عقب تسجيل حصيلة وطنية يومية مرتفعة للإصابات بوباء كورونا في الآونة الأخيرة، دعت بعض الأصوات إلى غلق المدارس والبحث عن حلول كفيلة بالخروج من الوضعية الوبائية في الوقت الراهن.
وبالرغم من أن الوضعية الوبائية الخاصة التي تشهدها بلادنا على غرار عدة دول منذ دخولها الموجة الثانية، إلا أن الكثير من الآراء اعتبرت أن قرار غلق المدارس في الوقت لن يكون مجديا، داعية إلى ضرورة التعايش مع فيروس «كوفيد 19» مع الإبقاء على عامل الحذر واليقظة.
في ولاية ورقلة تشير المعلومات الرسمية إلى أن الوضعية الوبائية مستقرة لحد الآن، إلا أن الحديث على ضرورة استمرارية الدراسة من عدمه كان أيضا محور جدل بين الأولياء الذين انقسمت آراؤهم بين موقفين.
وتوجّه بعض الأولياء إلى التأكيد على أن الإبقاء على المدارس مفتوحة لتمكين أبنائهم من مزاولة دراستهم يعد أمرا إيجابيا، مشيرين إلى أهمية استغلال الوقت الراهن خاصة على ضوء تسجيل استقرار في الحالات للتقدم في الدروس.
وأثار الوضع الوبائي المسجل عبر بعض الولايات التي سجلت غلقا لبعض الأقسام والمدارس تخوف الأولياء، الذين اعتبروا تسجيل حالات في مناطق أخرى عبر الوطن مؤشرا يستدعي دق ناقوس الخطر.
وأجمع العديد من المتحدثين في الموضوع على دعوة المسؤولين إلى ضرورة تعزيز الاحتياطات اللازمة لتفادي تسجيل حالات وسط التلاميذ خاصة في المدارس الابتدائية التي يشتكي بعضها من نقص الإمكانيات لتوفير الوسائل الوقائية، مؤكدين على ضرورة تعزيز العمل بالبروتوكول الصحي عبرها.
من جانبه، ذكر الأمين العام للفيدرالية الولائية لجمعية أولياء التلاميذ لولاية ورقلة عبد الحميد قدار في حديث لـ «الشعب»، أن هناك جمعيات ضد غلق المدارس وأخرى مع، إلا أن عدد الحالات بولاية ورقلة مستقر والوضعية متحكم فيها ولا تدعو للقلق، كما أن قرار غلق المؤسسات التربوية من صلاحيات اللجان الصحية التي من مسؤوليتها تقييم الوضعية الوبائية، وما إذا كانت تستدعي اتخاذ قرار الغلق إذا ظهرت أية حالات.
وأكد المتحدث أنه حتى في حال ظهور حالات لا قدر الله، فإن العملية يجب أن تكون انتقائية في الغلق وأن لا تكون شاملة لكل المؤسسات، مؤكدا أن الارتفاع المسجل في الحالات كان نتيجة لعدم الالتزام بالتطبيق الصارم للإجراءات الوقائية ، داعيا الأولياء إلى تجنب التجمعات والتحلي باليقظة والحذر للحفاظ على صحة أبنائهم وصحتهم والحرص على عدم السماح لأبنائهم بالتنقل إلى المدرسة في حالة تسجيل أي اشتباه في الأعراض وتبليغ المسؤولين عبر المؤسسة التربوية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأشار المتحدث إلى أنه بالنسبة للمتوسطات والثانويات، فهي تسير ميزانيتها الخاصة ويمكنها توفير الوسائل الوقائية، فقط يبقى المشكل في بعض المؤسسات التي تسجل عدم احترامها للبروتوكول الصحي وعدم تطبيق الاجراءات الوقائية خاصة بعض المدارس الابتدائية التي تعاني من قلة الإمكانيات لتوفير الوسائل الوقائية وتعاني نقصا في العمال.
ورغم ذلك، أكّد قدار أن الدور الذي تقوم به العديد من جمعيات أولياء التلاميذ يستحق التثمين، مضيفا أن المعلمين كذلك يقومون بدور فاعل في هذه المرحلة الحساسة، حيث بالإضافة إلى مسؤولياتهم في التدريس والحفاظ على البروتوكول الصحي داخل قاعات الدراسة الكثير منهم يتولى مهمة تنظيف الأقسام بنفسه،ويشارك في العملية بكل ما يتوفر لديه من امكانيات.
من جهته الطبيب محمد العيد حسيني عضو جمعية أطباء ورقلة، أكّد لـ «الشعب» في تدخل له في الموضوع، أن التعايش مع الوباء يبقى هو السبيل الوحيد أمامنا من أجل مواصلة حياتنا بشكل طبيعي، مشيرا إلى أنّنا في مرحلة علينا أن نعمل وندرس فيها باتخاذ الإجراءات الوقائية فقط.
واستبعد أهمية اللجوء إلى اتخاذ قرار غلق المدارس حتى في حال تطور الحالة الوبائية، مشيرا إلى أن هناك اختلاط خارج المدارس وأن بقاء الطفل في الشارع لن يكون مجديا ومن الأفضل أن يتواجد في المدرسة، أين يمكن التحكم في سلوكه وضبطه بفعالية أكثر.