حالة خوف وترقب يعيشها الأولياء

خطورة الوضع الوبائي تعيد طرح خيار غلق المدارس

فتيحة كلواز

وجد الأولياء أنفسهم في حيرة كبيرة بين إرسال أبنائهم إلى المؤسسة التعليمية من عدمه، بعد الارتفاع الخطير لعدد الإصابات الجديدة بـ»كوفيد-19»، خاصة وأن بعضها لا تملك الإمكانات اللازمة للتطبيق الصارم للبروتوكول الصحي، على ضوء تراخي الأولياء الذين أصبحوا يترقبون قرار إعادة الغلق، خاصة في الطور الأول، لأن التلاميذ في هذه السن لا يعون خطورة عدم احترام التباعد الاجتماعي وارتداء القناع الواقي.

جمعت «الشعب» في هذا الاستطلاع آراء الأولياء الذين صاروا يعيشون حالة من قلق والرعب بسبب عدم التطبيق الصارم للإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية.

مقبلون على الأسوإ!

جميلة صواليلي، أم لطفلين يدرسان في الطور الابتدائي، سنة ثالثة وخامسة، عبرت عن قلقها لـ»الشعب» قائلة: «ما نراه ونسمعه ونشاهده من ارتفاع مخيف لعدد الإصابات الجديدة بـ»كوفيد–19»، وكل تلك التصريحات التي اتفقت جميعها حول خطورة الوضع الوبائي في الجزائر، ما ينذر بأننا مقبلون على الأسوإ، ويجعل كل أب أو أم يتضرعان إلى الله تعالى أن يتم اتخاذ قرار الغلق في أقرب وقت ممكن.
فمع الأيام الأولى من الدخول المدرسي، أصيب العديد من الأساتذة والتلاميذ بهذا المرض، ما يعني أن الأرقام مرشحة إلى الارتفاع. وان التلميذ سيصبح لا محالة مع الوضع الراهن أهم ناقل للعدوى، خاصة وان الأعراض غالبا لا تظهر عليه».
 واستطردت جميلة قائلة: «أتساءل في بعض الأحيان حول فتح المدارس والجميع يعلم يقينا أن تطبيق البروتوكول الصحي بحذافيره غير ممكن لقلة الإمكانات المتوفرة. المدارس اليوم تعاني من قلة الإمكانات، فحتى وان تحمل الأولياء فاتورة القناع الواقي يوميا والسائل الكحولي المعقم، لن يكون بإمكان الكثير منهم دفعها، لأنهم وبكل بساطة لا يملكون المال لدفع ثمنها، فهل تتحول الحياة إلى منحة لمن يدفع أكثر».
أما محمد نايت محمد، فأكد أن الإبقاء على المؤسسات التعليمية مفتوحة يستدعي، توفير جميع الإمكانات، سواء مادية أو بشرية لمنع تحولها إلى بؤرة لانتشار العدوى، لأن الوضع الوبائي في الجزائر حرج ولا يمكن لأي سبب كان تعريض حياة أبنائها للخطر، لأننا اليوم أمام فيروس لا علاج له. فالمصاب الواحد بإمكانه نشر العدوى إلى العشرات إن لم يحترم الإجراءات المتبعة في هذه الحالة. فتخيلي معي أن يكون أحد أفراد العائلة مصابا ولم يدرك بعد إصابته، سينقل العدوى لطفله المتمدرس الذي يذهب إلى مدرسته، فتجده يلعب مع هؤلاء ويتكلم مع آخرين ويلمس هنا وهناك، ولكم أن تتخيلوا حجم الكارثة».
وأصر محمد على ضرورة توفير آليات الكشف على مستوى المدارس، وكل ما يتطلبه البروتوكول الصحي، وإلا فلا داعي إلى تحويل المدارس إلى تجمع لنشر العدوى».
أما أستاذة مادة الرياضيات كاميليا، فصرحت أنها مع إغلاق المؤسسات التعليمية، لأنها ستكون، لا محالة، بؤرا لانتشار العدوى بسبب قلة الإمكانات المادية والبشرية، لتحقيق تطبيق صارم للبروتوكول الصحي، إلى جانب عدم انضباط التلاميذ بالبروتوكول الصحي والإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، خاصة ما تعلق بالتباعد الاجتماعي، فتراهم أمام المتوسطات جماعات جماعات يلهون ويلعبون غير مبالين بالفيروس التاجي، ما سيجعل الأيام القادمة فارقة لاتخاذ قرار الغلق، لأن السنة البيضاء أقل وطأً بكثير أمام سلامة أبنائنا وكل مؤطري العملية التعليمية.

جميلة خيار: الأهم هو التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي

قالت رئيسة الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ جميلة خيار، في اتصال مع «الشعب»، إن اللجنة العلمية لرصد تطور فيروس كورونا هي المخوّل الوحيد لإعطاء حقيقة الوضع الصحي والوبائي في الجزائر وإن كان يستدعي غلق المدارس من عدمها. فيما أكدت أن أهم شيء في هذه الفترة الحالية هو توفير جميع الإمكانات والوسائل التي تضمن التطبيق الصارم والكلي للبروتوكول الصحي داخل المؤسسات التعليمية في الأطوار الثلاثة.
وأكدت في السياق نفسه، أن صحة التلاميذ أهم مطلب للأولياء والرهان الحقيقي الذي يجب أن تتضافر من أجله جهود الجميع سواء أولياء، تلاميذ ومعلمين ووزارة التربية والصحة، الكل يجب أن يضع نصب عينيه سلامة الأطفال، فيجب توفير التكفل الكامل والمتابعة في مختلف المؤسسات التعليمية لتفادي الأسوإ.
وطالبت رئيسة الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، بالتطبيق الصارم للبروتوكول الصحي، لأنه أهم عامل لوقف سلسلة العدوى داخل المدارس.
وذكّرت خيار بأهمية انخراط الأولياء في العملية التحسيسية والتوعوية، لتطبيق الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، إظهار وعيهم بخطورة الوضع، خاصة في حالة إصابة أحد أفراد العائلة بالفيروس من خلال عدم إرسال ابنهم إلى المدرسة مع إعلام إدارتها بذلك. واعتبرت في السياق ذاته، جائحة كوفيد-19 قضية الجميع ولا يمكن استثناء أي شخص منها.
وقالت في هذا الصدد، إن الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، تلح على التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي في ظل بقاء المدارس مفتوحة. لذلك كان لابد من توفير كل الإمكانات الضرورية كالقناع الواقي، السائل الكحولي للتعقيم، الصابون السائل في دورات المياه، النظافة والتعقيم المستمر للمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى الحرص على التباعد الاجتماعي بين التلاميذ داخلها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19479

العدد 19479

السبت 25 ماي 2024
العدد 19478

العدد 19478

الجمعة 24 ماي 2024
العدد 19477

العدد 19477

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19476

العدد 19476

الأربعاء 22 ماي 2024