تسبّبت التّحذيرات الأخيرة لمنظّمة حماية المستهلك ومخابر صناعة دواء «سمكتا»، حالة من الهلع والخوف وسط المواطنين ومستعمليه، الذين حاولوا التّأكد من صحة المعلومات المتداولة حول الدواء المخصّص لحالات الإسهال الحاد للبالغين والأطفال، وهي النّقطة التي أثارت حالة استنفار قصوى، خاصّة بعد تنبيهات دول عالمية من وصف الدواء للأطفال أقل من سنتين بسبب احتوائه على مادة يمكن أن تحدث تسمّما في حال الاستعمال الطّويل والمتكرّر لها.
يعيش الكثير من المواطنين والمرضى منذ أزيد من 4 أيام حالة استنفار قصوى بسبب الانتشار الواسع للتحذيرات عبر منصة التواصل الاجتماعي فيما يخص استعمال دواء «سمكتا» سواء للبالغين أو الأطفال، وهو ما أكّدته جمعية حماية المستهلك التي حذّرت عبر صفحتها الخاصة من تناول الأطفال الذين يقل سنهم عن العامين للدواء لانعكاساته السلبية على صحتهم.
وأوضحت في منشور على موقعها الرّسمي للتّواصل الاجتماعي» فايسبوك»، أنّ مخابر «سمكتا» غيّرت علبها وأضافت التوصيات العالمية المعمول بها في مجال إنتاج الأدوية وإرشادات الاستعمال، كما أضافت للدواء نوعين من النكهات بطعم الفراولة والبرتقال، مؤكّدة أن عديد الدول نشرت تنبيهات ومذكّرات صحية للتحذير من وصفه للأطفال أقل من سنتين بسبب احتوائه على مادة «الحديد» التي يمكن أن تمر عبر الدم وتحدث تأثيرات.
ووسط ما أثير حول استعمال هذا الدواء، دعت الجمعية إلى الاحترام والتقيد بوصفات الأطباء المعالجين خاصة الكمية والجرعات المحدّدة التي تعتبر أمرا ضروريا، مع تكثيف الاستشارة الطبية للطبيب المعالج في حالة حدوث انعكاسات غير مرغوب فيها.
بالمقابل صرّحت نقابة الصيادلة الخواص أن الحيطة والحذر ضروريان كون الدواء يصرف من غير وصفة، خاصة وأنّ التحذير جاء من دول عالمية من استعماله للأطفال أقل من عامين لأنه يحتوي على نسبة ضئيلة من مادة «الرصاص» بالنسبة للأطفال، أما البالغين لا يمكن أن يؤثّر عليهم.
وأكّدت أنّ الإجراء تحفظي ووقائي بالرغم أن المخابر الخاصة المصنّعة للدواء لم تجزم المعلومة، غير أنّ الوقاية ضرورية بالنسبة للأطفال الذين يستعملون الدواء لأكثر من 4 أسابيع قد يسبّب لهم انعكاسات أخرى تضر بصحتهم.
وأشارت النّقابة إلى أنّ «الوقاية خير من العلاج»، والمسؤولية تقع على الجميع من أجل التنبيه على عدم استعماله من طرف الأطفال أو الرضع، خاصة في ظل غياب تعليمة رسمية في الشأن، وأنّ التّحذير العلمي الذي جاءت به بعض البلدان يستوجب حاليا على الجميع بدءا من الطبيب، الصيدلي فالمواطن أن يتبع دائما ويحترم طرق استعمال هذا الدواء المخصّص للإسهال، وهو علاج آمن عند الكبار والأطفال أكثر من 3 سنوات.