أجواء العيد بأحياء العاصمة

تقارب جسدي ومصافحـة مع غيــــاب التعقيم!

حياة. ك

بالرغم من التطور الذي عرفته الوضعية الوبائية وتحذير الأطباء من خطر اتتشار فيروس «كوفيد.19»، لم تتغير مظاهر وأجواء لطالما طبعت عيد الأضحى المبارك في احياء من العاصمة، اذ تمت عمليات النحر في أحياء سكنية تسودها كثافة سكانية معتبرة، امام العمارات بحضور مجموعة من المواطنين دونما احترام التباعد، ضاربين بذلك عرض الحائط كل النصائح المقدمة لتفادي بروز موجة جديدة في عز الموجة الحالية، بحسب ما لاحظته «الشعب» في الميدان.

تميز اليوم الأول من أيام التشريق «يوم النحر»، باختراقات بالجملة للإجراءات الوقائية التي أوصى بها الأطباء وفرضتها وزارة الصحة. وقبل هذا، لم يتم الالتزام بتوقيت ذبح الأضاحي الذي أوصت به وزارة الشؤون الدينية. أغلب الناس الذين ضحوا في بعض احياء العاصمة ما بعد الضحى، بينما عدد قليل منهم ذبح أضحيته في وقت مبكر، أي قبل السابعة صباحا.
وفيما يتعلق بذبح الأضحية، لاحظنا ان أصحابها مارسوا نفس العادات التي كانوا يمارسونها قبلا، مظاهر أعطت الانطباع بأن الأمور عادية ولم يتم احترام التباعد الجسدي ولا حتى ارتداء الكمامات الغائبة تماما في وسط المجموعات، التي كانت تتشكل أمام كل أضحية، للتعاون في عملية النحر.
الجميع يهنئ ويصافح وكأنه لا وجود لفيروس يصيب العشرات ويودي بحياة الجزائريين يوميا، بالرغم من انه قبل أيام قليلة من هذه المناسبة، قفز عدد الاصابات بشكل غير مسبوق الى مستويات قياسية، تزامنا ومرور 5 أشهر كاملة عن تسجيل أول اصابة محلية.
والغريب أن التراخي والاستهتار، يأتي في وقت لم تعد فيه المستشفيات قادرة على استقبال المصابين، لأن طاقتها استنفدت والأطباء خارت قواهم، كونهم يعملون ليلا نهارا منذ أشهر بأكملها ويقدمون كل ما لديهم للتكفل بالحالات التي تأتيهم يوميا.
ولعل ما يلفت الانتباه، التقارب أكثر فأكثر بين الأشخاص، بمجرد بدء عملية النحر، فهذا يحتاج الى سكين حاد لسلخ الاضحية، وذاك يطلب آلة النفخ ليستعملها عن طريف الفم بعدما انتهى من استعمالها جاره، رغم أن الرذاذ اثناء النفخ احد اسباب نقل الفيروس، خاصة وان التعقيم غير موجود تماما ليس في هذه الوسيلة فحسب، بل حتى السكاكين التي تعد ناقلة خطيرة للفيروس، ويعتقدون انه بمجرد شطفها بالماء سيطهرها ويعقمها.
اما الصغار فكانوا الحاضر البارز حتى لا تفوتهم عملية النحر، مغتنمين الفرصة للعب والمرح وما يرافقه من احتكاك ببعضهم البعض وببراءة كبيرة فرحين بالمناسبة ويحتفلون بها بصفة عادية وكانه لا وجود للوباء، لان عقلهم الصغير لا يدرك الخطر، وهم في الواقع غير ملومين.
يحدث هذا أمام أوليائهم وبترخيص منهم في الوقت الذي يدق فيه الأطباء على المستوى العالمي ناقوس الخطر، ويتوقعون وضعا كارثيا منتصف الشهر الجاري، «فعيد بأي حال عدت يا عيد؟».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024
العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024