الخبيرة حسينة حماش لـ «الشعب»:

العمـران مـورد هــام لتطويـــر السياحـة

حياة. ك

أبرزت حسينة حماش، المهندسة والخبيرة، أن العمران يمكن أن يشكل موردا هاما لتطوير السياحة في الجزائر، باستغلال المواقع الأثرية التاريخية الموجودة في مختلف مناطق البلاد، وذلك من خلال خبرتها التي أجرتها على عدة مواقع منها القصبة العتيقة المصنفة من قبل اليونسكو كتراث عالمي، بالاضافة إلى 6 مواقع أخرى.

ترى حماش أن الجزائر تزخر بمعالم اثرية ومواقع طبيعية حيث تم تصنيف 7 مواقع وهناك 5 اخرى تنتظر التصنيف، وقالت انه بالاضافة الى المعالم الطبيعية كحظيرة الطاسيلي، هناك معالم اثرية تاريخية وبنايات وبقايا قصور تعود الى عهود قديمة كالعهد الروماني.
فآثار الرمان وقرطاجنة والفسيفساء المتواجدة بتيبازة وشرشال، يمكن استغلالها في تنظيم جولات سياحية، سواء زيارة او اقامة لبضعة أيام في العاصمة، قالت حماش إنها اجرت عدة خبرات على بنايات ومواقع في هذه الاخيرة، وقالت ان واجهة البلد تحتوي على عدة مواقع مثيرة للاهتمام كقصر الرياس، كنيسة السيدة الإفريقية، جامع كتشاوة، الجامع الكبير...، وطلبت في هذا الاطار الأخذ بعين الاعتبار المواقع المصنفة وادماجها ضمن الاستراتيجية الوطنية لتطوير وتعزيز السياحة في بلادنا.
وركزت المتحدثة على زيارة القصبة وتيبازة اللتين تعدان من المواقع السبعة المصنفة ضمن التراث العالمي من طرف اليونسكو، بالاضافة الى شرشال، حيث يمكن تطوير السياحة البحرية من خلال الرحلات، لكن العائق الاساسي لمثل هذا النوع من السياحة هو التأشيرة التي تطلب من كل ركاب البواخر. واقترحت ان تمنح للسياح الاجانب الراغبين في زيارة هذه المواقع من بلادنا مثلما هو معمول به في بعض البلدان، مثل روسيا التي تقدم تأشيرة جماعية لمجموعة السياح عند النزول بميناء سان بطرسبورغ لزيارة هذه المدينة العريقة الثرية ثقافيا وفنيا، مشيرة الى انه حاليا اصبحت السياحة الثقافية منتوجا اساسيا لدى اصحاب الوكالات السياحية، لانها تحقق ارباحا طائلة، كما تساهم في التنمية المحلية من خلال خلق نشاطات وتطوير حرف تقليدية وتوفير مناصب العمل.
وأكدت حماش، ان القصبة فوق منازلها سطوح تنزل حتى البحر تشبه «العذراء بثوبها الأبيض تتدلل كشلال عناقيد السكر على البحر الأبيض المتوسط»، فهي ثمرة نقية للغاية للعبقرية الجزائرية، ولم تكن تبدو هندسة تركية، لان تركيا لا تملك هذه الباحات المعروفة في الجزائر بـ «وسط الدار او الحوش» في بعض المناطق الجزائرية وعند مجيئ العثانيين بنوا منازل حسب الطراز الذي كان موجودا في بلادنا.
ولتطوير هذا النوع من السياحة، ترى حماش من الضروري تكوين المرشدين لكي يكونوا ذوي خبرة في التاريخ والهندسة المعمارية، وكذا تحسين استعمال اللغات الأجنبية، وتعتبر هذا تحديا للجامعات ومعاهد التكوين في السياحة، التي يتعين عليها إعطاء الأهمية لتكوين الموارد البشرية.

تحويـل دور القصبـة المرممـة الى دور ضيافـة

فيما يتعلق بالقصبة، التي تعرف المتحدثة طبيعة عمرانها جيدا وما يمكن ان يقدمه لتطوير السياحة، دعت الى تهيئة دور القصبة واستغلالها كدور ضيافة لمحبي العودة للتاريخ، وتجربة العيش في بنايات تحاكي تاريخ زمن قديم.
واقترحت في هذا الصدد، تنظيم الرحلات البحرية كتلك التي نظمتها العاصمة وتيبازة وشرشال في 19 جانفي 2017، حيث حملت باخرة الملاحة السياحية 930 سائح رست بهم بميناء الجزائر، حيث كانت حافلات في انتظارهم، وكان هناك برنامج الرحلات لزيارة القصبة، والآثار الرمانية بتيبازة، وبعد ذلك مدينة شرشال والتي تبعد عن العاصمة بـ90 كلم.
وأشارت في السياق، ان النشاط السياحي يولد الدخل واليد العاملة للسكان المحليين لتلك المواقع المصنفة ضمن التراث العالمي من طرف اليونسكو مثل تيبازة ولدينا مواقع أخرى مصنفة ضمن التراث العالمي من طرف اليونسكو كجميلة بسطيف، تيمقاد بباتنة، قلعة بني حماد بالمسيلة، وادي ميزاب... أين نجد 05 قصور ذات هندسة معمارية ملائمة للطبوغرافيا والمناخ الموجود هناك، وهذا النمط العمراني مصدر إلهام للمهندسين المعماريين.
و لفتت الى ان هناك مخططات لحماية وتعزيز هذه المواقع ولكن تتطلب إمكانات معتبرة مادية وبشرية للحفاظ عليها، ويستلزم ذلك عزلها واستغلالها إلا للسياحة، لتفادي النهب وتدهور القطع الأثرية الهامة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19771

العدد 19771

الثلاثاء 13 ماي 2025
العدد 19770

العدد 19770

الإثنين 12 ماي 2025
العدد 19769

العدد 19769

الأحد 11 ماي 2025
العدد 19768

العدد 19768

السبت 10 ماي 2025