أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أمس الأربعاء، بالأغواط، أن إحياء ذكرى «محرقة الأغواط» التي اقترفتها قوات الجيش الفرنسي يوم 4 ديسمبر 1852، سانحة «لاستحضار المعاني في سيرة ماضينا المجيد» ولكشف «جرائم المستعمر التي لا تسقط بالتقادم».
في كلمة قرأها نيابة عنه مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، عبد الستار حسين، خلال ندوة بعنوان «معركة الأغواط 4 ديسمبر 1852 جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم’’، أوضح ربيقة أن الرابع من شهر ديسمبر 1852 سانحة تتجدد لاستحضار المعاني التي يمثلها هذا اليوم في سيرة ماضينا المجيد ومسيرة شعبنا التليد، لترسخ من خلاله المعاني العميقة التي يحملها هذا اليوم في أفئدتنا وضمائرنا، بما يعطي معنى لوجودنا ولأعمالنا في كنف الوفاء للمبادئ والقيم التي سار عليها الأولون’’.
وأضاف، أن ‘’ذكرى محرقة الأغواط ومقاومتها الكبرى، تعود لتجمعنا بعهد الأجيال المحافظة على ذاكرتها’’، مؤكدا أنه ‘’ليس هناك عهد ولا ميثاق أرسخ في الوجدان وأقوى على الوجود والتجدد عبر الزمن، من ميثاق كتب بمداد من دم الشهداء الأبرار، الدماء الزاكيات الطاهرات’’.
وتابع: «لا يسعنا إلا أن نقف وقفة إكبار وإجلال وشموخ، ونتذكر تضحيات أجيال من أسلافنا نذروا أنفسهم عبر نضال مرير، وكفاح شاق من أجل الوطن وفي سبيله وحطموا كبرياء الاستعمار، مدركين بوعيهم المتوقد وحسهم المدني أن التضحية والصمود والشهادة هي الثمن لنعيش أحرارا وأسيادا على أرضنا’’.
وأردف بالقول: ‘’محرقة عام الخلية من الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، وبقيت جرحا غائرا في ذاكرة الجزائريين وجريمة من الجرائم الاستعمارية التي لا تسقط بالتقادم، فقد تفنّـن المستعمر في البطش بأبناء المدينة وإبادة ثلثيهم في همجية بلغت مداها آنذاك’’، لافتا إلى أن ‘’مقاومة الشعب الجزائري في ربوع الأغواط وما جاورها مدعاة حقيقية للفخر’’.
من جهته، أكد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نورالدين بن براهم، على أهمية استحضار اللحظات الخالدة من تاريخ النضال الوطني، وإبراز ذكرى الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن، وعظمة النساء والرجال الذين تصدوا للمستعمر منذ الوهلة الأولى التي وطئت فيها أقدامه أرضنا الطاهرة.
وأشار بن براهم إلى محاولات الفكر النيوكولونيالي العالمي الذي يسعى للتهرب من الحقائق التاريخية وطمس الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.
بدوره تحدث الباحث في التاريخ محمد دومير، عن المسار الجهادي لأحد أهم الشخصيات في تاريخ مقاومة الأغواط، الثائر بن ناصر بن شهرة، داعيا إلى ضرورة استخدام الوسائل التكنولوجية لمعرفة المواد التي استخدمت في يوم 4 ديسمبر 1852 في الإبادة الجماعية والتصفية الجسدية للجزائريين العزل.
من جهتها، تطرقت الناشطة القانونية فاطمة الزهراء بن براهم، لمسألة «التأصيل اللغوي’’ لمعركة الأغواط، مؤكدة أن ‘’الأصل أن تكون مقاومة الأغواط، لأن المعركة تكون بين جيشين، أما ما حدث في الأغواط فكان بين جيش مدجج بالسلاح وشعب أعزل’’.