في ظل نقص وسائل الحماية والوقاية من فيروس «كوفيد ــ19»

أطباء قسنطينة يشتكون الأوساخ والقذارة ويطالبون بالإمكانيات

قسنطينة: مفيدة طريفي

لا يزال المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، يعيش وسط أوضاع لا ترقى للصحة العمومية سيما مع تردي الشروط المتعارف عليها في تطبيق شروط النظافة التي من الطبيعي أن تتوفر بأي هيكل صحي لضمان سيره الحسن، إلا أن الوضع لا ينطبق على أكبر هيكل استشفائي بالشرق الجزائري في ظل انتشار فيروس كورونا «كوفيد19» عبر عدد من ولايات الوطن والذي يتطلب نظافة عالية للحد من انتشاره والتمكن من عزله قبل خروج الوضع عن السيطرة.

«الشعب» وفي خرجتها الميدانية لهذا الهيكل الصحي الضخم وقفت على الوضع الكارثي الذي يتخبط فيه أعرق مستشفى جامعي بالشرق، ففي عهد انتشار الوباء القاتل بعدد من بلدان العالم الأكثر تطورا، نجد أن إجراءات الوقاية لا تتوفر بأغلب الأقسام الطبية بدءا من شروط النظافة التي لابد أن تحترم ونجد أنها الغائب الأكبر.
وفي حديث لنا مع أطباء عاملين بعدد من الأقسام الاستشفائية على غرار قسم الأمراض الصدرية وقسم التحاليل، أكد الطاقم الطبي العامل به أنهم يعملون في غياب وسائل الحماية والوقاية من خطر الإصابة بالأمراض سيما منه الوباء المتفشي حديثا «كوفيد 19»، انطلاقا من الكمامات الخاصة بالطبيب العامل وليس تلك الموجهة للمواطن أو المريض لتفادي نقل العدوى.
وأضاف الأطباء أنهم يقومون بإقتناء الوسائل بمفردهم في ظل عدم توفرها بالصيدليات الخاصة، لتؤكد إحدى الطبيبات بمخبر الخلية والتشريح المرضي أنه في غياب الكمامات الخاصة بالأطباء «٩٥N ، ٢SSP، ٢FFP» الموجهة للأطباء والتي لا نجدها أصلا بما في ذلك القفازات والمحلول المنظف وهي ذات الوضعية لكافة عمال المستشفى، فما بالك بتوفير شروط النظافة، حيث أكدت لنا أن القسم تعرض لانهيار سقف مراحيض قسم الأمراض الصدرية والذي تسبب في تخوف من انتشار الأمراض المعدية بما في ذلك مرض السل، ناهيك عن نقص معايير النظافة بالمستشفى الذي يعتبر الملجأ الوحيد لأي حالة من حالات الفيروس الخطير والذي يتعايش ونقص النظافة.
كما يشهد المستشفى الجامعي ابن باديس سيرورة عادية في الزيارات والمواعيد الطبية، حيث تجد المواطنين يتعاملون مع خطورة الوضع باستهتار، ويقومون بزيارات دورية لمرضاهم دون اتخاذ إجراءات وقائية، بمرافقة أطفالهم دون خوف أو توخ للحذر من الوباء الخطير المتفشي بعدد من ولايات الوطن، رغم عمليات التحسيس التي تقام بطريقة يومية من طرف جمعيات ومنظمات صحية وجمعوية، إلا أن نقص الوعي ولامبالاة المواطن بخطورة الوضع يبقى هو الطابع العام.
المستشفى الجامعي تلقى منذ تسجيل أول حالة بالجزائر و 08 حالات مشتبه فيها، لكن لحد كتابة هذه الأسطر النتائج كانت سلبية وتم إخراجهم من الحجر بعد التأكد من حالتهم الصحية السليمة.
من جهتها، تعرف قاعات العلاج نقصا فادحا في الإجراءات الوقائية مطالبين الوزارة الوصية بتوفير الإمكانات اللازمة بعديد المصالح الصحية والمستشفيات وكذا الإدارات التابعة لها خاصة.
من جهتها، الصيدليات تشهد ندرة في القفازات الطبية والمحلول الكحولي، أما الكمامات الطبية فمن المستحيل أن تجدها، لكن الأمر الذي يدعو للتساؤل هو توفر هذه الوسائل الوقائية في السوق السوداء وبأثمان مضاعفة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024