توفي المدير العام لمجمّع الشروق علي فضيل، عن عمر ناهز ٦٣ سنة، إثر تعرّضه خلال الأيام الماضية إلى نوبة قلبية ألزمته الفراش، وصفت بالحرجة، لينتقل إلى جوار ربه، الخميس الماضي، عندما كان متواجدا بمدينة «كان» بفرنسا.ويوارى الفقيد الثرى بمسقط رأسه ببئر غبالو اليوم.
وقد كان لهذا المصاب الجلل في الوسط الإعلامي الأثر البالغ جراء الرحيل المفاجئ لرجل مهنة المتاعب بسبب إلتزاماته المهنية المتواصلة والدائمة، تكلفه مقابل ذلك آثارا سلبية على صحته وإرهاقا مزمنا، قد يتحوّل إلى تداعيات خطيرة في الإصابة بالأمراض المعروفة، كالضغط الدموي والسكري، والصداع، وقلة النوم، وتذبذبات أخرى، لا يشعر بها إلا من يمارس هذا العمل، ناهيك عن الصدمات اليومية مع مصادر الخبر.
جدير بنا أن نذكر بهذا حتى لا يعتقد البعض بأننا في جنة النعيم، هذا ليس صحيحا، رجل الإعلام عندنا تلاحقه مهنته في كل مكان في مقره، وفي بيته وفي الشارع، هاتفه لا يتوقف عن الرنين، من أجل خدمة الآخر.
شخصية بشوشة عُرف بروح الدعابة والمرونة الفقيد علي فضيل شخصية إعلامية مرحة
الابتسامة لا تفارق وجهه ومهما كانت طبيعة مضمون النقاشات الحادة التي كان يشارك فيها إلى جانب الزملاء في جريدة «الشعب» و»المساء» إلا أن ميزته الفريدة والنادرة، هو إضفاء عليها ذلك الطابع المرن وحتى الفكاهي، ليس من أجل غرض تقزيم تلك الأحاديث وإنما مزاجه هكذا، يرفض التعصب في فرض الرأي... بالإضافة إلى خلق جو من التسلية في الوسط الإعلامي المليئ بالضغوط وكثرة الهموم.
حتى وإن اختار الانسحاب من «العمومي» إلى «الخاص» وإصدار «الشروق الأسبوعي»، إلا أن طابع شخصيته لم تتغير أبدا وبقي وفيّا لقناعاته، منفتحا على الآخر يحمل بداخله كل تلك القيم الذاتية التي تربى عليها واكتسبها بحكم كل تلك التجربة الطويلة في التعامل مع الإعلام بشقيه المعمول به عندنا وهذه الميزة الاستثنائية هي التي جعلته أقرب المقربين من أصحاب المهنة.