إجراء احترازي لمواجهة الفيروس التاجي

عاملات في شهادات حية عن عطلة الأم خلال الحجر الصحي

وجدت عديد الأمهات العاملات أنفسهن، ودون «سابق إنذار»، في عطلة أقرتها السلطات كإجراء احترازي لوقف انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، فما كان عليهن سوى «التأقلم السريع» مع هذا الظرف الفجائي للتقرب أكثر من أبنائهن والترفيه عنهم في نفس الوقت.
بظهور أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا (بولاية البليدة)، أقرت السلطات بالجزائر عديد الإجراءات التي مست قطاعات مختلفة، تحسبا لمواجهة انتشار هذا الوباء، من بينها غلق المدارس وروضات الأطفال، تبعه قرار آخر يقضي بمنح الأمهات العاملات عطلا مدفوعة الأجر، مع إعلان الحجر الصحي الشامل بالبليدة والحجر الجزئي بالجزائر العاصمة، الإضافة إلى تسع ولايات أخرى يدخل فيها الحجر الصحي حيز التنفيذ مساء أمس السبت.
أبدت السيدة أمينة من ولاية البليدة موظفة بإحدى الإدارات العمومية في حديث لـ/وأج، ارتياحها لقرار تمكين الأمهات من مجالسة أبنائهن في هذا الظرف الخاص، وهي تحاول قدر الإمكان إيجاد أفكار متنوعة لتشغلهم بها في ظل عدم السماح لهم بمغادرة المنزل لأي سبب كان. وقالت، إن حالة الملل التي يشعر بها صغارها جراء الحجر الصحي الشامل بالولاية، دفعها لوضع «جدول توقيت منزلي»، شبيه بالتوقيت المدرسي، مبرزة أنها ومنذ أسبوع تحاول أن تكسر الروتين على أطفالها بمفاجآت مختلفة، انطلاقا مما تجده من أفكار عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهتها أوضحت سناء، التي تعمل بإحدى المؤسسات العمومية الولائية بالجزائر العاصمة، وهي أم لطفلة في العقد الأول، أنها تعمل على احتضان طفلتها «آنيا» قدر الإمكان واللعب معها ومشاركة صور صغيرتها مع أفراد عائلتها وأصدقائها عبر الفايسبوك خلال فترة عطلتها هذه.
كما وجدت الأمهات العاملات في مواقع التواصل الاجتماعي، الأفكار التي ساعدتهن على مجالسة أطفالهن، تمكنت أخريات من اقتناص فرصة العطلة الفجائية، لتجسيد أطباق وأكلات لم تتمكن سابقا من إعدادها بسبب ضيق الوقت.
وعن الأمر تقول ليندة، إن ذاكرة هاتفها الذكي مملوءة بالوصفات التي تحتفظ بها، على أمل أن تجد الفرصة لتحويلها إلى أطباق شهية، إلا أن ضيق الوقت، بسبب العمل، يجعلها تستغني عن رغبتها في تنويع أطباق مائدة أسرتها، او تجربة وصفات جديدة، قبل أن تأتي «عطلة كورونا» لتمكنها من ذلك.

المكوث مع الأبناء فرصة يجب استغلالها

عن الموضوع قالت السيدة أمينة حريش، مختصة اجتماعية وأستاذة بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة علي لونيسي بالعفرون، إن الإجراء القاضي بمنح الأمهات عطلة مدفوعة الأجر يعد بمثابة «فرصة يجب استغلالها من قبل الأمهات للتقرب أكثر من أبنائهن، لاسيما منهم فئة المراهقين». وأضافت، أن الأم في هذه الفترة تعمل على تدارك أي نقائص كانت تشعر بها تجاه أفراد عائلتها، من خلال تقديم أفضل ما يمكنها لهم بحضورها أو من خلال ملء أوقات فراغهم أو تلبية طلباتهم.
وشددت المتحدثة على ضرورة التلاحم الأسري في هذه الفترة، لاسيما بالنسبة للعائلات بولاية البليدة، التي تعايش، لأول مرة، الحجر الصحي، ما يعني تقاربا أكبر بين أفراد الأسرة الواحدة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024