أبرز مدير المدرسة العليا للعلوم السياسية، البروفيسور زكرياء وهبي، أهمية زيارة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، السيد سيريل رامافوزا، إلى الجزائر، واصفًا إياها بأنها فرصة لفتح آفاق واعدة في العلاقات الثنائية على المستويات السياسية، الدبلوماسية، والاقتصادية.
أشار البروفيسور وهبي، خلال استضافته في برنامج «ضيف الصباح» على أثير القناة الإذاعية الأولى، إلى أن العلاقات الجزائرية - الجنوب إفريقية تتجاوز الإطار القاري. إذ تقوم على أسس متينة تشمل النضال المشترك في الدفاع عن حقوق الإنسان ودعم القضايا العادلة عالميا، مثل القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية. وأوضح أن هذه العلاقات تمتد إلى أبعاد تاريخية، سياسية واقتصادية، ما يجعلها نموذجا للتعاون الدولي.
الانسجام السياسي
أكد وهبي أن الجزائر كانت لها مساهمة بارزة في دعم جنوب إفريقيا خلال نضالها ضد نظام الفصل العنصري، مضيفا أن هناك انسجاما في مواقف البلدين السياسية على الساحة الدولية. ويبرز هذا التوافق في دعم القضايا العادلة، لا سيما القضية الفلسطينية والدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وفقا للوائح الأمم المتحدة. ثمّن وهبي التوافق بين الجزائر وجنوب إفريقيا في التصدي للتهديدات التي تواجه القارة الإفريقية، مشيرا إلى وقوفهما سدا منيعا أمام محاولات زعزعة استقرار المنطقة من خلال تحالفات مثل تلك القائمة بين نظام المخزن والكيان الصهيوني. ولفت إلى أن جنوب إفريقيا، انطلاقا من إدراكها خطورة وجود الكيان الصهيوني في المنطقة، تعمل على دعم الجهود الدولية لحل قضية الصحراء الغربية بما يضمن احترام الشرعية الدولية.
على الصعيد الاقتصادي، دعا وهبي إلى استغلال الثقة السياسية والدبلوماسية بين البلدين لتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي. وأشار إلى الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها جنوب إفريقيا، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا، التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي. كما شدد على أهمية تعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين عبر مشاريع ميدانية، مستشهدا بدور منتدى رجال الأعمال الجزائري -الجنوب إفريقي ومجموعة الصداقة البرلمانية في فتح آفاق تعاون اقتصادي مستدام.
دعم إفريقيا في مجلس الأمن
وفي سياق المواقف الدولية المشتركة، أشار وهبي إلى دعم جنوب إفريقيا لمبادرة منح القارة الإفريقية مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي. وأكد أن وجود الجزائر كعضو غير دائم في المجلس ساهم في طرح قضايا ذات أهمية لإفريقيا تم قبولها وأخذها بعين الاعتبار، ما يعزز من مكانة البلدين كفاعلين رئيسيين على الساحة الدولية.
واختتم البروفيسور زكرياء وهبي حديثه بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين الجزائر وجنوب إفريقيا، مشددا على ضرورة تحويل الاتفاقيات الثنائية إلى مشاريع عملية تُسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية وتدعم المواقف السياسية المشتركة، بما يخدم استقرار إفريقيا ونموها المستدام.