الدكتور حاج صادوق زهير

من معركة إنقاذ مرضى كورونا إلى معركة الشفاء

إنتهى الأمر بالدكتور حاج صادوق زهير، الذي كان متواجدا في الصفوف الأولى لمكافحة وباء كوفيد-19 بالولاية، منذ عدة أسابيع، لدفع ثمن المعركة من خلال إصابته بعدوى الفيروس القاتل، غير أنه نجا من موت محقق بأعجوبة.
في حوار مع «وأج»، أدلى الدكتور حاج صادوق، الذي يشغل منصب مدير الصحة والسكان بالولاية، بشهادة مؤثرة، مصنفا هذه التجربة غير المسبوقة في خانة «مخاطر المهنة»، حيث تحدث عن 23 يوما من الحجر قضاها في منزله وفي المستشفى، مؤكدا أن الوباء سيترك فيه «آثارا لن تمحى أبدا».
وأصيب الدكتور حاج صادوق، صاحب 52 سنة، بعدوى فيروس كورونا من طبيب يعمل في مستشفى خميس مليانة، خلال اجتماع عقده مع فريق من الأطباء الأخصائيين (في علم الأوبئة وفي الإنعاش والذين يشتغلون في الوقاية) لبحث الطرق والوسائل التي من شأنها المساهمة في تحسين شروط التكفل بالمرضى المصابين بكوفيد-19.
واعترف الدكتور حاج صادوق قائلا: «لم أكن أعلم أنه خلال هذا اللقاء، الذي دام أكثر من ساعتين، أن هذا الزميل كان يخضع للعلاج جراء إصابته بالفيروس»، مشيرا إلى أنه تمكن بسرعة من فهم الأعراض كآلام الصدر والحمى وآلام الجسم والإسهال والتعب والتي تدل جميعها على إصابته بوباء كورونا المستجد.
ولم يضيّع محدثنا لحظة، إذ قام بإجراء سكانير كشف عن إصابته بفيروس كورونا، ولدى فحصه من طرف طبيب قرر هذا الأخير وضعه في قسم العزل الصحي بمستشفى عين الدفلى مدة أحد عشر يوما.
آثار لا تمحى
وتحول الدكتور حاج صادوق من وضعية طبيب إلى وضعية مريض، معترفا أنه واجه صعوبة في البداية في التكيف مع دخوله المستشفى، إلى درجة أنه فقد الرغبة في الأكل. وقال في هذا الصدد، إن «اختبار الدم لدي كان مضطربا، لأنني لم أكن آكل بسبب الصداع وآلام الجسم»، لافتا إلى تحسّن حالته الصحية تدريجيا ابتداء من اليوم الثامن، بفضل «التأثير الإيجابي لعلاج كلوروكين».
«وبعد مغادرتي المستشفى - يضيف - خضعت لعزل صحي آخر في منزلي مدته 12 يوما، ليتم بعد ذلك تأكيد شفائي التام. وقال ذات المتحدث، «عندما أتذكر الوقائع حسب ترتيبها الزمني، أجزم، دون مبالغة، أنني قطعت شوطا كبيرا»، مضيفا «في ذروة الألم رأيت الموت يقترب مني».
وأثناء محاولته تجاوز المحنة وتشجيع نفسه للنجاة من الموت، استذكر الدكتور حاج صادوق أحد أساتذته الذي غرس فيه حب الطب وهو البروفيسور المرحوم مهدي سي أحمد، الذي توفي جراء إصابته بالفيروس، منذ أكثر من شهر، عندما كان في الصفوف الأولى لمحاربة هذا العدو الخفي. «لقد كان طبيبا خارقا للعادة وقامة كبيرة في عالم الطب، إذ كان يتمتع بضمير أخلاقي ومهني منقطع النظير».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024