من عجائب الخلق

طيور السيشل المسنّة تستعين بجليسات أطفال أصغر سنّا

 على غرار المساعدة التي تتلقّاها الأمهات حديثات العهد بالأمومة من جميع الأقارب، والتي يمكنها أيضا، إن توفرت لها الإمكانيات المادية، الحصول على «مربية» خاصة متمرّسة لتساعدها في القيام بمهام الطفل الصغير، وجدت دراسة حديثة أن طائر السيشل المسن يحصل على مساعدة طيور السيشل الشباب لتربية صغاره.
ومن دون هذه المساعدة سيكون طائر السيشل غير قادر على الحفاظ على نسله نظرا للطاقة والمجهود اللازمين لرعاية هؤلاء الصغار خصوصا توفير الغذاء لهم، إذ أفادت دراسة حديثة نشرت يوم 19 جانفي الجاري في دورية إيفوليوشن ليترز (Evolution Letters)، وقادها باحثون من جامعة إيست أنجليا (University of East Anglia /UEA) البريطانية وجامعة جرونينجن (the University of Groningen) الهولندية، أن صغار طائر السيشل يكونون أفضل حالا إذا حصل آباؤهم المسنون على مساعدة في تربيتهم.

طائر السيشل

طائر السيسشل (Seychelles warbler) هو أحد الطيور الاثني عشر النادرة التي توجد في جزر السيشيل (the Seychelles) الواقعة في المحيط الهندي والتابعة لقارة أفريقيا، وهو نوع من الطيور المغردة التي تتكاثر بشكل تعاوني، وتعيش في مجموعات عائلية صغيرة، وتتقاسم رعاية الصغار بين الوالدين والمساعدين.
وبحسب البيان الصحفي الصادر عن جامعة إيست أنجليا، فقد وجد الباحثون أن هذا التعاون يمكن أن يعوض انخفاض قدرة الآباء المسنين على توفير الرعاية الكافية لفراخهم، وهذا مما يعزز أيضا المزيد من السلوك الاجتماعي في المجموعات العائلية مع الآباء الأكبر سنا. ووفقا للباحثين فإن هذه النتائج تساعد أيضا في تفسير سبب الأداء الأفضل غالبا للأنواع الاجتماعية، مثل البشر، إذا كانت تعيش في مجموعات وتتعاون على تربية الأبناء.
وقد أجريت الدراسة باستخدام البيانات التي تم جمعها عن طائر السيشل الذي تمت دراسته في جزيرة الكازين (Cousin Island)، وهي إحدى جزر السيشل الصغيرة، على مدى الثلاثين عاما الماضية.

العديد من الفوائد

يقول البروفيسور ديفيد إس ريتشاردسون، من كلية العلوم البيولوجية بجامعة إيست أنجليا وهو المؤلف الرئيسي للورقة، «في كثير من أنواع الحيوانات، لا يعيش النسل من الآباء المسنين مثل الأبناء من الآباء الأصغر سنا».
إنّ الطبيعة التعاونية لطائر السيشل تعني أن رعاية النسل غالبا ما يتم تقاسمها بين الزوج المتكاثر المهيمن، وعدد متغير من المساعدين المرؤوسين البالغين الذين يساعدون في جوانب مختلفة من التربية، بما في ذلك توفير الغذاء للنسل.
ومن خلال توفر هؤلاء المساعدين، يتم تقليل مقدار الرعاية المطلوبة من الآباء الكبار المهيمنين، ويمكن أن يؤدي هذا المجهود الأبوي المنخفض إلى تحسين بقاء الوالدين على قيد الحياة والحفاظ على قدرتهم على الإنجاب في المستقبل.
علاوة على ذلك، فإن الرعاية الإضافية من المساعدين تقلل من وفيات الأبناء، حيث تتناقص فرص بقاء النسل الصغير تدريجيا مع تقدم عمر الطائر الأم، ولكن تقل هذه الوفيات عند وجود مساعدين.

الإناث أكثر من الذكور

يقول الدكتور مارتن هامرز من جامعة جرونينجن والمؤلف الأول للدراسة، «تؤدي فوائد اللياقة البدنية الناتجة عن التكاثر في الكبر، بشكل تعاوني، إلى التنبؤ بأن الآباء الأكبر سنا يجب أن يكونوا أكثر ميلا إلى تجنيد مساعدين لتحسين بقائهم على قيد الحياة وبقاء أبنائهم».
كما يقول باحثو الدراسة إنه من المرجح أن تكون الإناث ممن يعملون في مجال مساعدة الآباء الأكبر سنا أكثر من الذكور ممن يقومون بهذا الدور.
ثم إن احتمال مساعدة المرؤوسات من الإناث تزداد بشكل حاد مع تقدم عمر الأنثى المهيمنة. لذلك، يمكن توقع أن تنتج الإناث المهيمنة الأكبر سنا ذرية أكثر من الإناث الأصغر سنا، على الرغم من أن هذا التنبؤ النهائي لا يزال بحاجة للاختبار، وفقا للعلماء.
الصحافة الأمريكية

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024