كلّ المشاريع التنموية الضخمة التي أقرّها الرئيس وتجسّدت ميدانيا تصبّ في خدمة المواطن
دور محوري لجيشنا كضمانة أساسية لاستمرار مسيرة التنمية في كنف الأمن والاستقرار
إرادة فولاذية تجاوزت جريمة زرع الألغام وتخلّصت من الإرث السام للمستعمر الغاشـــــــم
عنونت مجلة «الجيش» افتتاحيتها لعدد أفريل بـ «تأمين الحاضر لمستقبل مشرق»، مستذكرة واحدة من أبشع الجرائم التي اقترفها الاستعمار الفرنسي الغاشم في حق الشعب الجزائري، والمتمثلة في زرع ملايين الألغام على طول الحدود الشرقية والغربية للبلاد، ما تسبب في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا والشهداء، أغلبهم من المدنيين، الذين استبسلوا في الدفاع عن أرضهم في وجه آلة استعمارية لا تعرف للإنسانية معنى.
وأشارت المجلة إلى أن الشعب الجزائري دفع ثمناً باهظاً لهذه الجريمة الاستعمارية، التي خلّفت إرثاً سامّا تطلب جهوداً جبارة للتخلص منه، وهو ما تم بفضل عزيمة الدولة وسواعد أبناء الجيش الوطني الشعبي، الذين نجحوا في تطهير مساحات شاسعة من الأراضي وتحريرها للاستغلال الفلاحي، في خطوة تؤكد، أن الجزائر، بتحدياتها الكبيرة، لا يمكن أن تقف أمامها أي عقبة إلا وتتجاوزها بإرادة فولاذية لا تلين.
وأكدت «الجيش»، أن الجزائر اليوم تسير بأقدام ثابتة وخطى واثقة نحو الرقي والازدهار، وقد بدأت ملامح مستقبلها المشرق تتجلى، وذلك من خلال المشاريع التنموية الكبرى والإستراتيجية التي شُرع في تجسيدها ميدانياً، خصوصاً في مجالات الأمن الغذائي والمائي والصحي، والتي تعتبر ركيزة أساسية في تأمين حاضر البلاد وبناء مستقبلها، وفق رؤية سديدة وحكيمة لقيادة رشيدة تضع مصلحة الوطن وسيادته فوق كل اعتبار.
في السياق ذاته، أبرزت مجلة الجيش أن كل المشاريع التنموية التي أطلقها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تندرج ضمن التوجه الاجتماعي للدولة الجزائرية، المستمد من مبادئ ثورة نوفمبر المجيدة. مؤكدة أن الرئيس جدد التزامه بمواصلة هذا النهج خلال لقائه الإعلامي الأخير، مبدياً اهتماماً خاصّا بالشباب الجزائري، الذي وصفه بأنه «العمود الفقري للوطن». مشيداً بـ»صحوة الجيل الجديد ووعيه العالي، سواء في الداخل أو ضمن الجالية في الخارج».
وأضافت المجلة، أن الجزائر المنتصرة التي تُبنى اليوم، هي نتاج جهد جماعي تشارك فيه كل القوى الحية في المجتمع، مشيرة إلى أن الإنجازات الحالية لم تكن لتتحقق لولا تكامل عناصر الأمن والتنمية، وهما عاملان مترابطان لا يمكن الفصل بينهما. وفي هذا الإطار، سلطت المجلة الضوء على الدور الاستراتيجي للجيش الوطني الشعبي، باعتباره ضمانة أساسية لاستمرار المسيرة التنموية في كنف الأمن والاستقرار، خاصة في ظل محيط إقليمي يشهد تقلبات أمنية متزايدة. وأكدت أن القوات المسلحة الجزائرية، تضطلع بمسؤولية تاريخية في حماية الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والحفاظ على سيادة الدولة ووحدة ترابها الوطني. ونقلت المجلة تأكيد الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، خلال كلمة له في زيارة ميدانية، أن التحولات الإقليمية المتسارعة تستوجب المزيد من الحيطة واليقظة، إلى جانب الاستمرار في تعزيز الجاهزية العملياتية والقدرات القتالية، لمواجهة التهديدات المحتملة وردع أي مشاريع تخريبية تستهدف استقرار البلاد. واختتمت مجلة الجيش افتتاحيتها، بالتأكيد على أن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير، سيظل وفيّا لرسالته النبيلة، وعازماً على مواصلة العمل المخلص من أجل تعزيز أمن الجزائر، وترسيخ احترافيته، بما يجعله قادراً على مواجهة كافة التحديات التي قد تطرأ في الحاضر أو المستقبل.