باحثون حول الأرصاد الجوية

لا علاقة للزلازل بارتفاع درجة الحرارة

صونيا طبة

كشف باحثون ومختصون، أن الارتفاع الذي تعرفه درجات الحرارة في الأيام الأخيرة والذي تجاوز المعدل الفصلي مرتبط بالتغيرات المناخية التي تشهدها الأرض، مؤكدين في ذات السياق بأن الارتفاع في درجات الحرارة ليس لديه أي علاقة مع الزلازل أو الهزات الأرضية التي ضربت عدة مدن مؤخرا ومن بينها العاصمة.
وأكد مدير مركز الدراسات الخاصة بالطقس بالديوان الوطني للأرصاد الجوية، جمال بوشرف، خلال ندوة نقاش نظمت، أمس، بمنتدى جريدة “ديكا نيوز”، أن الجزائر أكثر عرضة للتغيرات المناخية التي تؤدي إلى حدوث كوارث طبيعية عديدة كونها منطقة حساسة تتموقع ما بين المناخ شبه القاري والمعتدل، كما تتوفر على تضاريس وعراء ومياه البحر الأبيض المتوسط شبه الدافئة، بالإضافة إلى سيلان الغلاف الجوي على المستوي العالمي.
وأشار بوشرف إلى أن ارتفاع درجة الحرارة في الأيام الأخيرة في العاصمة وضواحيها لا يمكن أن نقول انه أمرا عاديا لأن هذه الظاهرة تتكرر في كل مرة حيث سبق وأن سجلت درجة الحرارة منذ سنوات ارتفاعا كبيرا في شهر سبتمبر وصل إلى 32 درجة، موضحا أن ذلك يثبت وجود تغيير مناخي على المستوى الوطني.
وطمأن مدير مركز الدراسات الخاصة بالطقس المواطنين بان درجة الحرارة هذا الأسبوع لن تعرف ارتفاعا شديدا بل ستكون معتدلة نوما ما، مضيفا في سياق آخر أن التغيرات المناخية والتقلبات الداخلية للمناخ تؤثر على شدة الأمطار التي قد تؤدي إلى حدوث فيضانات خطيرة بالإضافة إلى احتمال وقوع موجة جفاف تنعكس سلبا على قطاع الفلاحة بسبب التصحر.
ودعا إلى ضرورة تقليص انبعاثات الغازات الاحتباسية  على المستوى الوطني من خلال استخدام النقل الجماعي كالميترو والترامواي، وكذا استغلال الطاقة المتجددة كالطاقة الهوائية والشمسية مع استغلال الطاقة الكهربائية  بصفة عقلانية، زيادة على أهمية غرس الغابات .
من جهة أخرى كشف ذات المتحدث أن وزارة البيئة والعمران بصدد الإعلان عن مخطط خاص يشمل كل القطاعات يعمل على التعريف بالمخاطر الطبيعية الناتجة عن التغييرات المناخية وما ينجر عنها من كوارث طبيعية، مؤكدا أن هذا البرنامج يهدف إلى العمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية.
أما الباحث في الجيولوجيا وعلوم الأرض والزلازل حمو جاليت، أكد  أن المعدل الفصلي للحرارة خلال الفترة الجارية يجب أن لا يتجاوز 27 درجة في حين أن وصل إلى 34 وهو ما يدل على أن التغييرات المناخية قد بدأت تشمل اغلب المناطق في العالم، وهو ما سيساهم في ارتفاع الجفاف و الفيضانات العواصف في العديد من المناطق مؤكدا أن الزلازل لا يمكن أن تتأثر بارتفاع درجات الحرارة خاصة وأن التغيرات الجيولوجية تحدث على عمق مئات الكيلومترات حيث لا تصل حرارة فوق الأرض.
وفي ذات السياق أضاف نفس المتحدث أن الحل الوحيد من أجل مواجهة هذه الظواهر هو اتخاذ إستراتيجية للحد من استهلاك الطاقات والصناعات الثقيلة والكيميائية والتي تساهم بحد كبير في الاحتباس الحراري.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024