمد لله فبفضل سهر وتضحيات الشرفاء من أبناء الجزائر وتلاقي الارادات الغيورة عليها أضحى -اليوم -المسار السياسي الجامع الملتف حول الانتخابات الرئاسية حتميةً، لا محيد عنها.
المهنية  وتغليب روح المسؤولية على ما سواها من نزعات التأجيج وزرع الشقاق
ويجدر هنا من باب الموضوعية ونحن في اليوم الوطني للصحافة التنويه بالجهد المخلص المبذول في قطاع الإعلام الوطني العام والخاص في سبيل توخي المهنية،وتغليب روح المسؤولية على ما سواها من نزعات التأجيج وزرع الشقاق...وهو مايُعبّر عن نضج الممارسة الإعلامية،ويشهد على انتماءٍ وطني أصيل لبناتنا وأبنائنا العاملين في حقول الإعلام الرحبة، وعلى غيرة متّوهجة في نفوسهم لا ترضى مساسًا بسيادة الجزائر ووحدة شعبها،إنه في الغالب جهد حريٌّ بالإشادة وبأن يُسَجَّل في رصيد الإعلام الوطني بكل تقدير.
سيداتي، سادتي
كما تعلمون، فإنه وسعياً إلى بلوغ الاستحقاق الوطني المصيري والتاريخي في حياة الأمة تم استدعاءُ الهيئة الناخبة غداة تجسيد مقترحات الهيئة الوطنية للوساطة والحوار المتمثلة أساسا في المصادقة على القانونين العضويين المتعلقين بالسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات وبنظام الانتخابات وتنصيب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، في إطار المسعى الهادف إلى توفير مناخ استعادة الثقة، ونحن نتطلع اليوم إلى المزيد من تكاتف المساعي والجهود الوطنية المخلصة خلال الأسابيع القليلة القادمة. إذ لا مصلحة لشعبنا في إطالة عمر الأوضاع الحالية، وللإعلام الوطني بكل تفرعاته مساهمةٌ قويةُ التأثير في انجاح المسار الانتخابي.
كسب التحديات الراهنة داخليا وفي محيطها الإقليمي وعلى الصعيد الدولي
وإنني أدعو في هذه السانحة مهنيي القطاع، مع النخب الوطنية للاضطلاع بالدور المنوط بهم في مرحلة فارقة يشهد الجميع على المصاعب الجمة المحيطة بها وأؤكد مرة أخرى تعهد الدولة بواجب التصدي الصارم لكل أشكال الاخلال بسريان المسار الانتخابي أو باختلاق الإرباك والتعطيل بنوايا وخلفيات مشبوهة لا تنطلي على فطنة ووعي عموم الشعب الجزائري الذي نهيب به ليهب الهبة الوطنية في توجهه بقوة وكثافة إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس الجمهورية، وبناء مؤسساته في جزائر جديدة قادرة على كسب التحديات الراهنة داخليا وفي محيطها الإقليمي وعلى الصعيد الدولي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024