قالت الدكتورة المختصة في الاعلام بجامعة مستغانم مناد سليمة، إن تسارع وتداخل الأحداث في الجزائر ومحيطها الخارجي، صارت تشكل مادة إعلامية دسمة للعديد من الكتابات الصحفية، سواء من قبل يمتهنون السلطة الرابعة بشكل مؤسساتي، أومن قبل نشطاء المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي.
أشارت المتحدثة إلى تسليط الضوء على العديد من القضايا التي باتت تشغل بال المواطن العادي، على ضوء عدة متغيرات أبرزها الأحداث الأمنية التي شهدتها الحدود الغربية للجزائر، وتحديدا بمنطقة الكركرات في الصحراء الغربية، الأمر الذي أدى لطفومرة أخرى الصراع السياسي بين الجزائر والمملكة المغربية حول قضية دعم البوليساريووحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وفق ما نصت عليه القرارات الأممية.
وأكدت الدكتورة مناد أن الجزائر، تجني تبعات مواقفها السيادية اتجاه القضايا العادلة ومنها موقفها الراسخ من القضية الفلسطينية ورفضها للهرولة نحوالتطبيع الصهيوني، ويأتي هذا على ضوء استثمار المنابر الإعلامية الأجنبية في مسألة غياب رئيس الجمهورية وتواجده في رحلة علاج منذ أسابيع، واستغلالها الإشاعات وترويجها للجزائريين خدمة لمصالح ضيقة في حرب إعلامية استخباراتي ممنهجة.
لكن الذي يعزّز من الفرضيات التي تطرحها هذه الجهات المغرضة للتشويش على الرأي العام، تقول الدكتورة مناد سليمة، هوغياب المعلومة الدقيقة والصحيحة في وقتها على ما يحدث في الوطن لكل الجزائريين ،وعدم توضيحها بشكل شفاف عبر الوسائل الإعلامية المحلية، والتي عوض تقصي الحقائق تنشر هذه الأخبار نقلا عن وسائل إعلامية أجنبية في محاولة لإضفاء المصداقية على هذه المعلومات خاصة ما يتعلق بصحة الرئيس، زيادة على ذلك اعتبرت الدكتورة مناد سليمة ،ان ضعف إستراتيجية الإتصال سواء من حيث توقيت نشر التوضيحات حول مختلف القضايا الهامة المطروحة للتداول للرأي العام ،والتأخر الكبير في الرد على مختلف الإدعاءات أوتصحيح المعلومات يفتح المجال للتأويل والإشاعة.
وأضافت مناد سليمة، أن هذه الوضعية التي يعيشها الرأي العام الوطني تسبب الارتباك وتضعنا محل موقف الدفاع عن النفس وتزيد من عمق هوة الثقة بين الشعب الجزائري والقائمين على شؤونه.
وترى الدكتورة منا سليمة، أن هناك ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى لمراجعة السياسة الاتصالية في مختلف الدوائر، مشيرة أن وسائل الإعلام المحلية عليها أن تلعب دورها الرئيسي في هذه المرحلة بتنوير الرأي العام بالحقيقة الكاملة ضمن دورها الاستقصائي عن المعلومة، بدل إلهاء المتلقي بالقضايا الهامشية والتي لا تعتبر حتى خبرا وطنيا مؤثرا بامتياز، كما أنه ينبغي -على حد تصور الدكتورة مناد، من الشعب الجزائري خاصة النخبة المثقفة منه، عدم الانسياق وراء كل خبر ينشر في مختلف الصفحات وشبكات التواصل الاجتماعي، خاصة مع تزايد الأخبار المضللة في صفحات شبكات التواصل الاجتماعي واحتدام الحرب الإعلامية الاستخباراتية على الجزائر.