اعتبر الأمين العام للنقابة الجزائرية للشبه الطبي، غاشي لوناس، التعليمات الموجّهة من قبل وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى مستخدمي الصحة فيما يخص الاستقبال الجيد للمرضى والالتزام بساعات العمل، غير كافية لإصلاح الأوضاع الكارثية التي يعرفها القطاع، داعيا إلى فتح حوار جاد مع المهنيّين والأطباء وشبه الطبيّين والإداريين لإيجاد حلول لمختلف المشاكل التي تواجه القطاع خاصة على مستوى المؤسسات الاستشفائية.
في تصريح خصّ به «الشعب»، أمس، أوضح الأمين العام للنقابة الجزائرية للشبه الطبي، أنّ المشكل يتعلق بالإدارة المركزية وعدم الأخذ بعين الاعتبار احتياجات كل مؤسسة استشفائية وليس بعمل الفريق الطبي وشبه الطبي، الذي يسهر على أداء الواجب على أكمل وجه ودون تقصير، بالرغم من الصعوبات التي تعترض الأطباء والممرضين في الميدان، مشيرا إلى التوزيع غير العادل للموارد البشرية، خاصة وأن بعض المصالح الطبية يوجد فيها ممرض واحد، ما يتسبب -على حد قوله - في عدم ضمان التكفل الجيد بالمرضى نظرا لعددهم الكبير.
وفيما يخص التعليمة التي وجّهتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى كافة مستخدمي القطاع حول الاستقبال الجيد للمرضى والالتزام أثناء ساعات العمل، ردّ غاشي في ذات السياق قائلا: «لا يوجد إهمال أو تقصير من قبل شبه الطبيين كونهم يتبعون برنامجا وملتزمون بالتكفل بجميع المرضى وفي كل الأوقات، وحتى بعد انتهاء وقت عملهم تجدهم مستعدّون لتقديم المساعدة خاصة في الحالات الاستعجالية التي تتطلّب تدخلا سريعا لكنهم يواجهون صعوبات في أداء مهامهم، خاصة في ظل نقص الوسائل والإمكانيات التي تلبّي جميع متطلّبات المؤسسة الاستشفائية وتضمن تقديم خدمات جيدة، بالإضافة إلى أن 20 ألف شبه طبي في الجزائر لا يتوفّرون على شهادة دولية بسبب عدم تطبيق الوزارة الوصية لنظام أل ـ أم ـ دي».
ويرى الأمين العام لنقابة شبه الطبي، أنّ مشاكل القطاع لا تقتصر على هذه التعليمة الموجّهة لمستخدمي الصحة فقط، وإنما توجد الكثير من الاختلالات التي تجعل الصحة في خطر على رأسها سوء التسيير الذي يتسبب فيه، في أغلب الأحيان، مديرو المصالح والمؤسسات الاستشفائية، موضحا أنّ وزارة الصحة مطالبة بمباشرة العمل وفتح حوار جاد يضم المديرين، والمهنيين، الأطباء وشبه الطبيين والإداريين من أجل إيجاد حل للوضع الحالي.
وأوضح أنّ مهنة الطب يتحكّم فيها الضّمير المهني وغير مرتبطة بساعات العمل مثلما جاء في تعليمة وزارة الصحة، التي شدّدت أيضا على تجنب الاستعمال المفرط للهاتف النقال ولواحقه خلال أوقات العمل، قائلا في ذات السياق إنّها لا تخدم فريق العمل الذي يستخدم الهاتف النقال الشخصي للتواصل فيما بين من الأطباء والممرضين، كون أغلبية المصالح الطبية في المؤسسات الاستشفائية لا تتوفر على هواتف تمكّنهم من التواصل.
وجاء هذا بعد توجيه وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تعليمات إلى كافة مستخدمي الصحة بالمؤسسات الصحية، تقضي بضرورة الاستقبال الجيد للمواطنين والالتزام بالحضور الفعلي واليومي للأسلاك الطبية وشبه الطبية، واحترام اللباس الرسمي الكامل للعمل وتجنب الاستعمال المفرط للهاتف النقال ولواحقه خلال أوقات العمل، بالإضافة إلى منع التجمعات داخل المكاتب دون مبرّر، مشدّدة على التنفيذ الفوري، وكل تقصير سينجر عنه إجراءات ردعية صارمة.
