أرجع المختص النفسي مسعود بن حليمة استهتار المواطن بالإجراءات الوقائية والتدابير الوقائية إلى غياب ثقافة صحية تمنحه الوعي الكافي لتحمل مسؤولياته تجاه المجتمع الذي يعيش فيه، ومعرفة العواقب الوخيمة التي تنجر عن عدم التزامه بتوصيات المختصين لمجابهة كوفيد-19 والحد من انتشاره، مؤكدا في ذات السياق أن الصرامة والردع هما أنسب حل لمنع تدهور الوضعية الوبائية.
اعتبر بن حليمة في اتصال مع «الشعب» أن ما يشاهده اليوم من صور في مختلف الأسواق ووسائل النقل والفضاءات العامة بعد الرفع التدريجي للحجر الصحي تهور حقيقي سيؤثر سلبا على الوضعية الوبائية، كاشفا أنه استهتار واضح بالبروتوكول الصحي الذي حددته الجهات الوصية من أجل استئناف الحياة العادية خاصة بعد عودة نشاط المحلات التجارية والاقتصادية، ووسائل النقل المختلفة وكذا رفع إجراء تسريح 50 بالمئة من العمال، ما أماط اللثام عن مشكل حقيقي يعانيه المواطن الجزائري هو غياب ثقافة صحية تحميه من الأخطار المحدقة به.
وقال بن حليمة إن انعدام التربية الصحية لدى الموطن تبدأ من مرحلة الطفولة أين تزرع داخله كل القيم والمبادئ الكفيلة بمنحه الوعي الكافي للمحافظة على صحته، وصحة غيره من خلال المحافظة على نظافة المحيط والتزامه بكل السلوكيات السليمة التي تجعل منه عضوا فعالا في خطة مجابهة كوفيد-19، لكن الواقع غير ذلك تماما لأن الجزائري يعيش مفارقة بين التربية والسلوك السبب الذي أدى إلى غياب تربية صحية صحيحة، لأن التربية ترتقي بالسلوك ليكون مثاليا في حياة المواطن اليومية، لكن العكس حدث فنحن أمام حالة من الاستهتار والتهور والغياب التام للوعي لدى البعض ما جعله يكون سببا مباشرا في أذية نفسه، أسرته ومحيطه وبالتالي المجتمع الذي يعيش فيه.