خلال ملتقى حول دور الإعلام في صد المخططات التي تستهدف الجزائر

شنڤريحة: الدفاع الوطني مفهوم شامل يستدعي تضافر جهود الجميع

أمين بلعمري

 مـادي: الطفرة التكنولوجيـة يوظفهــــا البعــض لبث الفوضــى والخراب

 بلحيمـر: مواجهـة الحمـلات العدائيــة تحتـاج إلى تشخيص دقيق

دور الإعلام في رصّ وتعزيز الجبهة الداخلية ومواجهة المخططات العدائية لاستهداف الجزائر، كان موضوع الملتقى الذي احتضنه نادي الجيش ببني مسوس، بتنظيم من مديرية الإعلام، الإيصال والتوجيه بأركان الجيش الوطني الشعبي، تحت إشراف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنڤريحة، الذي افتتح فعاليات الملتقى بكلمة ترحيبية عاد خلالها إلى رمزية شهر نوفمبر وضرورة التمسّك بقيمه ومعانيه لبناء الجزائر الجديدة المتماسكة، الآمنة والمزدهرة.

عن أهمية الإعلام ذكّر الفريق شنڤريحة بالأهمية التي أولاها قادة الثورة لهذا الأخير لمواجهة الدعاية الاستعمارية والحرب النفسية التي كان يشنّها عبر أبواقه. كما عاد الفريق إلى تبنّيهم لثنائية البندقية والإعلام لإفشال الدعاية الاستعمارية من خلال اعتماد استراتيجية إعلامية ببعديها الداخلي والخارجي.
 الفريق شنڤريحة وبعد أن عرّج على الإعلام في زمن الثورة، عاد إلى التحدّيات الحالية التي قال إنها تفرض علينا التكيّف معها، خاصة وأننا نشهد ثورة الرقمية والمعلومات التي أصبحت تتحكّم في توجّهات الرأي العالم الداخلي والعالمي. وفي الصدد أضاف شنڤريحة، أن الإعلام بات من أخطر وأفتك الأسلحة ويظهر ذلك جليا من خلال الحروب التي تدور رحاها على مواقع التواصل ووسائل الإعلام وما يبّث فيها من سموم وبذور التفرقة في وسط الشعب الواحد، بل أكثر من ذلك وبحسب رئيس أركان الجيش دائما، فإن تلك الأفكار الهدامة قادرة على خلق رأي عام داخلي مناوئ للمصالح العليا للوطن. ودعم شنڤريحة كلامه بالاستشهاد بما حصل في بعض الدول، مؤكدا أن الجزائر لم تكن في منأى عن تلك المحاولات التخريبية، غير أنها استطاعت أن تجتاز المحنة بفضل وعي الشعب ومرافقة الجيش الوطني الشعبي ولم تتخلّ عن ضرورة تمكين الشعوب من حقّها في تقرير مصيرها.
شنڤريحة حثّ في كلمته على ضرورة مواكبة ما يحصل في العالم وفي مختلف المجالات، مواكبة تكون فيها وسائل الإعلام الوطنية رأس حربة من خلال لعب دور محوري، مؤكّدا أن الجزائر هي اليوم واحة للأمن والاستقرار، بالرغم من كل المحاولات والمؤامرات وكل ذلك لن يمنعها من السير بخطى ثابتة نحو وجهتها السليمة.
أما عن مفهوم الدفاع الوطني، فاعتبر الفريق شنڤريحة، خلال كلمة افتتاح الملتقى، أنه مفهوم شامل يتطلّب تضافر كل الجهود وتجنّد الجميع وفي مقدمتهم الإعلام الوطني، الذي عليه أن يقدّم رسالة إعلامية هادفة تجعل من المصلحة العليا هدفا أسمى، مع ضرورة التكيّف مع المتغيّرات والمستجدات وتبنّي تفكير استباقي وتشجيع الدراسات الاستشرافية.
وفي ختام كلمته، التي كانت تبث لكل النواحي العسكرية عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد، حثّ الفريق شنڤريحة جميع إطارات الجيش على ضرورة التحلّي بأقصى درجات اليقظة لتحصين مستخدمي المؤسسة العسكرية من الرسائل الإعلامية الهدّامة، قبل أن ينهي كلمته بالتأكيد مرة أخرى على الدور الحيوي للإعلام الهادف الذي تكون المصلحة الوطنية أقصى مبتغاه.
من جهته ألقى اللواء بوعلام مادي، مدير الإعلام، الإيصال والتوجيه بأركان الجيش الوطني الشعبي، كلمة ذكّر فيها بالأوضاع الدولية التي أفرزت تحوّلات كبيرة ومعطيات غير مسبوقة؛ وضع يلعب فيه الإعلام، بحسبه، دورا بالغ الأهمية، لأن هذا الأخير يعتبر رأس حربة في تنفيذ استراتيجيات الدولة الجزائرية، من خلال الإسهام في تنوير وتحصين الرأي العام الوطني والوطن من كل المناورات التي تستهدف وحدتنا الوطنية في زمن تستعمل فيه الطفرة التكنولوجية في التحريض وبث الفوضى خاصة، أضاف مادي، أن بلادنا كانت هدفا لعرّابي الفوضى والخراب الذين أفشل الشعب الجزائري مخططاتهم بمعية جيشه الذي تعامل بحكمة وتبصّر.
وعن أهمية الإعلام لدى المؤسسة العسكرية، قال اللواء مادي، إن القيادة العليا للجيش تولي اهتماما بالغا بالإعلام وبنوعية الرسالة الاتصالية للجيش الوطني الشعبي وذلك من أجل قطع الطريق أمام الأقلام المأجورة. وعاد في الصدد، إلى الإستراتيجية الاتصالية التي جسّدتها مئات البيانات التي أصدرتها وزارة الدفاع حول مختلف النشاطات والعمليات وكذا بيانات التوضيح والتكذيب وغيرها من المواضيع.
كما ذكّر مدير الإعلام، الإيصال والتوجيه بأركان الجيش الوطني الشعبي بالنوافذ الاتصالية للمؤسسة العسكرية، التلفزيونية، الإذاعية والمطبوعة، أي من خلال برنامج و»عقدنا العزم» التلفزيوني، البرنامج الإذاعي «السليل» ومجلة «الجيش» العريقة.
وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة عمار بلحيمر، الذي أخذ الكلمة بعد ذلك، قال إن مواجهة المخططات والحملات التي تستهدف أمن واستقرار الجزائر، تحتاج إلى تشخيص دقيق لمعرفة من يقف وراءها، مؤكّدا أن هذه الاستراتيجيات العدائية والتخريبية تتخذ أوجها ناعمة أحيانا مثل توظيف المنظمات غير الحكومية وتأليب الرأي العام الداخلي من خلال ما أسماه بـ «القيادة من الخلف»، يعني أن هذه الدول لا تتورّط مباشرة بإرسال جيوشها ولكن من خلال استعمال أبناء ذلك البلد في تنفيذ تلك المخططات العدائية والتخريبية ضد وطنه دون وعي.
كما عاد وزير الاتصال الى التجربة الجزائرية في إفشال تلك المخططات من خلال ما أسماه بـ (المقايضة) عبر شراء السلم الاجتماعي وعمليات التوظيف الواسع في القطاع العام، من أجل امتصاص احتقان الشارع وتفويت الفرصة على تلك المخططات التي تستثمر في الاحتقان الشعبي ولحظات الغليان.
الملتقى شهد كذلك تعاقب مجموعة من الأساتذة الجامعيين على المنصة، أجمعوا كلهم على أهمية ومحورية الإعلام الوطني في تأمين الجزائر وتعزيز استقرارها وانسجامها المجتمعي، ليفتح بعدها النقاش للحضور.
في الأخير، خلص الملتقى إلى مجموعة من التوصيات قرأها اللواء بوعلام مادي ومن أهمها، ضرورة تنظيم لقاءات دورية بين وزارة الاتصال ومختلف وسائل الإعلام الوطنية وممثلي مختلف الوزارات والهيئات وكذا إيلاء أهمية لتدريس بيان الفاتح نوفمبر ومحتواه في المدارس العسكرية والتوصية باستحداث مخبر على مستوى المدرسة العسكرية العليا للإعلام والاتصال لتحليل مضمون الرسائل الإعلامية المعادية وكذا إعادة تقييم التهديدات الأمنية وانعكاساتها على الأمن الوطني وتطوير القدرات الفكرية للمجتمع الجزائري.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024