دور فعّال في إطار مسعـى تشاركي

الحركـة الجمعويـة فــي مواجهـــة الجائحـــة

انخرطت الحركة الجمعوية فور ظهور أولى حالات فيروس كورونا المستجد بالجزائر بشكل فعّال وثمين، في إطار مسعى تشاركي في الجهد الوطني الرامي الى الحد من انتشار هذا الوباء.
وفي هذا الاطار جاء تدخّل جمعية «سيدرا» التي تعد من بين أهم الجمعيات الناشطة على المستويين الوطني والدولي من خلال أعمال هادفة ترتكز أساسا حول ايصال التجهيزات الخاصة بالوقاية لفائدة مستخدمي الصحة وتنظيم حملات تحسيس وطنية وتكوين عن طريق الانترنيت، جمعيات وشباب حول كيفية تسيير الفيروس، حسبما صرح به لـ «وأج» رئيسها نسيم فيلالي.
وفي الشق المتعلق بالتحسيس، تمّ إبرام اتفاق تنسيقي مع جمعية «ميدسا الجزائر» لإطلاق حملة وطنية بمضامين سمعية-بصرية ورقمية ورسومات الهدف الاساسي منها تقديم فيديو «مرح وسهل يكون في متناول الأشخاص من جميع الأعمار والمستوى الثقافي» من تنشيط الدكتور مراد واعلي، مختص في الانعاش بالمستشفى الاستشفائي الجامعي بني مسوس.

كما أكّد فيلالي أن هذا الفيديو الذي انتشر بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي قد سجل أكثر من 1 مليون مشاهدة قبل أن يبث بصفة متواصلة من طرف المؤسسة العمومية للتلفزيون، مشيرا من جهة أخرى الى طباعة ملصقات لتعليقها بالأماكن العمومية ببلدية محمد بلوزداد، وتصميم دليل حول الممارسات الجيدة من أجل تسيير «فعال» للأزمة، إضافة الى بث اعلان على مستوى المحلات التجارية.
ومن خلال حملة «التضامن في شهر رمضان»، قدّمت جمعية «سيدرا» مساعدات غذائية للعائلات المعوزة، وتلك التي مسّها كوفيد 19، إضافة الى تنظيم مجموعة من الحوارات مع الجمعيات الملتزمة في حركة «متطوعون ضد كورونا».

 مشاركة المتعاملين الاقتصاديّين

أما جمعية «ناس الخير»، فإضافة الى نشاطها على مستوى التراب الوطني، فتعول على إسهام متعاملين اقتصاديين متطوعين بالتشاور مع مؤسسات الدولة بخصوص منح
التراخيص والتسهيلات الأخرى حسب المنسق العام للجمعية عبد الكريم زروقي، كاشفا عن أهم الاعمال التي تم القيام بها الى غاية اليوم.
فمن خلال خلية أزمة أنشئت غداة انتشار الوباء، قامت الجمعية بتكوين اثني عشر (12) شخصًا لكل الولاية على تقنيات تطهير المواقع الموبوءة، وتوزيع حوالي عشرة (10) أطقم طبية لكل ولاية، وكذلك من خلال إقامة ورشات عمل لتصنيع كمامات على مستوى 36 ولاية بمعدل 20.000 إلى 30.000 كمامة في اليوم يتم توزيعها مجانًا على المواطنين.
كما أنّه وبالإضافة إلى ذلك - يضيف المتحدث - يتم إنتاج حوالي 600 لتر يوميًا من المحاليل المائية الكحولية في مختبرات متاحة للمتطوعين من قبل مصنعي مستحضرات التجميل، في حين استفادت حوالي 2000 عائلة من حصص من اللحوم خلال عيد
الأضحى، مؤكدا أن «الامر يتعلق خاصة بالعائلات التي تعتاش على المهن الصغيرة، والتي تأثرت بشدة بالأزمة الصحية»، مضيفا ان هذه الاخيرة قد استفادت خلال شهر رمضان، على غرار الطاقم الطبي، من 1500 وجبة يومية.
وبفضل المتطوعين من الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، اقتنت الجمعية 85 جهاز تنفس التي توجد قيد التوصيل، والتي ستخصص لدور الشيخوخة والى هياكل صحية موجودة في المناطق النائية من البلاد.
كما اشار زروقي الى «أن مسعانا يهدف إلى أن يكون فعّالا، من خلال استهداف بؤر تفشي الوباء ولكن بمجرد أن يتم السيطرة على الوضع، فإننا سنستعيد هذه الأجهزة لفائدة مؤسسات أخرى»، مؤكدا في ذات السياق على العمل «التحسيسي» التي تقوم به مختلف وسائل الإعلام باتجاه المواطنين حول ضرورة احترام الاحتياطات الواجب اتخاذها في مواجهة هذا الفيروس القاتل.
اما رئيس الجمعية محمد تيتوم، فقد أوضح ان مؤسسة «الدار البيضاء المتحدة»، ومن خلال قيامها بهذا العمل الجواري، ركّزت جهودها في نهاية شهر يوليو على مستوى 5 مواقع لبريد الجزائر، التي شهدت توافدا كبيرا للمواطنين لسحب رواتبهم أو منح تقاعدهم، وذلك بالتنسيق مع هذه المؤسسة ومع المجلس الشعبي البلدي لهذه المقاطعة الإدارية.
كما أكد أن «المتطوعين قد استطاعوا، على مدار الأيام، مد يد المساعدة إلى موظفي المجلس الشعبي البلدي المنهكين، من خلال تنظيم طوابير الانتظار من أجل احترام التباعد الجسدي، علما أن ما بين 600 و800 شخص في اليوم قدموا أمام الشبابيك.
وتم في ذات الصدد توفير المواد الهيدروـ كحولية لهم وكذلك المياه المعدنية الموجهة للأكبر سنا من بين الزبائن».
وقد عدلت جمعية «الدار البيضاء المتحدة» التي تعد واحدة من بين 14 جمعية تنضوي تحت «تنسيقية متطوعي الجزائر العاصمة» في مخطط نشاطاتها لتخصصه كُليةً لمكافحة وباء كورونا، من خلال تصنيع الكمامات التي وُزّعت على المستوى المحلي ومن خلال قافلة جابت بها شرق البلاد بهدف توصيل أطقم كاملة لفائدة 400 ممارس من ممارسي الصحة بولاية سطيف وأم البواقي...الخ.
نشاطات مُستهدِفة
بالإضافة إلى ذلك، تميزت المنظمة غير الحكومية بتقديم مساعداتها لذوي الاحتياجات الخاصة «دون اضطرار هؤلاء إلى السفر بُغية تجنب العدوى بالفيروس، من خلال تزويدهم بمختلف المنتوجات ووسائل الوقاية»، كما يوضّحه السيد تيتوم الذي أضاف أن المنظمة قد قامت بمساعدة العائلات التي افتقدت قريبا لها بسبب فيروس كورونا في مجال نقل الموتى ودفنهم.
من جهتها، تستحضر رئيسة «أمل الجزائر»، مريم العريبي، «الخطة الاستعجالية» التي اعتمدتها الجمعية لاحتواء تطور الفيروس، بما في ذلك على وجه الخصوص توزيع ما يزيد عن 1800 وجبة خلال الشهر الكريم لصالح الأسر التي تأثرت بالوباء في الجزائر العاصمة، وهذا من خلال قافلة متنقلة، إضافة إلى توزيع 5000 «قفة بركة» حتى الآن بولايات الجزائر والبليدة وتيبازة والبويرة مع العلم أن هذه العملية «لا تزال مستمرة».
من جانب آخر، قامت الجمعية بحملات توعية وعمليات تطهير لعدة مواقع، بما فيها المركز الاستشفائي الجامعي «لمين دباغين» ومقر مكتب البريد بباب الواد، زيادة على توزيع الكمامات على الأطفال خلال يومهم العالمي الذي صادف 1 جوان الماضي في هذا الحي وفي بلديتي رايس حميدو ورويبة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024