نظمتها (جمعية المنبر الثقافي) بقاعة المحاضرات لـ«الشعب»:

ندوة تاريخية حول مهندسي الثورة التحريرية

ف/كلواز

نظمت (جمعية المنبر الثقافي)، ندوة تحت عنوان: (مجموعة الـ٢٢ ودورها في تفجير الثورة)، والتي نشطها المجاهد وعضو المجلس الوطني للمجاهدين، بوعلام شريفي، الذي قدم مداخلة أعادت الحضور إلى حيثيات وأسباب الكفاح، احتفاء بخمسينية الاستقلال والذكرى الـ٥٨ لاندلاع الثورة التحريرية.

أكد رئيس جمعية (المنبر الثقافي)، سعيد مبرك، في الندوة التي جرت بقاعة المحاضرات ليومية «الشعب»، أن اللقاء كان من أجل ذاكرة الثورة والشهداء الذين دفعوا الثمن غاليا من أجل الاستقلال ووقعوا على بياض بإخلاص وحبّ ليكون الانتصار رهيبا ومخيفا زعزع العالم بأسره.
وجاءت كلمة علي أحمد الجوفي، القائم بالأعمال بالنيابة لدى السفارة اليمنية، في نفس إطار احتفائية الاحتفال بذكرى الخمسينية وذكرى الثورة التحريرية التي وصفها بغير العادية أعطت الدرس القوي للعالم بأسره، كما أثنى على سياسة الجزائر التي تميزها وسط البلدان العربية والعالم بعدم تدخلها في الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى.
وذكّر بجهود الجزائر في مكافحة الإرهاب الذي حاول ضرب أساسها القويّ والمتين، ولكن شعبا أعطى مليون ونصف من الشهداء لا يبخل على أرضه مليون أخرى من أجل الاستقرار والأمن، بل قال إن سياسة الجزائر في مكافحة الإرهاب أصبحت قدوة يحتظى بها.
أما عن دولة اليمن، فقال السفير القائم بالأعمال بالنيابة،  علي أحمد الجوفي، أنها تضع خطى كبيرة في مشوارها السياسي، وأن باب الحوار ما يزال مفتوحا، وأن اليمن قد تجاوزت المرحلة الأولى من مسيرتها وانتقلت الآن إلى المرحلة الثانية لإعداد صياغة للحوار الوطني.
مدير تحرير جريدة «الشعب»، فنيدس بن بلة، الذي تكلم بالنيابة عن السيدة المديرة العامة للجريدة أمينة دباش، عبّر خلالها عن تشرّف «الشعب» باستضافة جمعية ثقافية تعمل من أجل إنارة ذاكرة جيل الاستقلال الذي جنى ثمار الثورة التحريرية ولولاها لما كان اليوم ينعم بالاستقلال والحرية.
وقال إن الجريدة سعيدة بمشاركتها الجمعية بعيد الثورة وخمسينية الاستقلال الذي يتزامن مع تحضير طاقمها الإعلامي لاحتفائية ٥٠ سنة على تأسيس عميدة الصحافة الجزائرية «الشعب» في ١١ ديسمبر القادم.
حاول المجاهد وعضو مجلس المجاهدين بوعلام شريفي في الندوة، توضيح المفاهيم الخاطئة والخلط الذي يتعمده في الفترة الأخيرة جنرالات وسفاحو الجيش الفرنسي الذين لم يهضموا بعد استقلال الجزائر وتحررها.
وانتقد شريفي وصف الثورة التي كانت في الجزائر بالحرب، رغم أن ما اندلع في الجزائر ثورة حقيقية تعبّر عن رفض تام للواقع الاستعماري. أما الحرب فهي وسيلة من وسائل الثورة في شقها المسلح، تنتهي بتحقيق الأهداف.
وعن عدد المجموعة، إن كان ٢٢ أو ٢١، أكد المحاضر أن بوضياف حسم هذا بالقول، أن صاحب المنزل الذي أقيم فيه الاجتماع، وأنه كان الساهر على أمن المجتمعين، كما أنه بحكم المهام المنوطة به، لم يتمكن من حضور الاجتماع كاملا، إلا أنه كان من المنتخبين في المجموعة، أكد هذا الراحل بوضياف في الرسالة التي تضمنها كتاب عيسى كشيدة (مهندسو الثورة)، في أنه كان عضوا مع الآخرين وأنه انتخب معهم، ثم شرح حقيقة أن مجموعة الـ٢٢ هو رفض للتحزب وسياسة الاجتماعات لم تؤت ثمارها.
وذكر المجاهد أحداث الثورة ودور المجموعة في هيكلة وتنظيم الثورة إلى أن وصل إلى مقولة يقولها الكثيرين، هي أن ديغول قدّم الاستقلال للجزائريين، ليقول أن السقوط المستمر للحكومات الفرنسية أمام الثورة، جعل السلطة الاستعمارية تستنجد بالجنرال ديغول من أجل قطع دابر الثورة، على اعتبار أنه بطل الثورة الفرنسية التي طردت المحتل الألماني، كما يعتبره الكثير منهم، عسكريا وسياسيا محنّكا.
ولكن ديغول عند زيارته للجزائر، وفشل كل الخططات التي استعملها ضد الجزائريين، تأكد أن انتصار الجزائريين في الثورة أمر محسوم، لذلك فضل ـ بحنكة العسكري المُلم ـ أن يتنقل للتفاوض مع الجزائر. وذكر أن فترة ديغول كانت الأكثر دموية، وأنه من وضع خط «موريس» و«شال». ولعل شعار الجزائريين في مظاهرات (١١ ديسمبر) (الجزائر مسلمة)، كانت الجواب الكافي والمقنع لترك الجزائريين يصنعون مصيرهم.
وأنهى المجاهد مداخلته بالاجابة على بعض الأسئلة وجهها له الحضور لينعش الذاكرة ويوضّح اللبس في الأخطاء التي تطال التاريخ للثورة الجزائرية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024