الجزائريّون يدلون بأصواتهم في كنف الهدوء والتّفاؤل

لا سيّـد في الجزائر إلاّ الشّعب... حـــق الانتخاب مكسـب لا يساوم

سعيد بن عياد

أدلى، أمس، النّاخبون الجزائريّون بأصواتهم لاختيار رئيس جديد منتخب ليصنعوا مشهدا متميّزا رغم محاولات البعض إعاقة المسار الذي يمثل خيارا ثابتا كون الانتخاب بكل أنواعه خاصة الرئاسيات مكسب يعود تاريخ انتزاعه إلى سنوات ثورة التحرير لما كان الإنسان الجزائري في تلك الحقبة المظلمة تحت نير الاستعمار، يمنع من حقه في التصويت واختيار ممثليه.

رسالة قويّة وجّهها الشّعب الجزائري إلى الرأي العام، خاصة الخارجي، ليؤكّد للعالم أنّه صاحب السّيادة بالرغم من المحيط الحامل لاختلافات في الرأي وتنوّع في التوجه، ذلك أنّ ثورة التحرير كرّست قناعة للأجيال أن «لا سيد في الجزائر إلا الشعب».
بالرغم من التردد لدى البعض والتحفظ لدى البعض الآخر، إلا أن التوافد كان بارزا في المشهد الانتخابي، حيث سجّل إقبال متفاوت النسبة من مركز انتخاب إلى آخر، متحدّين الحالة النفسية السلبية التي تشكّلت حول الموعد، ذلك أن الأمر يتعلق بمسألة حسّاسة ومصيرية ترتبط بواقع ومستقبل البلاد، في ظل تحديات تحمل مخاطر لا يستهان بها يترتب عن إغفالها أو التقليل من مخاطرها، كلفة كبيرة جدا ترهن مستقبل الأجيال، وتضع البلاد على حافة مظلمة لا يمكن الوصول إليها تحت أي شعار مهما كان برّاقا.
لقد أسقط الحراك مشروع التوريث والتمديد والمغامرة التي دبّرتها العصابة، ومن ثمّة حقّق أهدافه التي تمثل القاسم المشترك بين الجزائريين في ظل سلمية مشهود لها، غير أنّ تطورات الأوضاع بعد شهرين من 22 فيفري الماضي أفرزت حقائق أخرى أظهرت وجود اتجاه للانفراد بالديناميكية الاحتجاجية، والزج بالحراك في متاهات لا صلة لها بالتطلعات المستقبلية للمجموعة الوطنية، التي أكّدت رفضها لاختراق الحراك  أو سرقته لغايات أخرى غامضة ومريبة.
ولاحت إشارات عديدة في المشهد، تشير إلى أن هناك أوساط وراء البحر وبالذات في قلب الدولة الاستعمارية تسعى للاستثمار في الأزمة، وتوجيه الرأي العام نحو أهداف لقوى الاستعمار الجديد، من خلال أدواتها الإعلامية التي تسوق لمغالطات وأكاذيب وبهتان غير مسبوق يستمد مرجعيته من ممارسات أدواتها الاستعمارية مثل «لاصاص»، المكتب الثاني والحركى، الذين يقوم خلفهم اليوم بإتمام جريمة أسلافهم، وذلك بالعمل بكل الوسائل لاستهداف الجزائر، ومحاولة بث الفرقة وترويج كل ما يندرج في كسر اللحمة الوطنية المؤسسة بتضحيات أجيال متعاقبة لتكون صمّام الأمان في الحاضر والمستقبل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19833

العدد 19833

الأحد 27 جويلية 2025
العدد 19832

العدد 19832

السبت 26 جويلية 2025
العدد 19831

العدد 19831

الخميس 24 جويلية 2025
العدد 19830

العدد 19830

الأربعاء 23 جويلية 2025