تُجار الجملة للمواد الغذائية والخضر مع الجنوب وراء انتشارها

مالا تعرفونه عن الشمة المقلدة في سطيف

 تحويل مستودعات تربية الدواجن إلى ورشات سرّية للتغليف والتعبئة

تعود ظاهرة انتشار السلع المقلدة في ولاية سطيف إلى العشرية السوداء، حيث كانت الدولة منشغلة بمحاربة الإرهاب في وقت كان النشاط الأول لتجار الجهة الجنوبية من ولاية سطيف هو التجارة في المواد الغذائية والخضر والفواكه، انطلاقا من عين ولمان، قصر الأبطال، قلال، وصالح باي عبر راسي سلي، برهوم، مسيلة ومن ثم الجلفة الاغواط، ورقلة والولايات الجنوبية.
تاريخ صناعة الشمّة المقلدّة يشير إلى اتفاق جرى بين تجار من الجهة الجنوبية لولاية سطيف مع تجار بالجنوب على إنشاء ورشات سرية في صالح باي لأول مرة، قبل أن تنتشر في بقية البلديات، بعد أن أصبحت تدر أموالا ضخمة على أصحابها طيلة عشريتين سجلت أرقاما ضخمة وصلت مئات الأطنان وبعائدات فاقت مئات المليارات.
بنظرة بسيطة على كرونولوجيا هذه التجارة والإحصائيات التي سجلتها مصالح الأمن والكميات المعتبرة التي تمكنت من حجزها في السنوات الأخيرة يتأكد ما نتحدث عنه.

 مئات المليارات في أقل من 5 سنوات

ظلّت مصالح الأمن والدرك الوطني تشّن حربا شعواء ضد تجارة السلع المقلدة وبالخصوص الشمّة المقلدة في العشرية الأخيرة، بعد ان وجد تجار هذه السلعة في انشغال الأمن بمكافحة الإرهاب في التسعينيات مصدرا للثراء وإغراق السوق بهذه المواد المضرة بصحة المواطن، لتكثف عناصر الأمن والدرك الوطني من جهودها في السنوات الأخيرة لوضع حد لنشاط تجار الشمة المقلدة وهو ما كشفته نتائج العمليات التي قامت بها، وأسفرت عن حجز أطنان من الشمة المقلدة والمواد التي تستعمل في صناعتها وبمقابل مالي بمئات المليارات، ويكفي الاستشهاد بإحدى العمليات بدائرة صالح باي، جنوب سطيف سنة 2018، حيث حجزت 424 قنطار من الأكياس المعبأة والمهيأة للبيع، إضافة إلى آلات ومعدات مختلفة باهظة الثمن تستعمل في صناعة الأكياس، وبلغت القيمة المالية للمحجوزات أزيد من 35 مليار سنتيم، تلتها عملية نوعية أخرى أشهر من بعد وفي سنة 2019، أين تم حجز، وفي نفس دائرة صالح باي 300 قنطار من المواد الأولية المخصصة لصناعة الشمة المقلدة وآلة صناعة المقلدة. وبلغت قيمة المحجوزات 30 مليار سنتيم.
عندما نعلم أن الأمن يقوم بمثل هذه العمليات بمعدل عملية على الأقل كل شهر فإن القيمة الإجمالية للمحجوزات تكون بمليارات السنتيمات، عادة.

اختصاص بلديات جنوبية

اختصت الجهة الجنوبية لولاية سطيف في التجارة بالشمة المقلدة حيث ان بلديات صالح باي، عين ولمان، الرصفة، قصر الأبطال وقلال، تعجّ بالعشرات من الورشات السرية المختصة في صناعة هذه المادة والعشرات من التجار المروّجون لها.
وكثرة تعامل تجار الجهة الجنوبية من الولاية مع تجار جنوب الوطن أدى إلى اتفاق لانجاز ورشات في هذه البلديات وتحويل هذه التجارة من جنوب الوطن إلى الجهة الجنوبية من ولاية سطيف لتصبح تجارة الشمّة المقلدة أحد ميزات الجهة الجنوبية بالولاية.
 تحويل الورشات السرّية..
أدى التضييق الأمني على تجارة الجهة الجنوبية إلى تحويل غالبية التجار مقر الورشات السرية المختصة في صناعة الشمّة المقلدة إلى مدينة سطيف من خلال استئجار مستودعات كانت مخصصة لتربية الدواجن وفي مناطق نائية، قريبة من مدينة سطيف، وتحويلها إلى مصانع بعيدا عن أعين الأمن والدرك الوطني، لكن فطنة عناصر الأمن والدرك كانت حاضرة بعد ان تم تفكيك العشرات من الورشات السرية في منطقة خلفون قرب مطار سطيف، أو في منطقة تملوكة في المخرج الشمالي لبلدية عين أرنات القريبة من مدينة سطيف.

نشاط خاص في الشقق

لجأ التجار إلى حيلة جديدة من خلال استئجار شقق في وسط المدينة وتحويلها إلى أماكن لتعبئة الأكياس بالشمّة المقلدة وتغليفها وإنتاجها بكميات خيالية وهو ما تم اكتشافه من قبل عناصر الامن بمدينة سطيف، بعد ان تم اقتحام العديد من الشقق وسط مدينة سطيف حيث تم حجز الآلاف من الأكياس وتوقيف العديد من العمال داخل هذه الشقق .

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025