أثبتت المرأة الجزائرية تفوقها في ميدان البحث العلمي والتكنولوجي على مستوى الجامعات، حيث اقتحمت كل التخصصات التي كانت في السابق حكرا على الرجل، وحسب التقديرات فإنه في السنوات القادمة سيكون حضور المرأة كبيرا، هذا ما أكده، أمس الأول، المتدخلون خلال لقاء نظمته جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
أبرز عميد الجامعة البروفيسور نور الدين بن علي الشريف، المكانة التي تحتلها المرأة على مستوى جامعة باب الزوار وحضورها في كل التخصصات العلمية، حيث أخذت حصة أكبر تفوق 50 بالمائة سواء بالنسبة لعدد الطالبات أو الأساتذة الباحثين، فنجد نائب مدير الجامعة إمرأة، عميدات كليات، ومهندسات وعلى مستوى كل المخابر والتخصصات، مشيرا إلى أن الجزائر من البلدان القلائل التي لا يوجد فيها فرق بين الرجل والمرأة في المناصب والأجور.
وحسب البروفيسور بن علي الشريف، فإنه في السنوات القادمة ستستحوذ المرأة على مكانتها وأن السر يكمن في نجاحها في الدراسة والحياة العملية وكذا طبيعتها، مؤكدا أن جامعة باب الزوار هي مؤسسة نخبوية فيها المنافسة العلمية الشريفة، وهي تقوم بتكوين إطارات الغد لتنمية البلد، مشددا على أن الأستاذ الجيد يجب أن يكون باحثا.
وبالمقابل تطرق العميد لتاريخ الجامعة الجزائرية قبل الإستقلال، حيث أنه خلال الفترة 1830-1962 كان هناك عشر جزائريين مسلمين من أصل 310 أوروبي، وكانت الدكتوراه علجية بوبكر أول إمرأة تحصلت على شهادة جامعية سنة 1945، مضيفا أن عدد النساء اللائي تنتمين إلى الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيا هن 11 إمرأة منهن ست نساء ينتمين لجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا.
في هذا السياق، أكد أن الجزائر مصنفة في المرتبة الثانية عالميا بعد إيران وتتراوح ما بين المرتبة الأولى والرابعة على المستوى الإفريقي في عديد الميادين العلمية، وبلغة الأرقام قال أنه في 02 مارس 2020 عدد الطالبات في الليسانس بلغ 17024، و6721 في الماستر، و1033 في مجال التدريس أي بنسبة 55،7 بالمائة مقارنة بالرجال الذين بلغ عددهم 823 أي بنسبة 44،3 بالمائة وهذا لغاية 5 مارس 2020.
وتوقع البروفيسور بن علي الشريف ارتفاع عدد الطلبة الجدد ٱفاق 2020-2035 إلى 778 ألف وحوالي 800الف طالب جديد في 2030 و1000.000 في 2035، مطالبا بالتحضير لمواجهة هذا الكم ومضاعفة قدرات الإستقبال وتطوير طرق التدريس.
من جهتها، أوضحت البروفيسور ياسمينة كربوعة زياري بجامعة باب الزوار، أن اللقاء يسمح للباحثات بطرح مختلف المشاكل التي يواجهنها ويساعد على تطوير شبكة العلاقات، مضيفة أن الهدف المنشود يتمثل في إرساء دعائم لتواصل الأجيال من الذين يملكون الخبرة ومن يسعى لإكتسابها، مؤكدة أن المساواة بين الرجل والمرأة كرسها الدستور.
البروفيسور قلوز: الباحثة التونسية بالمركز السادس عالميا
وتطرقت البروفيسور ليلى قلوز شلبي من جامعة المنار بتونس في مداخلتها إلى موضوع المرأة والبحث والمهام الأساسية لإستدامة الجامعة، مبرزة أن المرأة هي التي أدمجت التوازن الاقتصادي وأحدثت التغيير في العائلة والمجتمع، قائلة:«هناك سيطرة للمرأة في المجال العلمي، نسبة نجاحها في الجامعة أكثر من الرجل».
وأشارت في هذا الصدد إلى أن أول إمرأة تونسية مسلمة طبيبة هي توحيدة بشير، وكان ذلك سنة 1928.
وحسب التقرير الأخير للأمم المتحدة، في جوان 2018، فإن تونس احتلت المركز السادس عالميا بالنسبة للمرأة الباحثة، بنسبة 55،4 بالمائة و34.4 بالمائة الجزائر، ويقدر عدد الباحثين بتونس حسب البروفسور قلوز بأكثر من 21 ألف باحث وأكثر من 9 آلاف إمرأة.