هكذا أشرفت السلطة المستقلة على أول استحقاق رئاسي

شرفي: إجراءات لضمـان النزاهـة وحمايـة أصـوات الناخبين

حمزة محصول

انتخب الجزائريون، أمس، في ظروف عادية باستثناء بعض التجاوزات الضيقة التي لم تؤثر على العملية.. هذه الانتخابات أجريت ولأول مرة بعيدا عن الإدارة العمومية وتحت إشراف السلطة الوطنية المستقلة، المستحدثة منتصف سبتمبر بموجب قانون عضوي.
في مدرسة الفاتح نوفمبر، ببلدية بابا حسن، جنوب غربي العاصمة، انطلقت، صبيحة أمس، عملية الاقتراع في سادس انتخابات رئاسية منذ إقرار الجزائر التعددية السياسية بموجب دستور 1989.
في هذه الابتدائية، توافد المواطنون تباعا، واتجهوا صوب رقم المكاتب المخصصة لكل واحد منهم حسب ما هومدون في بطاقة الناخب، للإدلاء بأصواتهم لصالح واحد من المترشحين، وهم: علي بن فليس، عبد المجيد تبون، عز الدين ميهوبي، عبد القادر بن قرينة وعبد العزيز بلعيد.
وفي أجواء عادية، وبحضور عناصر الشرطة والحماية المدنية، أمام مدخل المدرسة، تواصلت العملية، التي سخر لها وسائل لوجيستية وبشرية، من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
نفس الظروف طبعت الانتخابات في بلديات أولاد فايت، عين النعجة وعين البنيان، وفق ما رصدته «الشعب»، حيث لم تسجل أية عوارض أونقائص من شأنها المساس بالسير الطبيعي لهذه الاستحقاقات التي تجري في ظرف استثنائي.
تتجلى الاستثنائية، في السياق العام، كونها تأتي بعد تسعة أشهر من مسيرات شعبية سلمية تطالب بالتغيير الجذري للنظام، وبالتزامن مع صعوبات اقتصادية معقدة وتحديات أمنية في الجوار الإقليمي.
كما تتميز هذه الانتخابات، عن سابقاتها، من حيث الإشراف، التنظيم، الفرز والإعلان عن النتائج الأولية، التي أسندت لأول مرة لهيئة عليا مستقلة، أنشأت بموجب قانون عضوي، في سبتمبر الماضي، على ضوء مخرجات لجنة الحوار والوساطة.
هذه الهيئة المشكل من هيكل قيادي (المجلس)، يضم 50 عضوا، بينهم الرئيس محمد شرفي، خاضت الامتحان الصعب وفوق منهجية عمل دقيقة، بنيت على توزيع وتنسيق المهام مع المندوبيات الولائية والتسيقيات البلدية.
تقسيم الأدوار
وفي جولة إلى مقر السلطة الوطنية العليا للانتخابات، وقفت «الشعب»، على الطريقة المنتهجة في إدارة الانتخابات، داخل وخارج الوطن، اذا توزعت الأدوار على المستوى المركزي كما على المستوى الولائي.
وبنادي الصنوبر، خصصت سلطة الانتخابات، 3 غرف عمليات، الأولى خاصة بإدارة العملية الانتخابية ككل، والثانية استديوخاص لرئيسها محمد شرفي، أين تولى اطلاع الرأي العام على سير الاقتراع عبر كاميرا التلفزيون العمومي، أما الثالثة فكانت عبارة عن منبر مفتوح للصحافة الوطنية والدولية، أين أجريت الندوات الصحفية الخاصة بمتابعة سير العملية الانتخابية.

مندوبيات وتنسيقيات
واعتمدت سلطة الانتخابات في إدارة العملية على مستوى الولايات وخارج الوطن، على هياكل هرمية، تمثلت في المندوبيات الولائية والتنسيقيات البلدية، وقد أشرفت الأولى على تعيين أعضاء الثانية بثناء على انتقائية راعت بالأساس عدم الانتماء الحزبي.
التنسيقيات والمندوبيات، تولت طيلة اليوم متابعة السير الحسن للعملية، وتقديم نسب المشاركة للفترات الزمنية المحددة، الحادية عشر صباحا، الثانية بعد الزوال، الخامسة مساء، والاعلان عن النسبة الأولية الكاملة في نهاية اليوم.
وإلى جانب أعضاء اللجان البلدية والولائية جندت سلطة الانتخابات ازيد من نصف مليون مؤطر للاقتراع الرئاسي على مستوى 13295 مركز تصويت و61293 مكتب.
كما اعتمدت سلطة الانتخابات، 118 الف اعتماد لممثلي المترشحي، قصد مراقبة الصناديق وفرز المحاضر ومرافقتها.
الفرز والنظام الإلكتروني
وفي السياق أكد محمد شرفي، أن السلطة المستقلة للانتخابات، سجلت تواجد كافة المؤطرين في مناصب عملهم منذ الساعة الثامنة صباحا، وحضور 51 الف ممثل للمترشحين في النصف الأول من اليوم.
وأعلن شرفي في ندوة صحفية، أن جل ممثلي المترشحين التحقوا بالمراكز، من أجل حضور عملية الفرز، واعداد المحاضر، ومرافقتها الى المقر الوطني للسلطة ومنها الى المجلس الدستوري.
وحسب خطة العمل المنتهجة، فإنه وخلافا، لما كان عليه الحال في وقت اشراف وزارة الداخلية على الانتخابات، دونت المحاضر على التطبيقة الالكترونية الخاصة بالسلطة المستقلة للانتخابات، وفور إدخالها تظهر مباشرة عند مكتب رئيسها محمد شرفي، مما سهل عملية نقل وتداول المعلومات المتعلقة بنسب المشاركة والنتائج الأولية.
وتم اعداد محاضر الفرز والتأكد منها، على المستوى البلدي، تحت اشراف قاض إلى جانب المنسق البلدي لسلطة الانتخابات وعضوين معينين من قبل الأخيرة.
وفحصت المحاضر للمرة الثانية، على مستوى المندوبية الولائية من قبل أعضائها المعتمدين وإشراف قاضي، لترفع مباشرة الى المقر المركزي.
شرفي: مصرون على النزاهة
الآليات المعتمدة، سمحت بإبعاد الإدارة نهائيا عن العملية الانتخابية، كما عززت مساعي توخي النزاهة التامة، بنقل ممثلي المترشحين بالبلديات ليرافقوا محاضر الفرز إلى العاصمة، حيث كشف محمد شرفي أن قيادة الجيش وفرت النقل بالطائرات لهؤلاء من عمق الجزائر ومن المناطق البعيدة إلى مطار هواري بومدين.
وثمن شرفي، دور المؤسسة العسكرية في مرافقة سير الانتخابات، «مثلما وعدت به، حرصا منها على الاستجابة لتطلعات الشعب الجزائري وتمكينه من اختيار رئيسه بكل سيادة».
وأفاد المتحدث، أنه سيكون بإمكان ممثلي المترشحين حضور التثبت من المحاضر بمقر سلطة الانتخابات والمجلس الدستوري، حرصا من الهيئة المشرفة على ضمان أقصى قدر ممكن من النزاهة والشفافية.
وفي السياق، كشف نائب رئيس السلطة المستقلة للانتخابات، عبد الحفيظ ميلاط، أن محاضر الفرز النهائية ستنشر على الموقع الرسمي للهيئة لتكون متاحة للاطلاع عليها من قبل الموطنين.
التحلي باليقظة والهدوء
وعن مجريات العملية ككل، لم يخف رئيس السلطة المستقلة للانتخابات محمد شرفي في ندوة صحفية، عقدها على الساعة الخامسة مساءا، تسجيل بعض التجاوزات في مناطق محدود من الوطن، لم تؤثر على السير العام للعملية، وكشف عن نقل المراكز التي تعذرت فيها العملية إلى مرافق أخرى، لتمكين المواطنين من أداء حقهم الانتخابي.
وأكد شرفي أن التعامل مع أحداث عنف محدود في بعض الولايات، بهدوء ورزانة، مشيدا في ذات الوقت «بحكمة» و»بصيرة» الجهات الأمنية المختصة، مفيدا بأن الهدف الاسمى هو» أن نضمن للشعب الجزائري سيرورة الاقتراع في هدوء وسلمية، والاستجابة لتطلعاته في الخروج من الازمة التي تعرفها البلاد».
مشاركة معتبرة
وأكد شرفي، وتيرة توجه المواطنين إلى صناديق الاقتراع كانت «مشابهة، إلى حد ما أو أفضل»، من انتخابات 2014.
وسجلت نسبة مشاركة قدرت بـ7,92٪ على الساعة الحادية عشرة صباحا، و20,43٪ على الساعة الثالثة مساءا.
وتصاعدت نسبة الإقبال على التصويت، إلى غاية السابعة مساء، موعد غلق مكاتب ومراكز التصويت بشكل نهائي، بعدما ألغى قانون الانتخابات المصادق عليه في سبتمبر الماضي، تمديد توقيت الانتخاب لساعة إضافية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024