مستنكرا لائحة البرلمان الأوروبي، رابحي:

محاولة مبيتة للتشويش على الانتخابات الرئاسية

فضيلة بودريش

السفير الصيني: نرفض التدخل في شؤون الجزائر

أكد حسن رابحي وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، وزير الثقافة بالنيابة، بلهجة قوية أن الجزائر ترفض بشكل حاد، أن يتدخل أي طرف في شؤونها الداخلية، كونها لا تتدخل في شؤون الغير، منتقدا بشدة ما وصفه بالشرذمة من المتربصين بالبلاد، من برلمانيين أوروبيين الذين يقلقهم استتباب الاستقرار في الجزائر، ويحاولون التشويش على الانتخابات الرئاسية المقبلة، كونها موعد سياسي هام يعبد المسار الديمقراطي، وأثنى على فطنة الجزائريين ودرجة الوعي التي تحلوا بها في التصدي لمختلف المكائد وفضح الدسائس، من خلال المشاركة القوية في الاستحقاقات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر.
جدد حسن رابحي وزير الاتصال على هامش عملية تشجير بحديقة الرياح الكبرى بدالي ابراهيم، تمسك الجزائر بمبادئها السامية حيث لا تقبل في سياستها بأي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية، كما أنها بالمقابل لا تتدخل في شؤون البلدان الأخرى، انطلاقا من أنها استوحت هذا المبدأ من تاريخها المجيد ونضالها السياسي الساطع، وعلى خلفية أن هذا المبدأ ينبع من رحم مبادئ الأمم المتحدة، والذي يتعين على الجميع احترامها. أبدى الوزير في رده على سؤال لجريدة «الشعب» حول لائحة البرلمان الأوروبي الأخيرة، استنكارا ممزوجا بالاستياء، حيث اعتبر أن قناع المندسين الذين يضمرون الشر للجزائر وشعبها قد سقط، وحاول الوزير أن يفضح مواقف من يعكرون صفاء الأجواء ببث سمومهم القاتلة، متسائلا: «.. لماذا تم إقرار هذه اللائحة في الفترة الزمنية الراهنة؟ ولماذا لم يتم إقرارها في شهر فبراير أو مارس أو أفريل أو ماي ؟.. وما خلفية اختيار هذا الوقت بالذات حيث لا تفصلنا عن الموعد السياسي للانتخابات الرئاسية سوى أيام قليلة؟.
ووصف الوزير رابحي من تجرؤوا على النيل من الجزائر، من خلال استفزازها حتى لا تتقدم سياسيا، ومحاولة منهم في تغليط الرأي العام الخارجي، بالشرذمة من البرلمانيين الذين يسعون إلى خلق البلبلة ويرى أن محاولتهم في التشويش على الانتخابات الرئاسية المقبلة يائسة، على اعتبار أن جل الجزائريين يتعاطون معها بإيجابية، كونهم على وعي كبير بأهمية الاستجابة إلى نداء الوطن، من خلال الإقبال على مكاتب الانتخاب يوم 12 ديسمبر، وذهب وزير الاتصال إلى أبعد من ذلك، عندما اعتبر أن الشعب الجزائري، تفطن لمكر الشرذمة أعداء الجزائر، وتحذوه عزيمة وإرادة من أجل التصدي إلى هذه المكائد والدسائس بقوة وحزم، من خلال المشاركة القوية في الاستحقاقات الرئاسية المقبلة.
وقلل الوزير من تأثير من حاولوا التطاول وتقديم حقائق مغالطة، حيث قال إنهم لا يساوون شيئا بالنظر إلى العدد الكبير من الأصدقاء الأوفياء للجزائر، سواء في أوروبا أوفي مناطق أخرى من العالم. ولم يتردد الوزير رابحي في فضح هذه المجموعة من البرلمانيين، الذين يحملون نوايا سيئة اتجاه الجزائر، حيث أكد قائلا: «..تبا لهؤلاء البرلمانيين الأوروبيين، الذين سعوا إلى إقرار هذه اللائحة، فأصواتهم شنيعة، بل إن أصواتهم تشبه نهيق حمير ونعيق غربان وعويل ذئاب جائعة ضالة ومسعورة أنيابها تتقاطر منها الدماء.. هؤلاء البرلمانيون الأوروبيون، الذين سعوا إلى إقرار هذه اللائحة، أذناب أجدادهم وآبائهم المستعمرين، الذين تنكروا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعاثوا في الأرض فسادا، فاستعمروا أوطانا وشردوا واستعبدوا شعوبا حرة، وطمسوا قيما سامية وثقافات عريقة..»
ومن الانتقادات اللاذعة التي وجهها الوزير الناطق الرسمي للحكومة، أن هذه الفئة من البرلمانيين لا تكترث لمواثيق الأمم المتحدة ولا للأخلاق الإنسانية، والأخطر من ذلك أنهم ينكثون العهد ويعيثون في الأرض فسادا، وفوق ذلك يتشدقون بوقاحة ويتغنون بحقوق الإنسان، لكن في الواقع أعمالهم من رجس الشيطان، يسارعون في إذكاء ألسنة النيران في جميع مواقع المعمورة، عن طريق زرع الفتنة ونشر البغضاء بين الناس، بل ويسهرون على تأجيج الدمار والفرقة والضغينة في كل مكان.
وبلغة تفاؤولية طمأن الوزير بثقة أن الجزائر عظيمة، ويقف إلى جانبها العظماء والشرفاء وكل الشعوب المحبة للسلم والأمان، وأشار إلى أنه لا ينبغي أن ينس الفضل الكبير في مبادرة  إقرار يوم 16 ماي كيوم للعيش بسلام في العالم يعود للجزائر. وخلص الوزير رابحي إلى القول إن الجزائر محصنة الأسوار وآمنة بفضل شعبها الأبي، وكذا مؤسساتها القوية، وكذلك بفضل جيشها المغوار المتأهب دائما، وأثنى على العديد من الأصدقاء الذين تتوفر عليهم الجزائر في شتى بقاع العالم، أصدقاء أوفياء وعلى ثقة ويقين بمستقبل الجزائر المزدهر، وقدرتها كالعادة في تدبير شؤونها وتحصين مسارها عبر تعزيز الديمقراطية من خلال إجراء انتخابات 12 ديسمبر الجاري.
من جهته، سفير دولة الصين بالجزائر، أبدى معارضة قوية لأي تدخل في الشؤون الداخلية الجزائرية، والتزم مؤكدا استمرار وقوف بلاده إلى جانب الجزائر في جميع الأوقات ورفض أي مزايدة عليها.
 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024