الدكتور محمد قوجيل أستاذ بجامعة ورقلة لـ «الشعب»:

«كورونا» عزز حتميـــة تفعيل السـوق الافتراضية

ورقلة: إيمان كافي

 شركات ناشئة ومنتوج يحمل العلامة الجزائرية

رغم أن فيروس كورونا المستجد كان محنة على اقتصاديات العالم بأسره، إلا أنه من المهم أن نحول منظور هذه الأزمة إلى محطة فاصلة لإحداث إصلاحات اقتصادية لمواكبة التغييرات التي من المحتمل أن تطرأ خلال المرحلة القادمة، هذا ما أكد عليه الدكتور محمد قوجيل، أستاذ بكلية العلوم الاقتصادية بجامعة قاصدي مرباح بورقلة لـ «الشعب».
اعتبر الدكتور قوجيل أن الأزمة الصحية يمكن أن تشكل فرصة لا مثيل لها لتحقيق مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية في الجزائر واعتبارها نقلة نحو دعم الاقتصاد الرقمي، قائلا إن الوقت جد مناسب للتفكير في تعزيز توجه دعم رقمنة السوق التجارية، إذ أن المواطن وبعد إطلاق عدد من التجار «خدمة الطلب عن بُعد»، أصبح يبدي تفاعلا واضحا للطلب على مستلزماته عبر «أون لاين» وهو سلوك نتج عن إجراءات الحجر الصحي الجزئي للتصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد، مما شكل فرصة لإنعاش السوق الافتراضية، خاصة أن العديد من الزبائن فضلوا التوجه نحو الطلب على منتجاتهم عبر المواقع ووسائط التواصل الاجتماعي بدل التنقل في ظل الاحتياطات المتخذة.
قال قوجيل ايضا أن هذه الأزمة تعتبر فرصة لظهور الشركات الناشئة خاصة في مجال الإطعام، خدمات التوصيل، الخدمات الطبية، وخدمات الصيانة،مضيفا أنه بسبب المخاوف من انتقال العدوى عبر النقود الورقية شكلت فيروس كورونا فرصة لتغيير نظام الدفع عبر مختلف المحلات التجارية وهو ما تجسد من خلال قيام شركة البريد واتصالات الجزائر بتوزيع أجهزة الدفع عن طريق البطاقة الذهبية على بعض المحلات التجارية.
بخصوص تنامي الإقبال على التجارة الرقمية بعد انقضاء فيروس كورونا المستجد، أكد محدثنا أن العملية قد تتوسع اذا تمت مرافقتها بإصلاحات جدية على مستوى أنظمة الدفع الالكترونية بالدرجة الأولى، من حيث الجانب القانوني للتجارة الالكترونية وحماية الأموال عبر المواقع، لأن ذلك سوف يشجع المنتجين والتجار وأصحاب الشركات الناشئة على اعتماد هذا النوع من النشاطات التي تعتبر أقل تكلفة وأكثر اريحية.
من جهة اخرى شدد قوجيل على ضرورة الاستثمار في دعم الصناعات الخفيفة التي انتعشت في هذه المرحلة الحساسة من خلال فرض قوانين صارمة على عمليات الاستيراد، ومحاولة تطوير الصناعات الغذائية المحلية وتثمين واستغلال نتائج مخابر البحث العلمي والابتكارات المنجزة في مختلف الجامعات ومخابر البحث الخاصة، وبالتالي إحلال المنتوج المحلي محل المستورد رهان يجب كسبه.
ذلك أن انتشار الفيروس كان عاملا لتجديد الثقة في إمكانيات الإنتاج المحلي، إذ شجعت الوضعية الطارئة عديد من الجامعات ومخابر البحث، المؤسسات الصغيرة، على إنتاج مستلزمات طبية تحمل العلامة الجزائرية حققت الرواج منها محلول التعقيم، مواد التنظيف، الألبسة الطبية (مآزر وكمامات)... وهو ما من شأنه أن يشكل دفعة كبيرة لتطوير صناعات أخرى مكملة تعزز النسيج الاقتصادي الوطني بعد انقضاء هذه الجائحة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025