في ندوة احتضنها مقرّ المجلس الإسلامي الأعلى.. زيد الخير:

لا بديـل عن ترشيد النفقات وتفـــادي التبذيــر في رمضان

سعاد بوعبوش

 زبــدي: تكاليــف الأسعار في رمضان تزيد عـن 50% عن الأيـام العادية

 دعا متدخّلون في ندوة حول “ترشيد الاستهلاك بين الشريعة والصحة والمجتمع المدني”، مساء أول أمس، المنظمة من طرف المؤسسة الجزائرية لصناعة الغدّ بمقر المجلي الإسلامي الأعلى، المواطن الجزائري إلى ضرورة ترشيد النفقات في إطار رؤية استشرافية للحفاظ على الاقتصاد الفردي والوطني، وكذا الحفاظ على الجانب الصحي، وذلك من خلال الوقاية عبر جملة من تقديم الاقتراحات العملية.

 أكّد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور مبروك زيد الخير في كلمته الافتتاحية، ضرورة ترشيد المصاريف والنفقات وتفادي التبذير خلال الشهر الفضيل، وذلك لما له من ضرر وخطر قد يتسبّب في ضياع الأرزاق، مشيرا إلى أنّ الدين حثّ على ترك التبذير والترف وأكل المال الباطل، في حين أنّ الممارسات المعيشية على طرفي نقيض.
بدوره دعا عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية العربي شايشي، إلى الاعتدال في الاستهلاك منوّها إلى أنّ الدين الاسلامي حرّم كل ما فيه إهدار للمال وهذّب النفس بالاستهلاك العقلاني ومقاطعة المنتوجات الغالية، محذّرا في ذات السياق من الاستهلاك المفرط وعواقبه على الفرد والمجتمع.
وأشار شايشي، إلى أنّ الإسلام حرّم كل ما من شأنه يضرّ بقوت المسلم من مضاربة واحتكار وتجارة غير شرعية، ما قد يتسبّب في الندرة من خلال كثرة الطلب، كما حرّم الإسلام الغشّ واستغلال البائع للشاري، ورفع الأسعار، داعيا التجار إلى العمل على الربح المعقول، كما قدّم اقتراحات من شأنها التقليل من الاستهلاك غير العقلاني في الشهر الفضيل على غرار غرس وتطوير ثقافة الاستهلاك، التوعية الصحية، تقوية الوازع الديني، التبليغ عن الغشّ والمبيعات غير الصحية مع ضرورة تسقيف الأسعار لمنع المضاربة.
وبخصوص الجانب الصحي حثّ البروفيسور فتحي بن آشنهو على ضرورة تحلي المواطن بتربية وثقافة صحية، من أجل تفادي الوقوع في مخالب فرط الاستهلاك وضرورة ترشيده من زاوية اليقظة الصحية، مؤكّدا أنّ الوقاية هي أولى الأولويات، والتي تكون من خلال تغيير نمط المعيشة وسلوكيات الانسان واتباع الترشيد الاستهلاكي على كل الأصعدة ومن كل الجوانب، خاصة الجانب الصحي الذي بات يهدّد الفرد في حياته بصفة خاصة، مشيرا إلى أنّ أغلب الأمراض تأتي من الأكل غير الصحي.
من جهته تحدّث رئيس الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلك مصطفى زبدي، عن اليقظة الاستهلاكية وضرورة الالتفاف حولها وإعطائها الأولوية لضبط وترشيد الاستهلاك في رمضان في ظل التحولات الحالية، مؤكّدا أنّ التبذير ليس مرتبط بزيادة الاستهلاك وإنما هو سلوك منفصل، خاصة وأنّ تكاليف الأسعار في رمضان تزيد عن 50% عن الأيام العادية، مطالبا السلطات بتحرير الأسعار حتّى يذهب الفارق لجيب المواطن على حدّ قوله.
وأشار زبدي إلى تزايد تحديات الأمن الغذائي العالمي، ما يفرض تشجيع سلوكيات استهلاكية مستدامة مثل تقليل هدرالطعام والتخطيط الذكي للوجبات، إعداد قائمة مسبقة للمشتريات تساعد على الحدّ من الشراء المفرط للمنتجات الغذائية، مع إمكانية تطوير حملات رقمية تفاعلية تعتمد على البيانات لتوعية المستهلكين بطرق أكثر استدامة على حدّ قوله.
واقترح المتحدّث أنماط جديدة للتكافل الاجتماعي على غرار مستقبل التكافل في رمضان، الذي قد يشهد تحوّلا نحو حلول رقمية مثل منصات الذكاء الاصطناعي لتوزيع الزكاة والصدقات والمؤونة الغذائية بكفاءة أكبر، ما يضمن وصول المساعدات للفئات المحتاجة في الوقت الفعلي ويساهم في الحدّ من الهدر الغذائي، ناهيك عن تعزيز مفهوم “الوقف الذكي”، حيث يتم دعم مشاريع غذائية دائمة تكون موجهة لعديمي الدخل بناء على قائمة معدّة مسبقا تبين عدد الأفراد المستهلكة بدلا من التبرع بالوجبات المؤقتة.
وأضاف زبدي أنه في ظل الثورة الرّقمية أصبحت منصات التواصل الاجتماعي والتسويق الإلكتروني، أداة مؤثرة في تشكيل سلوكيات الاستهلاك والتسويق خاصة بين الشباب الجزائري، الذي يقلّد نمط حياة المشاهير أو المؤثرين، داعيا إلى الاستفادة من التكنولوجيا كأداة لمراقبة الاستهلاك من خلال بعض التطبيقات على الهاتف، وكذلك توعية وتثقيف المستهلكين حول أهمية الاستهلاك المسؤول، من خلال إطلاق مبادرات المدن الذكية في رمضان، تنظيم الاستهلاك الجماعي بطريقة مستدامة، إطلاق حملات رقمية ذكية للتوعية بترشيد الاستهلاك خلال رمضان تعتمد على المؤثرين الإيجابيّين ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذا تعزيز مبادرة التبادل المجتمعي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19762

العدد 19762

السبت 03 ماي 2025
العدد 19761

العدد 19761

الأربعاء 30 أفريل 2025
العدد 19760

العدد 19760

الثلاثاء 29 أفريل 2025
العدد 19759

العدد 19759

الإثنين 28 أفريل 2025