الباحث في الطب التكاملي الدكتور إلياس باغلي:

حذار..! التهويل يوسّع انتشار فيروس كورونا

زهراء. ب

 الطب الجزيئي أثبت نجاعته في علاج مرضى كوفيد-19

حذر الدكتور إلياس باغلي، طبيب وباحث في الطب التكاملي، أول أمس، من التهويل في ظل ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا. ودعا الأطباء والمواطنين، على حد سواء، إلى التواصل المطمئن، واستعمال الكلمات الباعثة للسكينة كجزء من علاج الطب التكاملي، لأنه كلما ارتفعت درجة التهويل، كلما انخفضت مناعة المجتمع. وكما قال: «توجد في الحياة اليومية حوادث مرور، تسربات وانفجارات غاز ولكن لا يجب أن يتوقف الاقتصاد علينا فقط الأخذ بالمسؤولية».

أبرز الطبيب باغلي، في تصريح إعلامي على هامش يوم دراسي حول «الطب التكاملي في خدمة النهج العلاجي متعدد الأبعاد الشامل والمشخص»، نظم بالمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة، أهمية اعتماد الطب التكاملي في علاج مرضى كوفيد-19، الذي يركز على الجانب العصبي العاطفي الوجداني للمريض، لإخراجهم من دائرة الخوف والقلق إلى فضاء الطمأنينة والسكينة لتقوية مناعتهم، والتركيز في الجانب الثاني من العلاج على الاحتياجات الجزيئية للجسم.
وأوضح، أن من بين المفارقات المسجلة على مرضى كورونا، أن مستوى فيتامين (د) عندهم يكون بين 20 و30 نانوغراما في الميليمتر، ومن أجل الشفاء يجب أن يصل مستوى فيتامين (د) إلى 90 نانوغراما أو يتراوح بين 80 و110 نانوغرام، وليس 150 نانوغرام، مثلما قيل، حتى يشفى المريض نهائيا.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور باغلي، أن بروتوكول الطب الجزيئي الذي طبق في مستشفيات وهران، القطار وأم البواقي أعطى نتائج جيدة، حيث أظهرت التحاليل شفاء المرضى الذين منحوا فيتامين (د3) باستثناء الأشخاص الذين كانوا في حالة متقدمة من المرض.
ولكن نبه أن يكون أخذ فيتامين (د) في هذه الحالة حسب احتياجات المريض وليس بطريقة عشوائية، لأن الجرعات العلاجية هي مشخصة لكل مريض ولا يوجد بروتوكول عام يطبق على الجميع وكل «حالة علاج تكون بعد تقييم التحاليل المخبرية للوصول إلى نتائج».
وأشار إلى أن هذا البروتوكول العلاجي مطبق حاليا في الهند، المغرب، ألمانيا في وفي عدة دول، ولكن بمنح فيتامين (د) كجرعات علاجية وليس وقائية، حتى لا ينفد مخزون الفيتامين ويتعرض الفرد للمرض، كما يتم منح المغنيزيوم ضد القلق وفيتامين (س) للتخلص من السموم.
بالمقابل، ذكر الدكتور باغلي، أنه يوجد علاجات أخرى مثل النوم المتوازن، الأكل الصحي. ولا يقتصر الأمر على توفير المادة الأساسية للجسم، لأن هناك تعدد وتحقيق التوازن، والعبقرية تكون، بحسبه، في البساطة، لأنه في الحياة اليومية يمكن للفرد أن يحل مشاكله عن طريق الوساطة السلسلة.
وفي الأمور الصحية تكون الأشياء الأساسية التي يحتاجها الجسم في الجانب العصبي العاطفي الوجداني والجانب الجزيئي والتغذية ضرورية حتى نصل إلى نتيجة مباشرة للعلاج.
ولفت الدكتور باغلي الانتباه، إلى أن المتابعة العصبية الوجدانية العاطفية هي مكملة للطب النفساني وليست علاجا نفسيا أو عصبيا، وهي تأخذ بالفرد نحو ذاكرة المستقبل وتدفعه لتحمل المسؤولية، واتخاذ القرارات اللازمة في حياته اليومية بطريقة آنية من أجل تحقيق قفزة نوعية.
 و»هذا النوع من العلاج جديد ولديه عدة تطبيقات وتقنيات تستعمل في الطب والتدريب، واستخدمه المدرب جمال بلماضي مع الفريق الوطني ورأينا النتائج معه».
ويمتد استعمال هذا النوع من العلاج، إلى القطاع الاقتصادي والإنتاجي. وتكفي، بحسب الدكتور باغلي، «كلمة إيجابية أن تحقق ارتفاع الأسهم في البورصات، وحتى في ميدان الإعلام والحروب النفسية».
وذهب إلى أبعد في تحليله، حينما قال، إن «كل الأمور مبنية على الكلمة الإيجابية مثل مرض السرطان، تبين أنه يأتي بعد صدمة نفسية لم يشاركها المريض مع أقربائه وكان في حالة أرق.
وفي الطب الحديث الألماني، تم تغيير اسمه إلى مرض السلامة، لأن في الذاكرة الجماعية اسم السرطان يسبب صدمة نفسية ومجتمعية». وأعطى مثالا عن صديق له أصيب بالسرطان وطالب من أصدقائه أن يدعو له بالشفاء من مرض السلامة، وبالفعل شفي سنة 2017 بعد أن قرر الشفاء منه في 2014، لذلك الذهنيات والعقليات يقول: «لديها أهمية كبيرة في تغيير الفرد والصحة والمجتمع وحتى الأمم والحضارات».
وتبرز أهمية الطب التكاملي في المعالجة الشاملة متعددة الجوانب والمشخصة، التي تأخذ بعين الاعتبار كل الجوانب البيولوجية، الجسدية، العاطفية والوجدانية، وهذا الأمر منتشر في عدة دول مثل ألمانيا اليابان وكندا.
ويأمل أن يعمم في الجزائر لأنه يأخذ بالإنسان للصحة الجيدة عن طريق العناية بكل جوانب المريض وليس بالمرض، فالفرد لديه آمال وتطلعات، وصدمات، وأزمات، وأحلام وعزيمة وشخصية تميزه.
 وينطبق نفس الأمر على المجتمع والحضارة للنهوض بهما، حيث توجد تطبيقات فردية وجماعية تجعل الفرد يأخذ بزمام الأمور لتحقيق القفزة النوعية والذهاب نحو ذاكرة المستقبل والصحة الجيدة، بدل البقاء أسرى أنين الماضي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024