شرعت عديد البلديات بولاية بومرداس، في تجسيد تعليمة الوزير الأول المتعلقة بإنشاء لجان اليقظة على مستوى الأحياء والقرى للتكفل بإحصاء العائلات المعوزة والمحتاجة التي تضررت نسبيا أو كليا من تداعيات الحجر الصحي الجزئي المطبق على الولاية منذ أسبوع، في إطار إجراءات مكافحة تفشي وباء كورونا المستجد، وهذا بهدف تخفيف وطأة الظروف الصعبة عنهم والناجمة عن تعليق عدد من الأنشطة الاقتصادية والتجارية.
شرعت السلطات المحلية على مستوى بعض البلديات منها بلدية عاصمة الولاية ودلس في تجسيد تعليمة الوزير الأول ومراسلة والي الولاية لرؤساء البلديات والدوائر ومختلف التنظيمات الاجتماعية الأخرى المهيكلة للنزول إلى الميدان والتقرب من المواطنين في الأحياء والقرى من اجل إعداد بطاقة تقنية شاملة عن العائلات المعوزة والمحتاجة للمساعدة في هذا الظرف الصعب، الناجم عن تعطل أغلب الأنشطة الحرة وحتى العمومية والخاصة التي أحالت عشرات العمال على البطالة المؤقتة، خاصة بالنسبة للعاملين بالأجر اليومي.
ورغم أهمية هذه المبادرة الاجتماعية والإنسانية التي جاءت للوقوف على حاجيات هذه الأسر وأرباب العائلات الذين يعانون من توقف مصادر دخلهم جراء الحجر الصحي الجزئي وبالخصوص بالنسبة للناشطين في بعض المهن الحرة والخدماتية، كنقل المسافرين، المقاهي والمطاعم، الحرف التقليدية وباقي النشاطات التجارية الأخرى المتوقفة، إلا أن مهمة السلطات المحلية والمنتخبين ستكون صعبة، بحسب المتابعين، بسبب نقص عملية التهيكل في الوسط الاجتماعي وغياب شبه تام لجمعيات الأحياء والقرى الممثلة للسكان، بسبب عدم مواكبة أغلب البلديات لمفهوم الديمقراطية التشاركية والانفتاح على فعاليات المجتمع المدني في تسيير الشأن المحلي وإشراك المواطن كعنصر ايجابي وفعال وقوة اقتراح مساعدة.
وعليه، وأمام هذا النقص الواضح في الهيكلة الاجتماعية للتجمعات السكنية بالبلديات وبالأخص في المناطق النائية المعزولة، ستلجأ السلطات المحلية إلى الاستعانة بالتنظيمات والهيئات الأخرى المهيكلة كالكشافة الإسلامية والهلال الأحمر الجزائري وبعض الجمعيات الثقافية والرياضية على مستوى المدن، في حين سيتم الاعتماد بصفة كبيرة على الأئمة ولجان المساجد بالقرى من أجل القيام بهذه المهمة بسبب درجة الثقة التي يحظون بها وصعوبة تعيين ممثلين يتمتعون بثقة وإجماع بطريقة مستعجلة من اجل مباشرة مهامهم المتعلقة بإحصاء العائلات المحتاجة، مساعدة السلطات المحلية والهيئات الرسمية في توزيع المساعدات ومختلف العمليات الأخرى التي يحتاجها المواطن تحت الحجر بالإضافة إلى لعب دور الوسيط للتبليغ عن مختلف الاحتياجات الضرورية.