من قصر الشعب إلى مربع الشهداء بالعالية

مليونية بالعاصمة تهتف بحياته، وخيم العزاء في ربوع الوطن

نور الدين لعراجي

ترجلت العربة المدفعية تحمل على ظهرها جثمان الفقيد، وسط تكبيرات وصيحات الله أكبر، حيث وجد الطاقم المشرف على مراسم التشييع صعوبة كبيرة في تخطي تلك الحشود المليونية التي هبت من كل أنحاء الوطن اعترضت الموكب الرسمي  لنقل الجثمان.
الموكب الرئاسي لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كان أول من عبر ساحة أول ماي مرورا بالنفق في حوالي منتصف النهار إلا ربع، ثم بعدها لحقت الوفود الأخرى من عسكريين وأعضاء السلك الدبلوماسي، إلا أن العربة المقلة لجثمان الراحل الفريق ڤايد صالح وجدت صعوبة كبيرة في تخطي تلك الحشود من المشيعين.
على متن العربة العسكرية يتمدد جثمان الفقيد مسجى بالعلم الوطني، الراية التي دافع عنها في ثورة التحرير ضد الاستعمار، ودافع عنها من الأذناب والعصابة، الذين أرادوا بالجزائر سوءا.
على مسافة أكثر من 35 كلم، هرولت الجماهير وراء العربة المقلة للجثمان متبوعة بالصيحات وزغاريد النسوة، من شرفات البيوت والعمارات، توقفت حركة السيارات في الطريق، وقف أصحابها استعدادا  في هيئة وقار كبيرة خالصة المعالم، وهم يرفعون أيديهم إلى المولى العلي القدير بأن يرحم قائدهم ومنقذ الأمة وخلاصها الشهيد أحمد ڤايد صالح.
على مقربة من المسجد الأعظم ، بدأت السيول البشرية تلتحق بالركب مهرولة وراجلة، قاطعين المسافات الطويلة، متحملين العناء والمشقة، والجوع والعطش، والسفر الشاق، عيونهم تذرف الدموع، تنزل مثنى وثلاث ورباع، وحناجرهم بلغت عنان السماء دعاء للفقيد.
مفترق الطرق العالية وقصر المعارض حكاية فارس ترجل إلى منفاه الأبدي.
وجدت العربة المقلة للجثمان صعوبة كبيرة في تخطي تلك الحشود التي وصلت مع ليلة أول أمس، من كل البقاع، وقضت ليلها وصباحها في انتظار وصول جثمان الراحل، لمشاركة الجزائريين هذا المأتم الوطني الكبير، فيما أقيمت له خيم العزاء في كل مكان.
لكن الإجراءات الأمنية والتدابير المعلنة في مثل هذه المراسيم تقتضي  نوعا من الصرامة، حتى وإن تعلق الأمر بقائد هو ابن الشعب ودافع عن الشعب، إنها إرادة الثكنة، ملزمة بتنفيذها مهما كان الأمر.
وبصعوبة كبيرة توقف الموكب بسبب تلك الجماهير الكبيرة، ما جعل القوات الأمنية تتدخل لفتح الطريق أمامها، ورغم ذلك وجد المنظمون  صعوبة أخرى في ذلك، لأن النفوس التي قدمت لحضور المراسيم تريد المشاركة، ونقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في رسالة إلى الشعب الجزائري أن هذا الرجل سيظل قائدا فذا، مهما حاول البعض الإساءة إليه، أليس هوالقائل «لن أسمح بإراقة قطرة دم واحدة، وهوالذي حدث  فصدق، ومات لكن الوطن بقي حيا شامخا لن يموت.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025