تم فرضه لتفادي تفشي الوباء

تباين الآراء بورڤلة حول فعالية الحجر الجزئي

ورقلة: إيمان كافي

منذ الإعلان عن إدراج ولاية ورقلة من بين الولايات التي تم فرض الحجر الجزئي فيها، تباينت آراء المواطنين واختلف تفاعلهم مع عودة الحظر ومدى مساهمته في الحد أو التقليل من انتشار وباء كورونا، بين مؤيد لضرورة تطبيقه تفاديا لتسجيل ارتفاع في معدلات الإصابة بالفيروس تزامنا والموجة الثانية وبين من يعتبره حلا جزئيا لن يحد من الوباء.

اعتبر بعض المواطنين في حديث لـ»الشعب»، أنه بالرغم من أن الوضعية الوبائية بالولاية لا تستدعي القلق في هذه المرحلة، إلا أن الحجر الجزئي يبقى خطوة احترازية مطلوبة من شأنها التقليل من حركية التنقل بين الولايات وتطويق دائرة انتشار الوباء وبالتالي تفادي تطور الحالة الوبائية والحفاظ على نسبية استقرارها، خاصة مع قرب دخول فصل الشتاء الذي يسجل في العادة ارتفاعا في حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية.
ويجزم آخرون أن فرض الحجر الجزئي لن يمنع انتشار الوباء، خاصة وأن توقيته يعرف انخفاضا تلقائيا في حركة المواطنين، معتبرين أن الحجر الجزئي ساهم بصفة كبيرة في الرفع من وتيرة الحركية اليومية، بحسب ملاحظاتهم، حيث أصبحت الشوارع والإدارات والأسواق تعرف اكتظاظا خارج ساعات الحجر المحددة، كما تستمر هذه الحركية حتى دقائق تسبق الحظر بشكل فاق ما كان مسجلا خلال الأيام السابقة وفي ظل عدم الاحترام والتقيد التام بتدابير الوقاية خاصة المتعلقة، بارتداء الأقنعة الواقية والتباعد الجسدي.

حالة التأهب لمواجهة التطورات المحتملة

عن فعالية الحجر الجزئي في نظر الأطباء، أكد الطبيب طه بوخرص، المختص في أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمناوب بمصلحة كوفيد بمستشفى ورقلة لـ «الشعب»، أنه بالرغم من المعدلات المستقرة في الوضعية الوبائية بالولاية، إلا أن إجراء الحجر الجزئي يُبقي حالة التأهب والجاهزية ضرورية في هذه المرحلة، موضحا أنه وفي إطار عام يعد وسيلة وقائية إيجابية، إلا أنه من المهم أن يُرافق بإجراءات ردعية وتطبيق صارم لفرض الكمامة والتباعد الاجتماعي والحد من التجمعات في الأعراس والجنائز وغيرها.
وذكر المتحدث، أن المجتمع يجب أن يعي بأن كل فرد يحمي نفسه يحمي غيره معه، لهذا فإن دوره في هذه المرحلة يعد ضروريا للمساهمة في الوقاية والحد من انتشار العدوى وهو أمر يستدعي انخراط جزء كبير من المجتمع وليس جزءا قليلا فقط في العملية، مع التقيد والالتزام بالتباعد الاجتماعي وغسل الأيدي واستعمال المعقمات الكحولية.
وبشأن جاهزية الطاقم الطبي للمرحلة القادمة على ضوء احتمال تطور الوضعية الوبائية، بعد تسجيل ارتفاع في معدل الإصابات وطنيا ودخول بلادنا في الموجة الثانية رسميا، أوضح الطبيب بوخرص أن الموجة الثانية واردة الحدوث علميا. إلا أنه وبالنظر إلى الخبرة التي اكتسبها الطاقم الطبي خلال الموجة الأولى، فإن هذه الموجة إذا كانت على مدى طويل ومتقطع فمن المُتوقع عدم تسجيل معدلات مرتفعة في الحالات الاستشفائية ولن يكون هناك ضغط على المستشفيات، أما إذا كانت بحالات كبيرة وفي وقت ضيق فقد يُسجل بعض الضغط على المستشفيات.
ويرى الدكتور كيلاني دلمة، الطبيب المختص في الإنعاش ورئيس خلية الأزمة لمتابعة كورونا بمستشفى محمد بوضياف بورقلة، أن الحجر الجزئي يندرج في إطار الاجراءات الاحترازية المتخذة لتفادي تسجيل ارتفاع في معدل الحالات الاستشفائية التي تعرف استقرارا خلال الفترة الأخيرة، تزامنا ودخول الجزائر في موجة ثانية وفي ظل ما تسجله بعض المدن من تطور في الوضعية الوبائية، مشيرا إلى أن عدد الحالات الاستشفائية لحد الآن يتراوح بين 5 إلى 6 مرضى يوميا يتلقون العلاج بمصلحة كوفيد بمستشفى ورقلة. لكن بما أن هناك توقعات تشير نظريا إلى أن الموجة الثانية لا مفر منها، كما أن مسار الوباء خلال الموجة الأولى بولاية ورقلة عرف تطورا عقب أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من ارتفاع الحالات في مناطق أخرى، فإن التخوف القائم مما قادم ولهذا فإن الطواقم الطبية في حالة تأهب، كما أن مديرية الصحة نشرت إعلانا للمتطوعين من أطباء وشبه طبيين كاحتياط من أجل تعزيز الإمكانات المتوفرة لتجاوز المرحلة القادمة.
في سياق متصل، تجدر الإشارة إلى أن مصالح الصحة بالولاية أكدت جاهزية 74 إلى 200 سرير لاستقبال المرضى حسب تطور الوضعية ويمكن أن يصل عددها على مستوى الولاية إلى غاية 400 سرير. من جهة أخرى، تدعم مستشفى محمد بوضياف بورقلة مؤخرا، في إطار التدابير المتخذة لمواجهة موجة ثانية محتملة بالولاية، بجهاز سكانير جديد تقدر طاقته بـ100 عملية في 24 ساعة، حيز الخدمة ويعد هذا الجهاز الثاني من نوعه بذات المؤسسة الصحية والرابع على مستوى الولاية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024