أكّد الدكتور محمد ملهاڤ، بيولوجي سابق بمخابر التحليلات الطبية وباحث في علم الفيروسات، أنّ مفهوم الأمن الصحي كبير يندرج في إطار الدستور وتكفّل الدولة بالوقاية، مشيرا إلى أنّ قطاع الصحة يحتاج لإصلاح جذري وإعادة تنظيم، خاصة في ظل وباء كورونا،الذي يعيشه العالم ويتطلب تعاونا دوليا في مجال الخبرة.
أوضح ملهاڤ في تصريح لـ «الشعب»، أنّ الأمن الصحي بمفهومه العام تتكفل به الدولة عبر الوقاية الأولية والثانوية والتلقيحات وكذا المحيط، علاوة على إجراءات تتعلّق بالحياة العامة، منبّها إلى أنه موضوع شائك يطول الحديث عنه، مشيرا إلى أنّ المواطن هو حجر الزاوية في أي سياسة وقائية.
وأضاف البيولوجي أنّ الإجراءات التّوعوية يجب أن ترافقها الصّرامة في التنفيذ أي الردع، بحكم أن المواطن الجزائري مختلف في ذهنيته، هذا الأخير أكثر وعيا وله ثقافة صحية.
وفي هذا السياق، تأسّف لسلوكات بعض المواطنين التي تعرّض حياة باقي الأفراد للخطر، وهي الطوابير الكبيرة على مكاتب البريد، عدم احترام مسافة التباعد وارتداء الكمامة، كما حمّل الإدارة المسؤولية كونها لم تتدخل في تنظيم الأماكن العامة التي يرتادها المواطن لتفادي الازدحام والطوابير، بما في ذلك الأسواق خاصة ونحن على مشارف عيد الأضحى المبارك.
وذكر الدكتور ملهاڤ، بأنّه في 26 فيفري الماضي طالب بتفعيل قانون الولاة، فيما يخص النظام العام والصحة العمومية لأن لديهم صلاحيات، مضيفا أنّه لا ينبغي أن ننتظر القرارات الفوقية، ويجب على رئيس البلدية التدخل في الحين لأنهّ ممثل الدولة وله مظلة أو قبّعة ضابط الشرطة القضائية، موضّحا أنّ الجزائر تعتمد على النظام اللاّمركزي الذي يعطي صلاحيات لرؤساء البلديات لتفعيل لجان الأحياء والقضاء على الوباء أينما يكون.
وفيما يخص السياسة الطبية في الجزائر، أكد الباحث في علم الفيروسات، أن الإمكانيات الحالية لا تكفي وهي نفس الوضعية التي تعاني منها الدول المتقدمة كإيطاليا، مشيرا إلى أنه قد نبّه لذلك في حالة توسّع رقعة الوباء وارتفاع حالات الإصابة.
وأضاف أنّ 80 بالمائة من المواطنين أي الحالات الإيجابية المصابة بكوفيد 19 لا تتطلب استشفاء وعليها البقاء في المنزل، في حين من 10 إلى 20 بالمائة التي لديها مضاعفات تتطلب استشفاء، وحسب إحصائيات المنظمة العالمية للصحة، فإنّ 5 بالمائة من الحالات يتطلب وجودهم في العناية المركزة، داعيا المواطنين إلى تنظيم أنفسهم.
ويرى ملهاڤ، أنّ تطوير الصحة العمومية مرتبط بتطوير المنظومة الصحية وضرورة إصلاح جذري للقطاع، لأنّنا في حالة حرب مع الفيروس، مشيرا إلى أن القطاع يعمل بالامكانيات المتوفرة.