هبّة تضامنية لمواجهة الجائحة بمعسكر

حرص على تنظيم العمل التطوعي لتسيير الأزمة

معسكر: أم الخير.س

ملامح مشرقة للتكافل والتضامن الاجتماعي بين المواطنين والسلطات العمومية بمعسكر... ذلك ما لمسناه منذ ظهور جائحة كورونا من خلال العمل المعتبر في هذا المجال لتجاوز هذه الأزمة، حيث تأكدت قوة وصلابة التلاحم بين الجزائريين في الأوقات العصيبة...
أبدع شباب معسكر وإطاراتها الجامعية في تفجير طاقاتهم في هذا الظرف الصحي العصيب، فمنذ تفشي الوباء وتسجيل الإصابات الأولى في ولاية البليدة وبعدها معسكر، سارع هؤلاء الشباب إلى ابتكار وسائل للحماية والوقاية الخاصة بالأطباء والممرضين العاملين في الخطوط الأولى للمواجهة.
وقال عبد المجيد كربوش، الأستاذ الجامعي وأحد القائمين على عمليات تصنيع وإنتاج هذه المعدات لـ «الشعب»، إنه كان من الواجب ان تنخرط الكفاءات الشبانية في العمل التطوعي وتساهم بسواعدها وأفكارها في التقليل من أعباء توفير ما يحتاجه الأطباء والممرضون المرابطون في المستشفيات.
وأضاف المتحدث، انه لم يكن صعبا حشد الطاقات العاملة على تصنيع معدات الوقاية، فسرعان ما انخرط الحرفيون في العملية التطوعية وسهلت السلطات العمومية عملهم بفتح أبواب مؤسسات التكوين المهني ومخابر البحث العلمي لجامعة معسكر والمؤسسات التربوية لإنجاح عمل المتطوعين.
وأوضح كربوش، أن عمل المتطوعين بصبر ومثابرة وبوسائل وإمكانات بسيطة، مكّن من إنتاج آلاف الأقنعة الطبية القماشية والبلاستيكية وسوائل التعقيم، كميات معتبرة منها وجهت الى مستشفيات العاصمة والبليدة، فيما يتم العمل حاليا على إنتاج كميات أخرى لمستشفيات الولاية بالتنسيق مع مديرية الصحة.
من جهتها لم تبخل بلدية معسكر في حشد الطاقات الشبانية للمتطوعين، وكانت سباقة إلى تأطيرهم تحضيرا لإطلاق عمليات تضامنية لفائدة الفئات المعوزة والأسر المتضررة من الحجر الصحي، ذلك ما لوحظ من خلال عمل مصالح البلدية على تشكيل خلايا أحياء ولجان لتسيير الأزمة، إضافة الى استقبال واستلام ما جادت به أيادي الحرفيين المتطوعين من وسائل للوقاية - من أجل تعقيمها، ثم تنظيم توزيعها على المستشفيات.
غير ذلك، يواجه الحرفيون صعوبات عدة في الانخراط بالعمل التطوعي بمناطق متفرقة بولاية معسكر، على غرار بلدية عين أفكان، التي أبدى بعض حرفييها المشتغلين في مجال الخياطة استعدادهم لتصنيع الأقنعة القماشية ومآزر الوقاية لفائدة جميع المتواجدين في الميدان، غير أن عقبة الترخيص الإداري لنشاطهم الحرفي خلال فترة الحجر الصحيهم تقف أمامهم، إضافة إلى ضعف التموين بالقماش المناسب لهذه المعدات الطبية، فضلا عن تعقيمها بعد إنتاجها. وطرح هؤلاء في اتصالهم «بالشعب»، مسألة الغياب الملفت لمصالح البلدية عن تأطير حملات التطوع التي أطلقوها، وذلك على شاكلة بلديات أخرى بولاية معسكر، تراخت عن استقطاب وتأطير جهود المتطوعين الشباب.
ولأن النظام هو العمود الفقري لتسيير الأزمات، يزال العمل التطوعي بمعسكر مشتتا، بين جمعيات محلية ترفض تأطير العمليات التضامنية، في وقت دعت فيه السلطات المحلية إلى تنظيم وترشيد عمليات التكافل الاجتماعي، مرورا بمصالح النشاط الاجتماعي، مع الحرص على إعداد قوائم موحدة للفئات الاجتماعية الهشة المتضررة من الحجر الصحي، حيث زيادة على ما تحصيه مصالح النشاط الاجتماعي من 43 ألف أسرة معوزة على مستوى ولاية معسكر، يتم حاليا العمل على تحديد الأسر المتضررة من إجراءات الحجر الصحي، بالاستعانة بلجان أحياء وجمعيات محلية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025