فقدت الساحة الإعلامية واحدا من عمداء الصحافيين هو محمود بوسوسة، الذي ووري الثرى، أمس، بعد أن توفاه الله إثر حادث مرور بالعاصمة.
الفقيد مهني وإنسان له مسار طويل في يومية المجاهد. بقي على اتصال بالمشهد الإعلامي رغم تقاعده، واستطاع بروحه المرحة وانفتاحه على المهنة أن ينسج علاقات مودة واحترام في الوسط المهني.
كان محمود، الذي لُقب بـ»اليقظ»، نظرا لمتابعته الدقيقة للنصوص الصحفية قبل نشرها، لا يمر وقت إلا واتصل بالهاتف يسأل عن الرفاق، ويشجع على مواصلة العمل، ولا تكون مناسبة إلا وسجل حضوره في نقاش أو ندوة وغالبا ما كان يسأل باللغة العربية وهو صاحب قلم بالفرنسية.
قبل سنوات ألّف كتابا قيّما (من جهة 20 شارع الحرية)، يتضمن تفاصيل مسيرته في الصحافة، وبالذات بيومية المجاهد. وكم كان سعيدا لما بادرت بتقديمه على صفحات يومية «الشعب»، التي يكنّ لأسرتها التقدير والاحترام، منطلقا من روح وطنية مفعمة بحب بالوطنية الصادقة، مدافعا عن مصالح الجزائر ومواقفها.
بقي الراحل يتنفس الكتابة إلى آخر أيامه، يحمل معه حلم تألق الإعلام الوطني بكل تنوعه وتوجهاته، واضعا المهنة في صميم النقاش حيثما كان، فتراه يسأل عن زميل ويوصي آخر بالجدية في العمل واحترام الأجيال لتستمر الرسالة الإعلامية الوطنية حاملة تلك القيم والمبادئ النوفمبرية.
لم يكن الراحل يتخلف عن إحياء مناسبات لها ارتباط بمهنة الصحافة، أبرزها ذكرى سقوط الطائرة، التي كانت تقل وفدا إعلاميا رافق الرئيس الراحل هواري بومدين في زيارته إلى فيتنام، وناضل كثيرا لإبراز ذلك الحدث ونقل مآثر الزملاء الضحايا للأجيال الجديدة. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.
وأمام هذا المصاب الجلل، تقدم وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر، بـ»أخلص التعازي وصادق المواساة» لعائلة الفقيد وللأسرة الإعلامية، التي قال إنها «تفقد أحد أبرز أقلامها الصحفية من الرعيل الأول»، سائلا المولى تعالى أن «يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان».