من أجل التسيير العقلاني لما تبقى من موارد مائية جوفية شرق العاصمة وبالتحديد منطقة الحميز، تم أمس التوقيع على عقد في إطار شراكة جزائرية بلجيكية لتسيير الموارد المائية بين الوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية «اجير» ووكالة الحوض الهيدروغرافي الجزائر – الحضنة – الصومام بالمعهد الوطني لتطوير وترقية التكوين المتواصل بالرويبة.
أكد مهدي عقاب مدير وكالة الحوض الهيدروغرافي لمنطقة العاصمة-الحضنة-الصومام، في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، على أهمية هذا العقد الذي يأتي بعد العقد الذي تم الإمضاء عيله شهر جوان الفارط والخاص بولاية أدرار للحفاظ على موروث الفوقارة كمورد من موارد المياه الجوفية.
كما أبرز أهمية هذا المشروع لمواجهة تحديات طبقات المياه الجوفية، حيث يتطلب الأمر –كما قال – التدخل والتصرف بفعالية كل حسب تخصصه للحفاظ على الموارد المائية بشكل مستدام، مذكرا بمختلف المراحل التي مر عليها المشروع الذي تطلب سنتين من الدراسة المعمقة لمنطقة الحميز أين توجد المياه الجوفية على مساحة 10 كلومتر مربع، وقد تم اختيار بلديتين نموذجيتين الحميز والدار البيضاء.
وتطرق المتحدث إلى مختلف العوامل التي دفعت إلى ضرورة إنجاز هذا المشروع المتمثل في تكثيف الآبار لتوفير المياه الشروب لسكان المنطقة الذين يصل عددهم إلى 73894 نسمة بمعدل نمو 1.24 بالمائة سنويا حسب إحصائيات 2018، كما تعاني المنطقة من ضغط من الجانب الفلاحي حيث تقدر المساحة المسقية في منطقة الدراسة 460 هكتار، وهي تعتمد على طرق متعددة للري (عن طريق الحفر، السقي بالتقطير ...) و قد وصل الحجم الكلي الذي تم تجميعه 11 مليون متر مكعب في السنة، وتعاني الحميز كذلك من إشكالية التلوث والتدهور البيئي الذي أثر بشكل كبير على المياه الجوفية التي تتناقص باستمرار، مع العلم أن المصانع المتواجدة على المساحة الجغرافية للحميز تنتج 34000 كلغ يوميا من النفايات الصناعية السائلة.
التزام جماعي لحماية المياه الجوفية
ويهدف اللقاء الذي شاركت مختلف الهيئات ذات الصلة بتسيير الموارد المائية مثل «السيال» ... إلى تعزيز التسيير التشاركي للموارد المائية بالمنطقة بالتنسيق مع عدة قطاعات من خلال مخطط عمل يهدف لحماية الموارد المائية الجوفية، حيث يلتزم كل طرف من الأطراف الموقعة على العقد بالعمل على تحقيق الأهداف المسطرة في المشروع.
وفي تدخله في اللقاء اعتبر المدير العام الديوان الوطني للتطهير أن المشروع الذي يستهدف 20 بئرا هام بالنسبة للمنطقة، وذكر أن الجزائر العاصمة تستهلك 1 مليون متر مكعب من المياه يوميا، وهذا ما يتطلب زيادة إنتاج المياه بالنظر إلى الطلب المتزايد.