الرئيس: كل الدول الأوروبيـــــــــة صديقــــــة وتربطنا بها علاقات طيبــــــــة
أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أن الجزائر شريك موثوق لا يخلف وعوده ولا يخل بالتزاماته مع شركائه من الدول. وشدد على رفضها توظيف الابتزاز الاقتصادي (الطاقة مثلا)، أثناء الخلافات السياسية، واعتبر أن تلك أساليب «بائدة» ليست من «شيمنا».
قدم الرئيس تبون إجابة وافية عن سؤال طالما راود المراقبين وحتى الخبراء، يتعلق بعدم اللجوء إلى استخدام الطاقة وخاصة الغاز، كورقة ضغط أثناء السجالات أو الأزمات التي تنشب بين الجزائر وبين بعض الدول، خاصة الأوروبية منها، على اعتبار أنها من أكبر الموردين لهذه للسوق.
وكشف رئيس الجمهورية، في خطابه أمام المتعاملين الاقتصاديين، بشكل حاسم «تلك أساليب بائدة» وعفا عنها الزمن، وقال: «في وقت مضى، كانت بيننا وبين وإسبانيا، على سبيل المثال، خلافات إلا أننا لم نستعمل ورقة الغاز ولم نهدد به؛ لأنها عقلية بائدة».
وأكد أن «العلاقات الدولية تبنى على أساس الاحترام والوفاء بالتعهدات»، مضيفا بأن «للجزائر علاقات طيبة مع أوروبا ونحن ملزمين بأن نكون أوفياء بالعقود التي أبرمناها معهم».
وأفاد الرئيس، بأن «كل الدول الأوروبية دول صديقة وتربطنا بها علاقات طيبة، فهم بحاجة إلينا ونحن بحاجة إليهم، ولذلك من الأفضل التفاهم وانتهاج المسار التعاوني، وكما يدافعون عن حقوقهم يحق لنا الدفاع عن حقوقنا»، وقد وافق هذا الأخير على مراجعة اتفاق الشراكة الجزائرية مع الاتحاد الأوروبي.
يكشف هذا الموقف، عن ثقة الجزائر بنفسها وعن مدى استعدادها لإدارة علاقاتها الدولية بمستوى عالٍ من النضج، يمكنها من الدفاع عن مصالحها وعن القضايا العادلة التي تؤمن بها، بأدوات بعيدة كل البعد عن أساليب الانحطاط الدبلوماسي الذي تقوم به بعض الأطراف كتوظيف الهجرة غير الشرعية واستخدام الأطفال القصر للبحث عن مكاسب سياسية، أو حتى القيام بتنازلات أخلاقية ومبدئية باهظة الثمن.
واستطاعت الجزائر بفضل احترامها لالتزاماتها السياسية والأمنية والاقتصادية، أن تحوز على مصداقية وموثوقية تشهد لها كل الأطراف التي تربطها علاقات معها، سواء كانت دولا أو منظمات دولية، وهي بذلك شريك آمن لا يخلف وعوده ولا يبتز ولا يتراجع عن مواقفه المساندة للقضايا العادلة ونصرة الدول الضعيفة، ويثبت التاريخ ذلك فهي على مسارها منذ استقلالها إلى اليوم.
ولا تقتصر صفة الموثوقية والأمان في التعامل الخارجي للجزائر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل إنها كذلك في المجالات الدبلوماسية والسياسية، فهي التي لطالما نصرت ودافعت عن الدول والشعوب الضعيفة والمستعمرة، من أجل نيل حقوقها في التنمية واسترجاع سيادتها.
وهذا دأبها مع القضية الفلسطينية التي لم تسلم فيها للحظة، ورغم الصمت الدولي وأمام تواطؤ عديد القوى، بقيت الصوت الحي في مجلس أمن، الذي يثير الجرائم التي يقترفها الكيان الصهيوني.
وتواجه الجزائر بموقف ثابت وفق الشرعية الدولية، محاولات القفز على القضية الصحراوية. مذكرة بأن المسألة هي تصفية استعمار في إقليم لا يتمتع بالحكم الذاتي، مهما كانت مواقف الدول التي تعمل مؤخرا على مقايضة المبدأ بالتنازلات الفظيعة لصالح الكيان الصهيوني.
وبالمثل تلتزم الجزائر بمبدإ حسن الجوار مع جيرانه، وتعلي قيم التضامن مع شعوب المنطقة ومساعدتها على بناء اقتصاد يضمن استقرارها، من خلال مشاريع مشتركة من شأنها فك العزلة عن الدول الحبيسة، وهي في ذلك تختار التعاون سبيلا وحيدا في التعامل مع الجيران، مع التمسك بمبدإ الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل.
ويشهد تاريخ الجزائر، أنها لم تعتدِ على أيّة دولة، سواء من الجوار القريب أو البعيد، شمالا أو جنوبا، ولم تكن أبدا المبادر بالإساءة، واقتصرت على رد الفعل والرد التدريجي وعدم التصعيد حفاظا على حسن العلاقات.