وسط تطبيق صارم للإجراءات

المساجد تستقبل المصلين لأول مرة بعد ستة أشهر

جلال بوطي

استقبلت، أمس، بيوت الله عبر الوطن المصلين بعد قرابة ستة اشهر من الغلق بسبب جائحة كورونا في إطار إجراءات الحماية من تفشي الوباء، حيث يؤدى المصلون الصلوات باستثناء صلاتي الصبح والجمعة إلى غاية توفر الظروف الملائمة للفتح الكامل للمساجد في ظل تطبيق البروتوكول الصحي ضمن إجراءات الحجر الصحي.
لم تثن حرارة الشمس الحارقة عمّار المساجد من الانتظار طويلا أمام الباحات لفتح أبواب الجوامع لأداء أول صلاة في زمن الكوفيد 19، في مشهد عايشه الجزائريون لأول مرة في تاريخهم، إذ لم تشهد الجزائر غلق المساجد حتى خلال العشرية السوداء.
وخلال جولة قادت «الشعب» نحو بعض المساجد بالعاصمة بدت الأجواء استثنائية أمام مسجد القدس بحيدرة بأعالي العاصمة، الشباب توافدوا قبل كبار السن دقائق قبل فتح أبواب المسجد وسط إجراءات صحية وضعها القائمون على المسجد تطبيقا للتعليمات التي أصدرتها السلطات العمومية بعد قرار الفتح للحد من تفشي الوباء.
القائمون على المسجد يتقدمهم الإمام شرعوا في تنظيم المصلين واحدا تلوى الآخر عند المدخل الخاص، حيث تم تخصيص باب للدخول وآخر للخروج تفاديا لتصادم المصلين، سيما وأن قلوب الناس اشرأبت لأداء الصلوات في المسجد.
استعمال المحلول المطهر لليدين ووضع الحذاء داخل كيس خاص وإلزامية ارتداء القناع الواقي هي أولى شروط السلامة لأداء العبادة فضلا عن اصطحاب السجاد الخاص بكل مصل.

حملات تحسيسية رافقت الفتح

وبعد الأذان مباشرة ألقى إمام مسجد القدس كلمة مقتضبة دعا فيها المصلين إلى الاحتكام للإجراءات المتبعة، لاسيما التباعد الجسدي بمسافة متر ونصف وارتداء الكمامة، واعتبر الإمام الالتزام بالقواعد الصحية مسؤولية فردية وجماعية لمنع تفشي الوباء في المساجد، ويكون الإخلال بها سببا في غلقها من جديد، مشيرا إلى أن التعليمات تصب في المصلحة العامة وتحمي الأنفس البشرية.
وينص البروتوكول المعتمد لفتح المساجد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية من خلال الاكتفاء بأداء صلوات الظهر والعصر، والغرب والعشاء باستثناء صلاتي الصبح والجمعة إلى غاية تراجع انتشار الوباء الذي لن يتحقق سوى بالتقيد التام لقواعد الوقاية.
مشاهد عودة المصلين إلى المساجد لم تختلف من حي لآخر فمظاهر الفرحة والسعادة رسمت على وجوه الوافدين في جو كأنه نصر مبين، وأكد بعضهم أن قرار فتح المساجد أثلج صدورهم بعد أزيد من خمسة أشهر من الغلق في إطار الحجر الصحي المفروض منذ شهر مارس.
وعمد القائمون على المساجد إلى وضع لافتات تحسيس للمصلين أمام مداخل المساجد فضلا عن استعمال مكبرات الصوت للتوعية، وكتب على بعض اللافتات «أخي لا تكن سببا في غلق المساجد من جديد» وهو الحال بمسجد الشيخ البشير الابراهيمي بشارع الشهداء، وبذات المساجد يتم قياس حرارة الوافدين بجهاز خاص لمنع المرضى من الدخول تفاديا للإصابة.

الغلق الفوري في حال تسجيل إصابة

كما يحدد البروتوكول الصحي الذي يرافق قرار فتح المساجد ظروف دخول المصلين ووقت إقامة الصلوات ففتح الأبواب يكون بربع ساعة قبل رفع الآذان وتقفل بربع ساعة بعد الفراغ منها، وتقام الصلاة مباشرة بعد الآذان، في حين نصح أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن بأداء الصلاة في بيوتهم حفاظا على صحتهم.
كما تبقى قاعات الوضوء مغلقة إلى أجل غير مسمى حسب قواعد البرتوكول الصحي المعتمد والاكتفاء بالوضوء في البيوت. في حين يمنع استخدام المكيفات الهوائية أو المروحيات الهوائية، وخصصت ممرات لتسهيل حركة الدخول والخروج وتفادي السير في الاتجاهات المعاكسة، وهي إجراءات لاقت استحسانا كبيرا من طرف المواطنين أبدوا حرصهم التام على التقيد بها لضمان بقاء المساجد مفتوحة والتطلع إلى الفتح الكلي بأداء صلاتي الفجر والجمعة.
ويراهن الأئمة على تحلي المصلين بروح المسؤولية ووعيهم لمنع تفشي الوباء داخل المساجد، وأي انتشار للوباء سيؤدي إلى الغلق الفوري لبيوت الله، فالتحلي الصارم بقواعد التباعد الجسدي وارتداء الكمامة الذي لاحظناه ببعض المساجد يؤكد وعي المواطنين بخطورة الوباء الفتاك الذي كما قال البعض لا يرحم صغيرا ولا كبيرا آملين في رفع الوباء وعودة الحياة إلى طبيعتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024