أخصائية الطب النفسي الطفولي، كهينة مزمر:

الإفراط في استعمال وسائل التكنولوجيا يؤثر على النمو

خالدة بن تركي

اختارت المختصة في الطب النفسي الطفولي الدكتورة كهينة مزمر عيد الطفولة لطرح موضوع مهم أرق الأولياء، وأحدث جدلا كبيرا في الأسر الجزائرية لما له من تأثير على سلوكيات الأطفال خاصة مع فترة الحجر الصحي التي يزداد فيها الإقبال على الشاشات ووسائل التكنولوجيا الحديثة «الهاتف النقال، والحاسوب اللوحي «طابلات»من أجل ملء وقت الفراغ.
هي مغالطات حذرت منها الأخصائية النفسانية عبر صفحتها الخاصة، ودعت الأولياء إلى اليقظة في استعمال التكنولوجيا الرقمية خاصة لدى الأطفال أقل من 3 سنوات لما لها من تأثير سلبي على نموهم العقلي لاعتبارات كثيرة كون الطفل في هذا السن لا يستفيد من المحتوى بقدر ما تجلبه الأضواء والصوت الذي له تأثير سلبي على ردود أفعاله.
وحثت الدكتورة الأولياء على تطوير العلاقات الاجتماعية بينهم وبين الأطفال أقل من 3 سنوات من خلال الحديث معهم وتعريفهم بما يدور حولهم وتمكينهم من فهم الأشياء بدل التلفاز الذي لا يستفيدون منه، بالإضافة إلى إعطائهم كتب التلوين والقصص من أجل تنمية معارفهم، وغير ذلك فكل الوسائل التكنولوجية تؤثر عليهم سلبا.
بخصوص مشاكل النموالعقلي ذكرت على سبيل الحصر تأخر الكلام لدى الأطفال، حيث أن نصف ساعة من المشاهدة تفقد 49 بالمائة من الكلام، هذا ما أكدته دراسات عالمية وحذرت منه خاصة لدى الأطفال الصغار أقل من 3 سنوات، بالإضافة إلى اضطرابات في النوم الناتجة عن نقص مادة «ميلاتوني»التي تحدث اختلال التوازن في النوم وكذا اضطرابات في السلوك، حيث يصبح هذا الأخير يصرخ ويبكي باستمرار، ناهيك عن زيادة العاطفة التي تؤدي إلى البكاء المستمر والإحساس بأتفه الأشياء.
وشددت على ضرورة استعمال الحواس الخمس عند الطفل من خلال اللعب في الوسط المنزلي ومشاهدة الصور والألوان والحديث المستمر لتطوير نموه الذي لا يكون بمشاهدة الشاشات والوسائل التكنولوجية، نفس الأمر مع الأطفال أكثر من هذا السن الذين يجب أن يستغلوا فترة الحجر في اللعب، الرياضة لإفراغ الطاقة الزائدة، أو من خلال المطالعة اليومية التي تثري قاموسهم اللغوي.
وأبرزت كهينة مزمر أهمية استعمال الحواس لدى الأطفال، من حيث تسهيل الاتصال مع العالم الخارجي، عكس الشاشة تلغي ذلك،لأن الحواس تطور تركيز الذاكرة عكس وسائل التكنولوجيا التي تؤدي إلى خفض نسبة الانتباه التي تؤثر على الذاكرة، هي علاقة ثلاثية لها تأثير متوسط وبعيد المدى على شخصية ونموالطفل ودعت في الختام الأولياء إلى الاستغلال الأمثل لفترة الحجر من أجل تطوير النمو العقلي لأطفالهم الصغار وتشجيع ما فوق 6 سنوات على اللعب والرياضة في المنزل وكذا المطالعة لتطوير معارفهم، بدل التوجه المستمر نحو هذه الوسائل التي تؤثر سلبا عليهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024