أعربت مختلف الفعاليات الاجتماعية، بتيبازة، عن ارتياحها العميق للرفع الكلي عن الحجر المنزلي على الولاية من طرف السلطات العمومية، وهي الخطوة التي طال انتظارها ويعقد عليها المواطن آمالا كبيرة في التحرّر من الضغط الممارس عليه على مدار العشرة أشهر المنصرمة.
أشار عديد المواطنين الذين صادفناهم بكل من حجوط وتيبازة والقليعة وبوسماعيل وفوكة، الى انّ القرار المتعلق برفع الحجر المنزلي كان منتظرا منذ فترة طويلة حين استقر عدد الاصابات بالولاية في حدوده الدنيا، معربين عن أملهم في ان تمكن هذه الخطوة من العودة السريعة للحياة الطبيعية للأفراد ودعم القدرة الشرائية التي تراجعت كثيرا خلال الفترة الأخيرة بفعل تراجع فرص العمل وارتفاع الأسعار لأسباب مختلفة.
على صعيد آخر، استرجعت الساحة العمومية لمدينة حجوط حيويتها المعهودة، منذ سنوات طوال، خلال الفترات الليلية من خلال إقدام هواة الكرة الحديدية على المشاركة في منافسات في المجال الى غاية ساعة متأخرة من الليل، وهي الهواية التي التزم بها محبو هذا النمط من المنافسة الترفيهية، منذ عدّة سنوات خلت لتتوقف مؤقتا خلال فترة الحجر المنزلي.
أضحت هذه اللعبة الشعبية تستهوي العديد من سكان المدينة الذين استبشروا خيرا بقرار رفع الحجر المنزلي، واستغلّ التجار هذه المنافسات وغيرها من المبادرات الهاوية لمواصلة النشاط الرسمي خلال الفترات الليلية لاسيما حينما يتعلق الأمر بتجارة المساحات الكبرى والمواد الغذائية.
الأمر لا يختلف كثيرا عما سبق بكل من القليعة وبوسماعيل وفوكة، أين يشهد وسط المدينة توافدا غير مسبوق لمختلف الفئات الاجتماعية للتعبير عن ارتياحها بقرب زوال وباء كورونا محليا على الأقل، بحيث يغلب الحديث عند كلّ لقاء بين الأفراد عن آخر أخبار التلقيح وقرب زوال الوباء مع التكهن بتفاصيل المرحلة القادمة.
غير أنّ الذي اشتكى منه الجميع يكمن في محدودية مرافق الترفيه والتسلية التي يمكن الالتحاق بها ليلا وتبقى تلك التي تمّ فتحها جزئيا ووفق شروط صحية صارمة تفتقد للجاهزية التامة لاستقبال مختلف الفئات في ظروف مريحة، بحيث تبقى المقاهي مثلا مبتورة من خدمة استعمال الطاولات التي تغذي نكهة الحديث والمناقشة.
الحذر مطلوب
ثمّن رئيس الجمعية الولائية للمستهلك حمزة بلعباس، قرار اللجنة العلمية الخاصة بمتابعة وباء كورونا إدراج تيبازة، ضمن قائمة الولايات المعنية بالرفع الكلي للحجر المنزلي، مشيرا الى أنّ الاستقرار، الذي ميز طبيعة وعدد الاصابات بالولاية على مدار فترة طويلة خلت، أرغم العديد من المواطنين على خرق الحجر المفروض ليلا بالمنطقة للتحرّر من الضغوط النفسية المسلّطة عليهم.
إلا أنّ ما يمكن التنويه به هنا يكمن في ارتقاء المواطن عموما في نظرته الايجابية تجاه الوباء من خلال التزام التباعد وارتداء القناع الواقي في حالات الضرورة، ومن ثمّ فقد جاء قرار رفع الحجر للاستجابة الميدانية لرغبة المواطن الذي استبشر خيرا واعتبر القرار خطوة هامة ومفصلية في زوال الوباء خاصة وأنّ القسط الأكبر من المواطنين تشبعوا بثقافة الاحتياط والحذر من الوباء عن طريق الالتزام بالبروتوكول الصحي الذي تمّ اعتماده عبر مختلف المؤسسات والإدارات العمومية.
في ذات السياق، قال حمزة بلعباس إنّه بقدر ما كان الارتياح كبيرا بقدر ما يبقى الحذر قائما، بحيث لوحظ انتشار واسع للمواطنين عبر المدن الكبرى، خلال الفترات الليلية، غير أنّ الالتزام بالتدابير الصحية لا يزال قائما، ويعتبر أهم خطوة لابد من تخطيها في الوقت الراهن على الأقل خاصة بعد إبداء فعاليات اجتماعية عديدة مؤخرا عن تذمرها وعدم رضاها بتحديد الساعة الثامنة ليلا كموعد لبداية الحجر المنزلي.
أردف حمزة بلعباس، أنّ العديد من المواطنين فقدوا أرزاقهم وتحولت حياتهم الى جحيم بعد تدني قدرتهم الشرائية بفعل تداعيات وباء كورونا، وأعرب محدثنا عن أمله في ان تساهم الخطوات المرتقبة مستقبلا في استرجاع جميع المتضررين لمكانتهم وتجاوزهم للمحنة والظروف الاجتماعية القاهرة.
فتح تدريجي للفضاءات
أكّد رئيس ديوان السياحة لبلدية أغبال محمد قوميدي، أنّ رفع الحجر المنزلي عن ولاية تيبازة لم يقدّم الاضافة المرجوة للساكنة بالنظر الى بقاء مختلف الفضاءات المستقبلة للجمهور مغلقة وغير عملية، مطالبا بضرورة الفتح التدريجي لتلك الفضاءات والسماح بمزاولة النشاطات الجماعية التي بوسعها بعث الحيوية لدى الساكنة.
قال محمد فوميدي، إنّ رفع الحجر يعتبر خطوة هامة في مجال التحرر من الضعوط التي مورست على الساكنة، خلال فترة كورونا، إلا أنّها تبقى غير كافية ومبتورة من أجواء مباشرة النشاطات العامة، مشيرا الى أنّ الناحية الغربية للولاية ليست كشقها الشرقي الذي يشهد حيوية كبيرة، ويقتضي بعث هذه الحيوية تمكين المرافق المعنية باستقبال الجمهور كالمقاهي والمطاعم الشعبية من أداء وظيفتها بالشكل الذي يعيد للأذهان أوجه الحياة العادية، بعيدا عن كل الاكراهات.
أكّد محمد قوميدي أيضا على أنّ مصالح النقل مثلا تبقى غير مؤهلة وفقا للقانون الساري المفعول من اصدار رخص للتنقل خارج الولاية لفائدة تلاميذ المؤسسات التربوية الذين استفادوا من العطلة الشتوية، هذا الأسبوع، ومن ثمّ فقد إعتبر محدثنا رفع الحجر المنزلي مجرّد خطوة هامة ولا تزال الخطوات الأخرى الأكثر تفاعلية مع رغبات المواطن قيد التدقيق والدراسة لدى اللجنة العلمية المختصة بمتابعة تطورات وباء كورونا، ويبقى الاحتياط والحذر من انتشار الوباء، مع ذلك الشغل الشاغل لكل مواطن.