إنشاء مرصد لمكافحة التّمييز والكراهية، طايبي لـ «الشعب»:

مشروع تجديد حضاري يعيد للجزائر روحها الحقيقيّة

فتيحة كلواز

أكّد البروفيسور محمد طايبي أنّ إنشاء مرصد وطني لمكافحة التمييز والكراهية في إطار المشروع التمهيدي للقانون المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية ومكافحتها يلحق برئيس الجمهورية، هو مشروع تجديد حضاري يرسي لبناء مجتمع يتبنى المؤاخاة والتعايش مع الآخر لاسترجاع روح الجزائر الحقيقية.
اعتبر البروفيسور محمد طايبي، أن إنشاء مرصد وطني لمكافحة التمييز والكراهية خطوة ضرورية لإعادة بناء الدولة، لأنّ الجزائر اليوم تعيش حالة من التفكك على المستوى السياسي، المؤسساتي والأخلاقي، بل أصبح تحكم السلطة العمومية في الفضاء العام خاصة وفضاء الاتصال عامة فبسبب غيابه وترك هذه الفضاءات بعيدة عن السيطرة ترك المجال مفتوحا أمام سلطان الرعاع وثقافة الدهماء لاحتلالها من طرف من أسماهم بأهل الردة الأخلاقية والقيمية في الجزائر.
ولاحظ طايبي في اتصال مع «الشعب»، أنّ الرابطة الاجتماعية التي أساسها الأخلاق تضعضعت تماما في المجتمع الجزائري والسلم القيمي ضاعت أدراجه، ولعله السبب الذي يقف وراء حالة التميع، الانحراف والتهلهل الأخلاقي الذي يسود المجتمع الجزائري على اختلاف أطيافه، لذلك كان من الأجدى والواجب وضع هذا القانون الذي جاء في وقته بغية فرض سلوك أخلاقي على الناس للعيش المشترك، ووضع ما يسمى بـ «ميزان الحدود بالقانون»، من أجل استحداث قواعد محددة تتحكم في السلوك العام للمجتمع للمحافظة على تماسكه وروابطه التي عرفت في الأخيرة هشاشة كبيرة كادت تعصف بنواته الأولى.
من جهة ثانية، قال طايبي إن الميوعة الموجودة في المجتمع وفي شبكات التواصل الاجتماعي ليست فقط انحرافا أخلاقيا، بل هي مشروع لمخابر زراعة الفوضى والشك وعدم اليقين في الرأي العام يهدف من خلال هدم الأخلاق إلى جعل المجتمع يفقد ثقته في نفسه وفي سلطاته كلها، لتحقيق غاية أساسية هي صناعة ما يسمى بالفراغ الذي يؤدي إلى التيه الأخلاقي، وهو أمر صعب جدا على الدولة والمجتمع، ومن هذا الباب جاء المشروع التمهيدي للقانون المتعلق بالوقاية من التمييز وخطاب الكراهية القانون، للتأطير والمتابعة من خلال إنشاء المرصد الوطني لمكافحة التمييز والكراهية.
ولاحظ طايبي أنّ الوضع الموجود لا تكفي فيه القوانين والهياكل فقط بل هو بحاجة إلى هبة مجتمعية، وبحاجة إلى ما هو آني مثل الفضاء العام والاتصالي مع تحمل كل من المجتمع ورجال الإعلام ورجال الدين لتسترجع الجزائر روحها الحقيقية، أما على مستوى التوعية والتحسيس قال إن التصفيق الذي مسّ المدرسة ومحاولة محاصرة القيم الدينية الحقيقية وليست المذهبية داخلها كالأخوة والإنسانية وحقوق الناس في الحياة تسبّبت في كثير من المشاكل الاجتماعية.
في ذات السياق، اعتبر طايبي أنّ زرع قيم التعايش وثقافة المؤاخاة في المدرسة من خلال البرامج التعليمية ستزول كل هذه المشاكل، فالفرق بين الذكر والأنثى وبين العربي والامازيغي سيزول لأن هناك مؤاخاة، معتبرا أن أهم مصدرين لها هما المصدر الديني الوطني والمصدر الثاني هو المرجعية الوطنية وقياداتنا الروحية النموذجية والبطولات النموذجية الأدبية والشعراء، لذلك الجزائر مقبلة بهذا القانون على مشروع تجديد حضاري وليس مجرد ترويج لخطاب إيديولوجي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024