أعطيت مؤخّرا إشارة الانطلاق الرسمية لإنجاز مصنع لإنتاج المواد الأولية للباراسيتامول والأسبرين بولاية باتنة، تابع لمجمع صيدال العمومي، في إطار الشراكة الأجنبية، بالتعاون مع بالتعاون دولة إيران، وذلك على مستوى المنطقة الصناعية بمدينة باتنة، لتتحوّل بذلك الولاية إلى قطب طبي وصيدلاني وطني بإمتياز، تجسيدا لالتزامات الدولة بالتوجه بقوة نحو تفعيل الإنتاج المحلي وخلق بدائل ثروة جديدة.
المصنع حسب بطاقته التقنية والشروحات التي قدّمها مجمع صيدال، سيكون إنجازا صناعيا كبيرا، حيث تقدّر تكلفة إنجازه بـأكثر من 67.5 مليار سنتيم، وبطاقة إنتاج سنوية تصل إلى أكثر من 2000 طن، يتربّع على مساحة تفوق 11 ألف متر مربع، مع إمكانية توسعته مستقبلا، على أن تبلغ مدة الإنجاز 18 شهرًا مع نقل التكنولوجيا، ومن المتوقّع أن يدخل حيز الخدمة خلال النصف الثاني من عام 2024.
وقد أعطت السّلطات الولائية تعليمات صارمة للمجمع صيدال بضرورة الإسراع في إنجازه تلبية للاحتياجات الوطنية في هذا النوع من الأدوية، وذلك بالعمل دون توقف عبر نظام المناوبة المُستمرة، تطبيقا لتعليمات السلطات العمومية العليا ورغبتها في إعادة مجمّع صيدال إلى مكانته الريادية إفريقيا.
وأشار المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية، محمد بن مالك، إلى تحوّل باتنة إلى قطب وطني رائد في الصناعة الصيدلانية، حيث أكّد على ضرورة مرافقة مجمع صيدال في إنجاز هذا المصنع من خلال رفع كل العراقيل التي واجهها، مؤكّدا في ذات السياق على ضرورة التوافد الميداني الدائم لمكتب الدراسات ومقاولات الإنجاز للإسراع في وضع أساسيات المصنع، مُسديًا تعليمات للهيئة التنفيذية برفع كل التحفظات ومرافقة المُجمع في عمليات الإنجاز.
والجدير بالذكر، أنّ قطاع الصناعة بولاية باتنة شهد في السنتين الأخيرتين تطوّرات متسارعة وحركية تنموية غير مسبوقة، عكسها حجم الاستثمار العمومي والأجنبي خاصة في مجال الصناعات الصيدلانية، حيث تحولت باتنة إلى قطب استثماري وطني في هذا المجال، عقب وضع حجر الأساس لبناء 3 مصانع كبرى لإنتاج المواد الأولية، بينها مصنع صناعة البراسيتامول.
وسيتم أيضا توطين مصنعين آخرين للصناعات الصيدلانية، يهدف أحدهما إلى إنتاج مواد أولية لأمراض القلب والأوعية الدموية ومضادات مرض السكري ومضادات الإلتهابات، ستبلغ قدرته الإنتاجية 4 أطنان سنويًا، سيتم تشييده على مساحة 10000 متر مربع، وذلك بتكلفة استثمار إجمالي يقدر بــ 1.224 مليار دينار جزائري.
في حين يهدف المصنع الآخر إلى إنتاج بلورات الأنسولين، وهو ما يعد إنجازًا هامًا كونه الأول من نوعه على مستوى إفريقيا، تصل قدرته الإنتاجية السنوية الى 1500 كيلوغرام، حيث ستتمكّن هذه الوحدة من تلبية احتياجات السوق الوطنية وتحقيق فائض مُخصص للتصدير، حيث يُقدر الإستثمار في هذا المشروع بـ 1.7 مليار دينار جزائري، يمتد على مساحة 5000 متر مربع، وسيوفّر أكثر من 200 فرصة عمل، حيث تشمل عملية الإنجاز المُقررة على مدار 36 شهرًا.
وستساهم هذه المشاريع النوعية في تقدّم الجزائر بشكل كبير في مجال الصناعة الصيدلانية، وتقليل الواردات، وتعزيز سيادتها الصحية، إذ أكّد والي باتنة أن هذه المواقع الإنتاجية تُعتبر مفخرة للولاية، داعيا إلى الإسراع في إنجاز هذه المشاريع.