العلاقات يجب أن تبنى على أساس الندية

دليوح: لا صداقة دون طي صفحة الاستعمار نهائيا

سهام بوعموشة

بن براهم: تسجيل هؤلاء المقاومين ضمن الشهداء وإعطائهم القيمة التاريخية

كان ملف إسترجاع جماجم زعماء المقاومة الشعبية الشرفاء من بين المطالب التي كانت تدعو إليها العديد من الجمعيات والحقوقيين، وبفضل الإرادة السياسية للدولة الجزائرية حطت هذه الجماجم في أرضها بعد 170 سنة، وهو إنتصار للجزائر في عيد الإستقلال الذي له ميزة خاصة هذا العام وأول خطورة في تاريخ ذاكرتنا الوطنية.

اعتبر أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر (جامعة الجزائر 2 ) عبد الحميد دليوح إسترجاع الجماجم بالخطوة السليمة قائلا: «نثمنها في إطار إدراج ملف الذاكرة في العلاقات بين البلدين، وهذا الذي كنا نفتقده منذ الاستقلال»، مشيرا إلى أن هذا يبقى غير كاف في انتظار إدراج ملف الأرشيف والاعتراف بمجازر فرنسا الرسمية بالجزائر، كي يأخذ ملف الذاكرة حجمه الحقيقي في ملف العلاقات بين البلدين، وحسبه فإنه من المستحيل أن نمر إلى صداقة دون طي صفحة الاستعمار نهائيا، وهذا لن يتأتى إلا بالخطوات التي ذكرتها آنفا وهي ملف الأرشيف والاعتراف بالمجازر.
متسائلا ماذا استفادت فرنسا الكولونيالية من إبقاء جماجم أقطاب المقاومات الشعبية الشرفاء في فرنسا بعد التنكيل بهم ليكونوا في متناول طلبة الطب آنذاك ثم حولوا إلى متحف الإنسان بباريس، قائلا إن عرضهم في المتحف غير التدليل على وحشيتها وبعدها الشاسع عن الإنسانية والحضارة بكل معاني الكلمتين، مضيفا أن هذا السلوك البربري والهمجي لا يمكن أن نجد له مدلولا أو معنى، إلا الرغبة الشديدة في الانتقام حتى من العظام والشاهد هنا أن هؤلاء الرجال أذاقوها الويل والثبور فالعقاب من جنس العمل في نظرهم.
ومن جهتها، أعربت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم عن غبطتها الكبيرة باسترجاع جماجم زعماء المقاومة وهي من بين الحقوقيين المطالبين لعدة سنوات بذلك، قائلة:» أنا أسعد امرأة على وجه العالم، لأنه انتصار ذهبت رؤوس مقطوعة وجاءوا إلى بلادهم المستقلة، اليوم ذاقوا الاستقلال «.
واعتبرت بن براهم أنها أول خطوة في تاريخ الجزائر وذاكرتها التي ستوحد الشعب، مؤكدة أنه إذا كانت الإرادة السياسية  موجودة فإن الرفات ستعود وبالفعل عادت إلى تراب وطنها، وكلمة مستحيل لا تجد مكانتها، مشيرة إلى أنه في السابق لم يكن هناك اهتمام بهوية الجزائريين، وتم عرقلة استرجاع الجماجم.
ووصفت إسترجاع الجماجم بالضربة الكبيرة لفرنسا قائلة:» كنا نحارب ونضع الطلبات توصلنا لبناء علاقات صداقة مع بعض الفرنسيين الذين زودونا بالحقائق لإثبات جرائم فرنسا في الجزائر، الأمر لم يكن هينا»، مطالبة بتسجيل هؤلاء المقاومين في قائمة الشهداء وإعطائهم القيمة التاريخية، لأنهم كانوا شيوخ زوايا ضحوا من أجل الوطن مثل الشيخ بوزيان وإبنه الذي لم يتجاوز 15 سنة، مضيفة أن دفن رفات الجماجم 24 في مقبرة العالية هو رمز لأن كل شهداء الثورة مدفونون هناك، قائلة: «جاءوا إلى مكانهم الحقيقي رفقة إخوانهم».
في هذا السياق، أشارت بن براهم إلى أن هناك 41 جمجمة ما تزال متواجدة بمتحف الإنسان بباريس منها جمجمة إمرأة من البليدة، وفتاة صغيرة ذات السبع سنوات أخذها المستعمر لإجراء التجارب عليها، إضافة إلى ألف و500 رفات وهي هيكل عظمي لجسم كامل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024