أكّدوا أنّ التّقرير خارج عن الإطار التّاريخي

بلغيث: لا أتوقّع شيئا من الفرنسيّين

سهام بوعموشة

 عمار: ستورا نزع قبّعة المؤرّخ ووضع قبّعة السياسي

أكّد باحثون في تصريح لـ «الشعب»، أنّ الوصايا الـ 25 التي قدّمها المؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، لحكومته خارجة عن الإطار التاريخي، وأنّها صدمة للجزائريين الذين كانوا يعتقدون أن هذا المؤرخ «صديق» للجزائر.
قال المؤرخ الدكتور محمد بلغيث «لا أتوقّع شيئا من الفرنسيّين، ستورا لم يكن يوما موضوعيا، المؤرّخون الفرنسيّون المحترمون يلقّبونه بمؤرّخ بلاط، من السذاجة الإعتقاد أنه صديق الجزائر، لا يوجد شخص منحاز لجهة على حساب بلادنا مثل ستورا»، مشيرا إلى أنّ تقرير المؤرخ ستورا يضم 145 صفحة، 57 صفحة منها تتعلق بالديباجة وأقوال مولود فرعون وغيره، حيث تطرق لمجموعة نقاط ولم يتحدث عن إحتلال فرنسا للجزائر وكأنّ الفرنسيين جاؤوا لبلادنا في نزهة وذهبوا.
وأضاف بلغيث أنّ التقرير تجاهل جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الإدارة الإستعمارية في الجزائر، وهي معروفة عند الفرنسيين مثل مجازر العوفية، البليدة، أولاد رياح، بني صبيح والفراشيح، دون نسيان آلاف المعتقلات التي أنشأتها خلال الثورة التحريرية، حيث لا توجد أي إشارة لها في هذا التقرير.
وانتقد ما جاء في التقرير حول اقتراح ستورا الإلتقاء يوم 25 سبتمبر من كل سنة، وهذا التاريخ يمثل اليوم الوطني للحركى، مؤكدا أن التقرير من الورقة الأولى إلى الأخيرة هو شتيمة للجزائر.
من جهته، يرى الباحث والأكاديمي بجامعة الجزائر 03، عمار عبد الرحمان، أنّ الوصايا الـ 25 للمؤرخ الفرنسي ذي الأصول اليهودية ستورا خارجة عن الإطار التاريخي، ودخلت فيما اصطلح على تسميته بالإطار السياسوي، أي أن ستورا تحوّل من مؤرخ إلى أداة سياسية في باريس قائلا: «ستورا نزع قبّعة المؤرخ ووضع محلها قبّعة السياسي».
وأضاف: «أقول هذا الكلام بصفتي أكاديمي، لأنه في اعتقادي ستورا الذي كان لي شرف لقائه، لأنّه مؤرّخ كبير ولا ننكر هذا عليه، أجريت له حوارا في 2004 بمدينة تيميمون بأدرار، وأعتقد أن هناك نوع من الاختلاف في الفكر عن ستورا الذي عرفته كمؤرخ، وبنجامين الذي استغل أو استعمل كأداة سياسية في يد الإيليزي».
وقال عبد الرحمان إنه كان يتمنى لو أنّ ستورا تنازل شيئا عن نيته ولم يسميها بالوصايا لأن طلب الوصايا تكون بالمفهوم الإيجابي والإصلاحي، لكن وصاياه شكلت صدمة كبيرة، قائلا «لا ننتظر الشفاعة من فرنسا، ولكن كأكاديميّين ننتظر الاعتذار ممّا اقترفته في حق الشعب الجزائري من تقتيل وهمجية يشهد لها الفرنسيّون أنفسهم».
وأبرز أنّ الوصايا الـ 25 اختزلت في جملة بسيطة جدا هي «لن نلتزم بالاعتذار، ولكن سنقوم بتقديم بعض التنازلات»، مضيفا:
«إنّه كلام فارغ ولا يمت بأدنى صلة بمؤرخ بحجم ستورا المعروف باعتداله في الكتابات التاريخية، وكان معتدلا في الطرح في كثير من الأحيان والبعض ذهب إلى تلقيبه بمؤرّخ صديق الجزائر».
وبحسب عبد الرحمان فإن الفرنسيين يعتقدون أن الاعتذار ضربة قاضية بالنسبة للرئيس الفرنسي، حتى أنه سبق لماكرون أن تلاعب  بورقة الاعتذار في حملته الانتخابية، محاولا ملامسة عواطف الجزائريين بالمهجر من ذوي الجنسية المزدوجة، طمعا في نيل أصواتهم، قائلا: «وهذا ما حصل بالفعل وبعد ان أوصلوه الى الإيليزي، تراجع الآن تماما عن ذلك وصار يتكلم عن بعض التنازلات».
في المقابل تأسّف الأكاديمي لموقف بعض من وصفهم اشباه السياسيين بالجزائر، الذين لوّحوا بالقول إنه لا داعي للإعتذار لأن   الجزائر نالت استقلالها، قائلا إنّنا نريد اعتذارا رسميا مثلما فعلت المانيا ودولا أخرى وحتى فرنسا اتجاه بعض الاقليات التي كانت قد أحدثت فيها بعض المآسي التاريخية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024