توقعات بارتفاع الحالات خلال الأسابيع القادمة

تحكم في الوضع الوبائي لحد الساعة بورڤلة

ورقلة: إيمان كافي

بين تخوفات يبديها البعض من تطور الوضعية الوبائية بولاية ورقلة، خاصة بعد الارتفاع المسجل في الحصيلة الوطنية لعدد الإصابات اليومية في الفترة الأخيرة وترقب حذر في أوساط المواطنين، خاصة بعد عودة الحياة إلى طبيعتها وافتتاح الموسم الدراسي لكافة الأطوار، تعرف حالات الإصابة بفيروس كورونا وضعية مستقرة بورقلة ويعتبرها بعض المختصين في المجال الصحي غير مقلقة لحد الساعة، إلا أن اليقظة والحذر مطلوبان في كل الأحوال.

ذكر الدكتور كيلاني دلمة، الطبيب المختص في الإنعاش ورئيس خلية الأزمة لمتابعة كورونا بمستشفى محمد بوضياف بورقلة، في حديث لـ»الشعب»، أن الوضعية الوبائية متحكم فيها لحد الساعة، حيث لا يتجاوز المعدل اليومي للمرضى الذين يتلقون العلاج بالمستشفى 8 مرضى.
وأكد المتحدث، أن قطاع الصحة بالولاية في حالة استنفار قصوى حتى تكون الأطقم الطبية جاهزة وعلى استعداد لأي مستجد، خاصة أن بعض التوقعات تشير إلى احتمال ارتفاع الحالات خلال الأسبوعين أو 3 أسابيع القادمة، على غرار ما يحدث في ولايات أخرى، واقتران ذلك مع الدخول المدرسي وعودة الحياة إلى طبيعتها. عدا ذلك يبقى الوضع الحالي مستقرا بالنسبة لعدد المرضى الذين يتلقون العلاج ومعدلهم يتراوح بين 5 إلى 8 مرضى بمستشفى محمد بوضياف.
واعتبر الدكتور دلمة، أن تطور الوضعية الوبائية خلال هذه الفترة وعودة ظهور الحالات من جديد، يدخل في إطار الموجة الثانية للوباء، على غرار ما تعرفه الدول المجاورة، مشيرا كذلك إلى أن ما تسجله بعض الولايات مقلق ويبقى التخوف من عودة انتشار الوباء ووصوله إلى الولاية على نفس المسار.
وعن مدى جاهزية الطواقم الطبية للموجة الثانية، أكد دلمة أن «التجربة التي مررنا بها خلال الموجة الأولى، مكنت الطواقم الطبية من أخذ الخبرة اللازمة»، حيث استوعبنا ما يفوق 170 سرير، مشيرا أن هناك استراتيجية اليوم لمواجهة الوباء وفي حالة ملاحظة تسجيل حالات أكثر، سيتم مباشرة تطبيقها. كما أن الطواقم الطبية التي تم تسخيرها في الموجة الأولى جاهزة لأي تدخل، أما عن التوصيات فهي لا تختلف عن الموجة السابقة.
من جانبه الطبيب محمد العيد حسيني، طبيب عام وصاحب عيادة خاصة وعضو في جمعية أطباء ورقلة، اعتبر أنه منذ بداية سبتمبر إلى نهايته عرف الوباء تلاشيا في قوة انتشاره حتى الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، أين عادت بعض الحالات للظهور من جديد وهي حالات ليست بالخطرة، ما عدا الحالات التي يعاني أصحابها من أمراض مزمنة ومضاعفات صحية.
وفي توضيحه حول مدى مساهمة الدخول المدرسي في احتمال ارتفاع الحالات، اعتبر المتحدث أن عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة لن تكون سببا في ارتفاع الحالات خلال المرحلة القادمة، مشيرا إلى أن الأطفال في المدرسة يمكن التحكم فيهم وفرض الرقابة على سلوكهم أفضل من بقائهم في الشارع.
واستبعد خيار الغلق من جديد بالنسبة للولايات التي شهدت مؤخرا ارتفاعا في الحالات، مؤكدا أنه لن يكون ذا جدوى، لأننا أصبحنا في مرحلة يتحتم علينا جميعا التعايش مع هذا الوباء، على غرار باقي دول العالم، مع الإبقاء على عامل الحذر، خاصة بالنسبة لكبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة، مؤكدا أن عدم وجود مرضى بمصلحة الإنعاش وعدم تسجيل وفيات يعني أن الوضع لا يبعث على القلق حتى الآن، إلا أنه يستدعي الإبقاء على عامل الحذر واليقظة الصحية.
ويسجل متابعون للشأن الصحي بالولاية المنتدبة تقرت، عودة تسجيل حالات الإصابة بعد بلوغ 0 حالة في بداية شهر أكتوبر، حيث يتراوح عدد الحالات الخاضعة للعلاج على مستوى مستشفى سليمان عميرات بين 8 إلى 10 حالات يوميا.
 ويعتبر البعض أن اعتماد طريقة العلاج في البيت للحالات التي تكون نسبة كوفيد أقل من 50 في المائة، ستكون مفيدة لتجاوز مشكل الضغط الذي سبق وأن عرفته المستشفيات خلال الموجة الأولى.
وفي هذا السياق، يعتقد آخرون أن تجربة الطواقم الطبية في الجزائر خلال الموجة الأولى ستكون دعامة هامة للخروج من الموجة الثانية بأقل الخسائر وباعتماد الاستراتيجيات التي أثبتت نجاعتها، خاصة ما تعلق منها بإنشاء مراكز للفحص والكشف الأولي والمراقبة بعد العلاج والتي ساهمت بشكل كبير في تخفيف الضغط على المستشفيات من جهة وتجنيب العدوى للمريض الذي تظهر نتائجه سلبية.

المواطن مطالب بالالتزام بمقتضيات الوقاية الصحية

وعلى الرغم من حالة الاستقرار المسجلة في مؤشرات الوضع الصحي، إلا أن الشارع المحلي سجل في الآونة الأخيرة تهاونا واضحا بين المواطنين في الأماكن العامة ومن خلال عديد التجمعات.
 وتراجع الالتزام بمقتضيات الوقاية من مخاطر انتشار وباء كورونا، خاصة ما تعلق بالالتزام بارتداء الكمامات الواقية والتعقيم والتباعد الجسدي، بالإضافة إلى عدم لجوء المريض للعلاج حتى تسوء حالته ويصبح عرضة للخطر.
وشهدت العديد من الأماكن العامة اكتظاظا كبيرا بالمواطنين، سواء خلال تنقلاتهم اليومية عبر وسائل النقل أو في العديد من الإدارات والمؤسسات، وبالمقابل تراجع في استخدام وسائل الوقاية المطلوبة.
وأكد العديد ممن تحدثنا إليهم، أن العودة إلى التقيد بالإجراءات الوقائية والتزام القواعد الصحية والتعايش مع كورونا بكل وعي صحي ويقظة، أضحى أمرا حتميا خلال هذه الفترة، خاصة مع قرب دخول فصل الشتاء، الذي يشهد في الغالب ارتفاعا في حالات الإصابة بالانفلونزا الموسمية، وعودة الحياة إلى طبيعتها بعد إعادة فتح المدارس وسط إجراءات وقائية مشددة.
 كما يبقى دور الجهات المسؤولة والجمعيات في إعادة بعث وتنشيط الحملات التوعوية بهدف ضمان الحفاظ على مستوى اليقظة الصحية لدى المواطن عاملا مهما لتجاوز الموجة الثانية من هذه الجائحة دون تسجيل خسائر أكبر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024