حيداوي: لا بديل عن تأهيل الشباب للانخراط في المشاريع الكبرى ^ طافر: تعزيز الشراكات الدولية لفتح مناصب شغل جديدة
احتضنت ولاية تندوف، يوم أمس، فعاليات الملتقى الوطني الموسوم بـ «غارا جبيلات.. محطة لتعزيز قدرات الشباب في التكوين والبحث العلمي»، بمشاركة أزيد من 150 شاب وشابة قدموا من مختلف مناطق الوطن للمشاركة في هذا الحدث الاقتصادي والعلمي الهام.
أجمع المشاركون في الملتقى، على أهميته الاقتصادية والعلمية، نظراً للمحاور التي تناولها هذا الملتقى والأهداف المتوخاة منه، إلى جانب حجم وطبيعة المشاركين في هذا الحدث الذي تحتضنه الولاية، لأول مرة.
وعرف الملتقى، حضور وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي، وكاتبة الدولة لدى وزير الطاقة مكلفة بالمناجم طافر كريمة، إلى جانب أساتذة وخبراء من داخل الولاية وخارجها.
وقد شهد اليوم الأول من هذا الحدث الاقتصادي والعلمي، تنظيم ورشات عمل متخصّصة لفائدة الشباب المشاركين، تطرّقت في مجملها إلى مسألة تثمين الثروات المنجمية، إلى جانب ورشة مخصّصة لقانون النشاطات المنجمية وأخرى للنشاطات المنجمية والتنمية الاقتصادية والبحث العلمي والتوطين التكنولوجي.
في هذا الإطار، أوضح نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب أنيس عيلول، أن هذا الحدث الاقتصادي والعلمي يأتي في إطار تجسيد الاستراتيجية السنوية للمجلس لموسم 2024/ 2025، ويهدف الى تعزيز المهارات واكتشاف مختلف الفرص المتاحة في مشروع غار جبيلات للحديد.
وقال المتحدث، إن الملتقى الوطني تطرّق إلى مسألة تعزيز الجهود التي قامت بها مختلف مؤسسات الدولة، تماشياً مع الاستراتيجية والإرادة السياسية للسيد رئيس الجمهورية، من خلال بعث النشاط المنجمي في الجزائر وعلى رأسه مشروع غار جبيلات.
وتابع المتحدّث قائلاً، إن مشروع غار جبيلات كان تحديا استمر لعقود من الزمن، غير أن الإرادة القوية للسيد رئيس الجمهورية مكّنت من تجسيد هذا الحلم وإيقاظ عملاق الحديد، مجدداً التأكيد على سعي المجلس الأعلى للشباب إلى فتح أبواب المعاهد ومراكز التكوين المهني والجامعات، من أجل إدراج تخصّصات تتماشى والمشروع. مشيراً إلى أن خريجي معاهد التكوين المهني والجامعات قد يشكّلون حوالي 52% من إجمالي اليد العاملة في المشروع.
تندوف تعرف تحولات كبيرة
من جانبه، نوّه والي تندوف دحو مصطفى، بالتغيير الحاصل في الولاية منذ الزيارة التاريخية الأولى التي خصّها بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أواخر نوفمبر من العام الماضي، والتي أصبحت على إثرها ورشةً مفتوحة على كل القطاعات، ومحطة لكل المجالات التي تؤدي إلى ترقية المناطق الحدودية في إطار جاذبية الإقليم. وكذلك، في إطار الدور المحوري الذي تلعبه الولايات الحدودية في ربط العلاقات مع دول الجوار، خاصة مع موريتانيا ودول غرب إفريقيا الأخرى. وتابع دحو قائلاً، إن ولاية تندوف باتت تشهد تحوّلات كبيرة، نظراً للاهتمام البالغ الذي حظيت به من طرف رئيس الجمهورية، داعياً الشباب إلى أخذ زمام المبادرة والمساهمة في هذا التحوّل، وأن يهيئ نفسه من أجل الانخراط في هذه الحركية التي تأتي بالتوازي مع إطلاق مشروع الخط المنجمي الغربي، منجم غار جبيلات، طريق تندوف- الزويرات والمنطقة الحرة للتبادل.
وأكّد الوالي، أن تندوف ستشهد تحوّلات اقتصادية وصناعية كبيرة، ستمتد تأثيراتها للمستويين الوطني والدولي، معرباً عن أمله في أن يعزّز هذا الملتقى من قدرات الشباب في إنشاء المؤسسات الناشئة والمؤسسات المبتكرة والمؤسسات العائلية التي تمكّنه من الانخراط في هذه الحركية الاقتصادية التي أقرّها رئيس الجمهورية. واختتم والي تندوف قائلاً، إن أشغال الملتقى الوطني قد خرجت بمجموعة من التوصيات والقرارات الهامة، التي ستكون لها إضافة لا يُستهان بها في مجال البحث والتكوين المهني. وستمكّن قطاع التكوين المهني والجامعة بتندوف، من الانخراط في الحركية الاقتصادية التي أقرها السيد رئيس الجمهورية. وبالمناسبة، أكد وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي، على ضرورة الاستعداد لإنشاء منظومة وطنية لتأهيل الشباب للانخراط في المشاريع الكبرى التي أطلقتها الدولة.
وقال: ‘’نقف اليوم على أبعاد هذا المشروع المهيكل، والتي ستنعكس، لا محالة، على التنمية المحلية والشباب، باستحداث مناصب شغل جديدة. وهذا يقتضي منا إبراز القدرات والمهارات والمعارف التي يجب توافرها في هذه الشريحة من المجتمع حتى تتكيف مع هذه المشاريع التي تشهدها المنطقة’’.
من جهتها، عبرت كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة، المكلفة بالمناجم، كريمة طافر، عن أملها في أن يحقق هذا الملتقى الوطني، المنظم من طرف المجلس الأعلى للشباب، بالتنسيق مع وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة، أهدافه في المساهمة في ترقية الشباب وتعزيز مهاراتهم.
وأشارت إلى أن ‘’غار جبيلات مشروع وطني استراتيجي، من شأنه إعطاء دفع قوي للاقتصاد الوطني وتعزيز الشراكات الدولية لفتح مناصب شغل، لاسيما لفائدة الشباب بتندوف والولايات المجاورة’’. كما سيساهم هذا المشروع -وفق نفس المسؤولة- في تقليص فاتورة الاستيراد وتشجيع الصناعة المحلية.