أكد وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عمار بلحيمر، أمس، أن تاريخ مهنة الصحافة الوطنية « لطالما ارتبط ارتباطا وثيقا بالالتزام التام تجاه القضايا الوطنية الكبرى والمحطات المصيرية الحاسمة في حياة الأمة».
وذكر بلحيمر، في بيان له أن «حرية التعبير كان لها وزنها، وسيظل معاملا أساسيا في اتخاذ القرارات المصيرية وتصويب المبادرات الرامية إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية والتلاحم بين أفراد الشعب الواحد».
وأضاف أن هذه «هي نفس المهام المنوطة برجالات الصحافة والإعلام، الذين لم يتخلفوا عن المشاركة في حرب التحرير لاسترجاع السيادة الوطنية ولم يتأخروا عن معارك البناء والتشييد على مر عقود من الزمن عرفت خلالها الجزائر تحولات عديدة كان للصحفيين خلالها دور بارز في تحقيق رسالة الشهداء والدفاع عن مضامين بيان أول نوفمبر، وهوما يترجم البداية الاستعمارية لتاريخ الصحافة الجزائرية، التي كانت بدايتها بجريدة «المبشر» آنذاك وهي أول ما عرفه الجزائريون في هذا المجال».
وتابع قائلا إن الجزائر «عرفت نهضة فكرية بصدور عدة صحف وطنية، ما أزعج السلطات الاستعمارية التي بات موقفها واضحا وهومصادرة كل الصحف الجزائرية التي كانت تهدف إلى تنوير الرأي العام الجزائري وتعدى ذلك إلى بعض الإجراءات التعسفية ضد الصحف الوطنية من المصادرة إلى ملاحقة أصحابها بالسجن والنفي والتغريم».
وأبرز الوزير أنه «ورغم كل العراقيل التي واجهت الصحافة الجزائرية في بدايتها إلا أن إيمان الشعب الجزائري بمسؤولية الصحافة في إيقاظ الأمة ودورها البارز في بث الوعي الوطني لم يستسلم للمعاملة القاسية فقابل جبروت المستعمر بالحكمة وضبط النفس، فما إن تصادر السلطة الفرنسية جريدة حتى يسارع الجزائريون إلى إصدارها بطريقة أخرى، وهوما يوضح لنا صمود الجزائريين وإلحاحهم بالمطالبة بحرية الصحافة».
وأوضح بلحيمر أن تلك «المحطات المضيئة في تاريخ الجزائر المستقلة كانت ولازالت في حاجة ماسة إلى تثمين وإبراز حتى تبقى تلك الصلة بين الأجيال المتعاقبة جيل بعد جيلا تحفظ رسالة الشهداء الذين يعودون دوما إلى الأرض الطيبة.
كما عادت رفات رموز الثورة الشعبية والمقاومة من أرض المستعمر إلى معانقة تراب الجزائر المستقلة المسقية بدماء البواسل والشجعان الأشراف».