اعتبر عيسى بن عقون أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن فوز عبد المجيد تبون بكرسي الرئاسة لأن برنامجه الانتخابي كان تطبيقيا عمليا تقنيا بعيدا عن لغة التنظير عكس المرشحين الآخرين حسب ما صرح به لـ»الشعب» عقب صدور نتائج الانتخابات الرئاسية.
قال بن عقون إن فوز تبون في هذا الانتخابات منطقي لأن برنامجه الانتخابي لم يكن مغطى بالأفكار التنظيرية، وكان بعيدا عن الشرح والمبررات، لذلك كان القبول من طرف المواطنين الذي يشكلون في غالبيتهم الطبقة المتوسطة والعاملة بالإضافة إلى بعض من النخبة.
وأوضح أن هذه النسبة جلبتها له الملفات التي أعطاها الأولوية والتي سيفتحها عندما يعتلي سدة الحكم المتمثلة في الدستور، مراجعة قانون الانتخابات والاستمرار في محاربة الفساد، بالإضافة إلى تركيز برنامجه على الحلول الاقتصادية وخاصة الاجتماعية.
وبالمقابل فإن تحصل المتنافسين الآخرين على كرسي الرئاسة على نسب أقل راجع - حسب هذا المحلل السياسي- إلى برامجهم التي كانت موجهة إلى النخبة، التي تمثل في الهيئة الناخبة نسبة قليلة لا تتجاوز 10٪.
نسبة المشاركة جيدة
وأفاد المحلل السياسي أن تبون بعد تنصيبه رئيسا سيقوم بتكليف وزير أول جديد بعد أن تستقيل حكومة بدوي وجوبا، ويتوقع أن يغادر 90 بالمائة من وزراء هذه الحكومة مناصبهم، مع إمكانية الإبقاء على بعض الحقائب الوزارية، التي لم تكن موجودة في الحكومات السابقة والمقبولة من طرف الشعب.
وفيما يتعلق بنسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية فقد وصفها الأستاذ بن عقون بأنها مقبولة بل جيدة بالنظر إلى الأوضاع التي تعيشها البلاد والنداءات التي أطلقها بعض الرافضين للانتخابات، وقال إن أكثر من 41٪ على مستوى القطر الوطني (بدون حساب نسبة المشاركة في الخارج التي فاقت 8٪)، وهي نسبة واقعية وليست مضخمة كما شهدتها انتخابات 2014.
اعتبر بن عقون النسبة المسجلة في هذا الاستحقاق المصيري جيدة وذلك مقارنة بالانتخابات في الدول المعروفة بالديمقراطية العريقة (رئاسيات فرنسا سنة 2017)، التي أظهرت نسبة مشاركة وصلت في الدور الأول إلى 43٪، وأضاف أنه لوكان هناك دور ثان لارتفعت النسبة بشكل كبير.