الإمكانيات اللّوجستية لا تكفي وحدها لنجاح العملية

وحدات متنقّلة لإيصال اللقاح إلى مناطق الظل

فتيحة كلواز

8 آلاف مركز للتلقيح..وحملات تحسيسية

خصّصت الجزائر 8000 مركز تلقيح في مختلف مناطق الوطن، إلى جانب وحدات متنقّلة مهمتها الأولى إيصال اللقاح الى مناطق الظل حتى يستفيد أهلها من التطعيم ضد فيروس كورونا، توفير كل ما له علاقة بـ «اللوجستيك» لإنجاح المرحلة المقبلة والفاصلة في الأزمة الصحية، يجب أن يكون بالموازاة مع إعطاء المواطن المعلومات الصحيحة عن لقاح تحوم حوله الكثير من الإشاعات.
يتأرجح المواطن بين قبول ورفض التلقيح ضد كورونا بسبب كل ما تعج به مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات حول اللقاح الغالب عليها خاطئ وغير معقول، فبين نظرية المؤامرة واستعباد البشر بشيفرة الجيل الخامس لا يتجاوز حجمها حبة أرز ضاع اهتمام المواطن بالاهم.
وبين استعمال مكونات حيوانية قد تسبّب في خلق جنس بشري مسخ أتلفت جيناته لتتحول الى أخرى تزاوجت فيها الحيوانية والبشرية تشتت تفكيره في مكونات لا حصر لها، بالإضافة الى سيناريو آخر أكثر منطقية يؤكد محاولة القوى العظمى من خلال اللقاح تقليص عدد البشرية، الذي أصبح يهدّد كوكب الأرض باستنزاف ثرواته وتجفيف منابعه ما يضع فرضية فناء سكانها في المقدمة.
يتساءل البعض لماذا هذا التداخل في وضع الهدف المرجو من اللقاح؟ لكن الحسابات الضيقة، وبحث الانسان الدائم عن المبررات التي تقف وراء التطور المجنون للتكنولوجيا حصر صورة اللقاح في الموت أو المؤامرة، لذلك شكّلت مهمة الانطلاق في عملية التلقيح حجر عثرة في كثير من دول العالم، فحتى تلك التي تعرف تطورا علميا كبيرا وجدت صعوبة في إقناع مواطنيها بالإقبال على التطعيم ضد فيروس كورونا.
وبالرغم من تهديدات السلالة الجديدة، إلا أن الأمر مرتبط بالإشاعة التي نشرت معلومات خاطئة أعطت اللقاح على اختلاف البلدان المصنعة له صورة «قنبلة موقوتة» ستنفجر بمجرد دخولها جسم الانسان.
في مقارنة بسيطة مع ما عرفته الازمة الصحية في أسابيعها الأولى، نجد أن الاشاعة قامت بنفس الدور الذي تؤديه اليوم، لذلك رأينا وقوف السلطات بالمرصاد لمواجهة الأكاذيب التي تنشرها مواقع التواصل الاجتماعي هنا وهناك، لذلك كان لا بد من الاستمرار في الحملات التحسيسية الموجهة الى المواطنين على اختلاف شرائحهم الاجتماعية.
فمنذ 9 جانفي أطلقت وزارة الصحة حملات للتعريف بأهمية اللقاح في وضع حد للازمة الصحية الاستثنائية لأنه السبيل لبلوغ نسبة 65 بالمائة من المناعة ضد «كوفيد-19»، خاصة وان ما يفصلنا عن انطلاق العملية أيام معدودة.
وسيكون على منظّمي هذه الحملات مس أكبر عدد من المواطنين لتجد حملة التلقيح إقبالا من طرفهم وقبولا وسطهم، لان الجزائر اليوم أمام فصل آخر من التحدي أمام أزمة صحية استثنائية ضربت بكل ما تعلماه من قبل عن الأوبئة.
لذلك كان لزاما على الجميع تحمل مسؤولياته للانتقال الى مرحلة لملمة تداعيات وباء مس جميع المجالات الحياة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، والخروج من رهان الصحة الى رهان الاقتصاد والمرور الى مشروع أمة، كانت الجائحة أهم سبب في تعطيل انطلاقته.
بلوغ هذه المرحلة يتطلّب أكثر من توفير كل الإمكانيات اللوجستية لنجاح العملية لان المعادلة مرهونة أيضا بطرف أكثر تحورا من الفيروس نفسه، هو المواطن الذي وجد نفسه لقمة سائغة بين فكي مواقع تواصل اجتماعي مصدر معلوماتها في اغلب الأحيان مجهولا، لذلك وحتى نتفادى فتور الاقبال على التلقيح الذي سينطلق مباشرة بعد استلام الجزائر أول شحنة من اللقاح الروسي «سبوتنيك-5»، على المواطن أن يعي أن اللقاح مرحلة أخرى ربما ستكون الأخيرة لوباء عالمي مستجد هو «كوفيد-19».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024